الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تفاصيل دعم قطر للإرهاب الدولى!

تفاصيل دعم قطر للإرهاب الدولى!

 تمويل الإرهاب هو العمل الأهم والمقدس لإمارة قطر، التى يتكشف دورها يومًا بعد يوم فى نشر الإرهاب والترويج له وتمويله على مستوى العالم ولمعظم الجماعات الإرهابية. كل يوم هناك الجديد فى اكتشاف أبعاد المؤامرة القطرية الخبيثة فى دعم جماعات التطرف والإرهاب، سواء بطريقة مباشرة بالإيواء والدعم المادى، أو بطريقة غير مباشرة من خلال عمليات التجسُّس على كبار السياسيين، وتجنيد مشاهير المُحللين والإعلاميين للترويج لممارسات الدوحة الإرهابية.



تحتاج تفاصيل التمويلات القطرية للجماعات الإرهابية لعدد كبير من المجلدات؛ لأن هذه الإمارة الإرهابية ترعى تلك الجماعات ومَن على شاكلتها من اليمن والصومال جنوبًا إلى بريطانيا وفرنسا شمالًا ومن أفغانستان شرقًا حتى سواحل الولايات المتحدة الأمريكية غربًا. تمويل الحوثى خلال السنوات القليلة الماضية، ثبت بالأدلة تورط مسئولين قطريين كبار فى تقديم الدعم المادى أو العسكرى وحتى اللوجستى للإرهاب، فى عدد من دول العالم. ومؤخرًا كشف الضابط السابق بإدارة الاستخبارات الداخلية البريطانية «إم آى 5»، أولفير كليج، أن الميليشيات الحوثية لجأت بمساعدة قطر لاستقدام مرتزقة من «تشاد والنيجر وجنوب السودان والصومال» للمشاركة فى صفوف ميليشيات الحوثى الإرهابية، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد أن تكون قدمت الدعم البشرى أيضًا للقاعدة وداعش. ما أكده ضابط الاستخبارات البريطانى ذهب إليه الضابط السابق بجهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسية، فكتور فانون، إذ أوضح أن العمليات الإرهابية التى نفذها مثلث الإرهاب فى اليمن «الحوثيون، والقاعدة، وداعش» فى اليمن، تؤكد بوضوح أن هناك تنسيقًا بين التنظيمات الثلاثة ولا يمكن أن يكون هذا التنسيق من دون رأس أو قيادة، فالعمليات من حيث التخطيط والتنفيذ والمعدات والأسلحة المستخدمة تؤكد أن الممول واحد، وهذا المخطط تحديدًا معروف أن العقل المدبر له «إيران وقطر»، خصوصًا بعد أن تأكدنا من أهمية المضايق كسلاح فى يد إيران، واستغلالها لمضيق هرمز كسلاح للَىّ ذراع أوروبا والعالم". وخلال الأسبوع الأول من أغسطس 2019، كشف ضابط ألمانى سابق خيوط لغز اندفاع المهاجرين الأفارقة نحو المحافظات اليمنية والانضمام إلى معسكرات تقيمها الميليشيات الحوثية تمهيدًا لتجنيدهم وإرسالهم إلى الجبهات، إذ أشار إلى وجود أدوار لرجال أعمال أتراك وقطريين يتولون مهمة التجارة فى هؤلاء المرتزقة وإرسالهم إلى جبهات القتال فى بلدان عدة. برتولت أرنيم، الضابط السابق فى المكتب الفيدرالى الألمانى لأمن المعلومات، فإن شبكات نقل الأموال وتهريبها من وإلى التنظيمات الإرهابية تعمل وفق منظومة غاية فى التعقيد، حيث تُنقل بعض الأموال نقدًا ولكن بكميات قليلة، وجزء من التمويل يتم توفيره عن طريق الإتجار فى أشياء غير مشروعة، ويكون دور رجال الأعمال الأجانب من «القطريين والأتراك» غسيل الأموال وضخها فى حسابات أتباعهم داخل الدول المستهدفة، التى أغلبها دول فى إفريقيا. شبكة الدوحة لا شك أن الحالة الصومالية، تُعد حاليًا بيئة خصبة جاهزة للدراسة وكشف «ميكانيكية» عمل شبكة الدوحة لدعم وتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار فى إفريقيا، حيث عمل رجال قطر فى الصومال، وعددهم نحو 15 شخصًا على تكوين شبكة سياسية مدعومة من قطر للعمل داخل النظام الصومالى، ومهاجمة مصالح الدول العربية الأخرى، ومن جهة أخرى دعم ميليشيات إرهابية لتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير للضغط على رأس السُّلطة فى الصومال وإخضاعه للجبهة المدعومة من قطر داخل السُّلطة. هذا ما أكده عبدالرحمن عبدالشكور ورسمى، زعيم حزب ودجر السياسى المعارض فى الصومال، حينما شن هجومًا على الحكومة القطرية. وطالب «ورسمى»- فى منشور عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعى فى 29سبتمبر الماضى- الدوحة بإيقاف تمويل حكومة الرئيس الصومالى «فرماجو» لتدمير الولايات الإقليمية وقمع المعارضة وتقديم الرشاوى للمؤسسات الدستورية، متهمًا الحكومة القطرية بتمويل تقرير حول حقوق الإنسان فى الصومال لتلميع صورة النظام الصومالى الذى تدعمه، مشيرًا إلى أنهم لا يريدون منها إلا إيقاف مالها الفاسد. وفى يوليو الماضى، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن تورط قطر فى تمويل الإرهاب وحركة شباب المجاهدين فى الصومال، إذ نشرت الصحيفة الأمريكية تسريبًا صوتيًّا، عبارة عن مكالمة بين حسن بن حمزة بن هاشم، السفير القطرى فى الصومال، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندى، أحد أصدقاء أمير قطر تميم بن حمد. وحينها، قال المهندى للسفير القطرى بعد أسبوع من تفجير مدينة بوصاصو التجارية الواقعة شمال شرقى البلاد الذى حدث فى 18مايو 2019، إن التفجيرات والقتل نعرف من يقف وراءها، لقد كان أصدقاؤنا وراء التفجيرات الأخيرة، التى تبناها فرع تنظيم داعش فى الصومال. ويُعتبر فهد ياسين، أحد أذرع قطر فى الصومال، ويوصف بأنه رجُل الدوحة فى مقديشو، الذى كان يدير الانتخابات فى بلاد البنط عبر أذرعه الإرهابية، والاعتماد على العناصر الموالية من الرجل الثانى فى حركة الشباب الإرهابية واللاجئ إلى الدوحة، محمد سعيد أتم،  الذى أُدرج على قوائم الإرهاب الدولى فى نوفمبر 2017.  ويُعتبر محمد سعيد أتم، هو مَن وضع النواة الأولى لفرع حركة شباب المجاهدين فى  تلال جالجالا بونتلاند، وشنَّ هجمات دامية لسنوات طوال على حكومة بونتلاند، حيث اتهمته السُّلطات بزعزعة أمن واستقرار أرض البنط ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة الولاية.  ويؤكد خبراء فى الشأن الإفريقى، أن وجود الدوحة فى الصومال ليس من أجل حماية مصالحها الاقتصادية فقط، وإنما هناك بعض من رجال الدولة يرتبطون بعلاقة وطيدة مع "نظام الحمدين"، وهم مَن يعطون معلومات أمنية وسرية عن الدولة الصومالية للنظام القطرى. إن قطر تحاول بشتى الطرُق فى التحكم التجارى البحرى عبر خليج عدن وباب المندب، ومن ثم مواجهة الوجود الإماراتى فى البلاد، وذلك لن يتم إلّا من خلال السيطرة على صُناع القرار فى الصومال، ما يسهل السيطرة والحضور فى منطقة خليج عدن والبحر الأحمر. .. وفى أوروبا وفقًا لتقارير إعلامية واستقصائية، دأبت الدوحة على استخدام المال السياسى لكسب الولاءات وشراء التأييد، ولكن تحوَّل الأمرُ فيما بعد إلى توفير ملاذات آمنة لتمويل الإرهاب ونقل الأموال حول العالم بيسر وسهولة. ونشرت صحف فرنسية بينها مجلة "لوبوان" فى أبريل 2019، دلائل دامغة عن دور قطرى كبير فى تمويل جماعة "الإخوان" الإرهابية فى فرنسا، والترويج لها، عَبر "مؤسسة قطر الخيرية"، من خلال ملف استثنائى وضع فيه كل من كريستيان شينو من "إذاعة فرنسا الدولية"، وجورج مالبرونو من صحيفة "لوفيجارو" أيديهما على الحسابات المفصَّلة لـ"مؤسسة قطر الخيرية"، ونشراها عبر كتاب "أوراق قطرية" الذى يعجّ بالوثائق التى اكتشفا من خلالها تعاملات قطر مع 140 مشروعًا فى أوروبا من مراكز ثقافية ومساجد وجمعيات إسلامية يديرها تنظيم الإخوان فى أوروبا. ووفقًا للكتاب؛ فإن "قطر أرادت توسيع نفوذها فى جميع القطاعات بأوروبا فى مجال الرياضة والتعليم، والأنشطة التجارية، والدبلوماسية، وأنفقت قطر ما بين 2007 و2017، أكثر من 120 مليون يورو على مشروعات فى أوروبا، وتحديدًا فى بريطانيا وفرنسا، إيطاليا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، النرويج ودول البلقان. وبحسب مذكرة نشرتها وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، المتخصصة بمكافحة الاحتيال المالى وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب فى 6أبريل 2019؛ فإن حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابى طارق رمضان، كان يتلقى مكافآت سخية من قطر لتمويل مشاريع مشبوهة مثيرة للريبة عبر حقائب أموال قام بنقلها من قطر إلى سويسرا وفرنسا رصدتها الأجهزة الاستخبارية الأوروبية، لكون التمويل يفتقر إلى الشفافية ويثير الشبهات حول ازدواجية المشروعات الخيرية. كما فضحت صحف بريطانية مثل صحيفة التايمز أنشطة قطر على الأراضى البريطانية، وبخاصة عبر البنوك، حسبما نشرت فى 5أغسطس 2019 أن الدوحة تمكنت وطيلة سنوات، وعَبر مصرف "الريان" الذى تسيطر عليه الحكومة القطرية، من ضخ أموال لفائدة جمعيات خيرية تقوم بنشر الأفكار المتطرفة بين عناصر الجالية، وبخاصة من الشباب، وتحث على بناء مجموعات دينية منعزلة عن المجتمع البريطانى. تأتى هذه التقارير فى ظل تزايد فضائح قطر فيما يتعلق بدعم الإرهاب فى مناطق مختلفة من أوروبا والعالم، من بينها الكشف عن تورط قطر فى فضيحة تهريب أسلحة، بعد عثور الشرطة الإيطالية فى 15يوليو 2019، على صاروخ "جو-جو" يستخدمه الجيش القطرى فى حوزة جماعة يمينية متطرفة يطلق عليها "النازيون الجُدد". ما أثار الكثير من التساؤلات حول كيفية وصوله إليها، وأثار قلقًا عالميًا حول مصير الأسلحة الضخمة التى تشتريها الدوحة بما يفوق قدراتها واحتياجاتها مئات المرّات، وانطلقت دعوات حول العالم، خصوصًا فى فرنسا، تطالب بحظر تصدير الأسلحة للإمارة الصغيرة. وبات من المؤكد أن النظام القطرى ينظر للإخوان والجماعات الإسلامية كـ"مشروع استثمارى" يمكنه من تحقيق طموحاته إقليميًا ودوليًا، والسيطرة على المنطقة العربية، مقابل دعم تحركاتهم ومنظماتهم المنتشرة فى مختلف دول العالم، فسعت قطر للاستثمار فى التنظيم الدولى للإخوان، خصوصًا فى أوروبا، وذلك لخَلق شعبية وتأثير سياسى، والعمل على تغلغله فى المراكز الأكاديمية والثقافية. الارتباط بالقاعدة أكبر مثال للتوظيف الإعلامى لخدمات إرهابية ما قامت به قطر مع بيتر بيرغن محلل قنوات "سى إن إن" الأميركية فى العمل كحلقة وصل قطرية مع تنظيم القاعدة الإرهابى، والترويج لأيديولوجيات الدوحة المتطرفة. وبيتر بيرغن هو صحفى أميركى يُعرّف نفسه بأنه صانع أفلام وثائقية ومحلل الأمن القومى بشبكة "سى إن إن" الأميركية، وهو زائر منتظم لإمارة قطر، ودائمًا ما يحاول التقريب بينها وبين واشنطن فى كتاباته، ويحاضر عادة بصفته موظفًا فى "سى إن إن" فى مؤسسات ممولة قطريًا مثل جامعة جورج تاون فرع قطر، والمنتديات القطرية، كما أنه أستاذ فى جامعة ولاية أريزونا، التى تُعد من بين أكبر المستفيدين من التمويل القطرى للجامعات الأميركية. استطاع "تنظيم الحمدين" أن يسهل لبيرغن الالتقاء بزعيم القاعدة أسامة بن لادن وأمَّن له الدخول والخروج السلس من أفغانستان؛ من أجل الترويج لفكر تنظيم القاعدة فى العالم، على غرار ما فعلته الدوحة مع الإعلامى المصرى يسرى فودة فى تسهيل لقائه ببن لادن فى أفغانستان. لكن ثمة مهمة جديدة أوكلتها قطر فى الآونة الأخيرة إلى بيرغن بعد مقاطعتها من قبل دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب، فحواها أن يعمل بيرغن كبوق إعلامية تروج بروباجندا توالى قطر بشكل فاضح فيما يتعلق بقضايا المنطقة العربية، ومحاولة إظهار الدوحة على أنها الحليف الأمثل للولايات المتحدة، والتغطية على ممارستها الداعمة لتيارات التطرف والإرهاب. ومن هنا، لم يعترف التنظيم القطرى بأخطائه، فسعى عوضًا عن ذلك فى شراء ولاء بيتر بيرغن ومَن على شاكلته، وضخ عشرات الملايين من الدولارات لإبرام 22 اتفاقًا جديدًا خلال العام الماضى، مع شركات العلاقات العامة والمحاماة الأميركية؛ من أجل محاولة تحسين صور النظام القطرى فى الداخل الأميركى.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق