الخيــول الراقصــة.. أيـن تعلــــــــــــم هــؤلاء المــدربون؟

حرصت العائلات المصرية على تربية الخيول وتدريبها وإقامة المهرجانات العربية والدولية.

وتتميز خيول الأدب المصرية فى الرقص عن مثيلاتها فى العالم لما يبذله المدربون المحترفون فى عملية تدريب "المُهر" الصغير على العروض الجمالية والأدب من سن عامين فأكثر، وتدريبه على الركوب فى سن 3 سنوات ثم تعليمه الأدب.

فى قرية كفر سلمون التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، وعلى بُعد مئات الأمطار من الطريق الزراعى "القاهرة/ الإسكندرية" التقينا الحاج كرم سرحان شريدح، أحد أبرز مدربى الخيول العربية؛ ليرصد لنا مراحل عملية التدريب، والذى أكد لنا مشاركته فى العديد من بطولات ومهرجانات مصر لأدب وجمال الخيول، مضيفًا أنه قام بتدريب خيول عربية ومُهَجنة شاركت فى العديد من المسابقات وحصلت على مراكز متقدمة.

وأثناء تجوّل عدسة كاميرا " الكتاب الذهبى" فى ساحة التدريب التقطت صورًا لعدد من الخيول الصغيرة التى يتم تدريبها، منها "ربحان" نموذج مختوم يرجع نَسَبُه لوالده راباح وأمه راشدا الحاصلين على العديد من البطولات، وتصادف وجود مالكه لحضور بعض تدريبات الحصان، الذى يأمل أن يكون ربحان بطلا كوالده، مؤكدًا أنه صاحب مزرعة بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

وأكد كرم سرحان: هناك بعض الخيول التى لا تقبل التدريب ولا تصلح له.. ومن أشهَر عائلة للخيول وخرّجت العديد من الأبطال عائلة "الأخطر" لجمالها وتقبّلها التعلم فى الأدب قائلا: عائلة كريمة وطيبة وتستجيب للتدريب وتعشق صاحبها. وأضاف إن أسعارالتدريب حسب نسَب الحصان وشهادة ميلاده وعائلته. 

كما أكد على أنهم ليس لديهم نقابة أو رابطة، ويتم اختيار لجنة التحكيم من أهل الخبرة والمدربين القدامى. مضيفًا إنه شارك فى العديد من المهرجانات، آخرها مهرجان البحيرة للخيول العربية الأصيلة "الأدب"، وسافر إلى فرنسا وشارك فى افتتاح المهرجان العالمى لجمال الحصان العربى مصطحبًا "الفاتح" و"ياقوت"،  كما سافر إلى السعودية لتدريب خيول الشيخ خالد بن لادن فى مزرعة بالسعودية. لافتًا إلى أن الجمال فى "حلاوة" الحصان .

ومن الممكن أن يكون الحصان "بلدى مهجن" ويستجيب للتدريب كالعائلات العربية والمخاتيم لافتاً إلى أنه تعلم التدريب بالوراثة.

البيطار أشهَر مدربى الخيول

كما التقت "الكتاب الذهبى" السيد البيطار، أحد أشهَر مدربى الخيول العربية الأصيلة والبلدى المهجنة، الذى أكد إن مهنة تدريب الخيول مكتسبة عن الآباء والأجداد. مضيفًا إن مهمة المدرب ليست سهلة؛ لأن كل حصان أو فرَس تحتاج تربيته ورعايته إلى ذكاء وفطنة وخبرة طويلة.

كما أكد على ضرورة وجود روح التفاهم ما بين الحصان والمدرب ومراعاة الخيل؛ لأن المدرب أو صاحبها إذا لم يراعها لا تعطى نتائج مُرضية،  قائلاً: الخيل لا يتكلم ولكنه ذكى ويفهم، وتابع: يمر تدريب الخيول بعدّة مراحل - فى سن عامين إلى ثلاثة أعوام يتم تعويد الحصان على تقبّل المدرب عن طريق التجوّل معه ووضعه فى مكان والوقوف بالقرب منه لمراقبته، وعادة سيدفع الفضول المُهر للاقتراب من المدرب، وعندها يمكن للمدرب البدء بلمس رأسه وعنقه والأرجل حتى يبدأ بالاسترخاء والشعور بالأمان والراحة ثم يُحَكّم سيطرته على الحصان لترسيخ فكرة أنه القائد ومن الواجب طاعته واحترامه.

قبل البدء بتركيب الرسن يجب تهيئة الحصان لذلك عن طريق تمرير حبل خفيف عليه ليعتاد على وجود شىء يلامس جسمه؛ خصوصًا منطقة الرأس، وبعد ذلك يمكن تثبيت الرسن على خطم الحصان، وإغلاقه حول المنطقة التى تقع خلف الأذنين، ثم التراجع للخلف، وترك الحصان حتى يعتاد عليه. ويُربط الحصان فى هذه المرحلة فى عمود قوى باستخدام حبل مشدود حول الرقبة، ومن المتوقع أن يبدأ الحصان بالمقاومة ومحاولة التخلص من الحبل، وفى هذه الحالة يتوجب على المدرب المحترف أن ينتظر حتى يستنفد الحصان قواه ويهدأ، ثمّ يكرر التمرين إلى أن يعتاد الحصان على الربط، ثم تركيب الشكيمة من خلال وضع قطعة فى فم الحصان، وربطها بالعنان المتصل بالسّرج وترك الحصان ليعتاد عليها عدة ساعات، ثم تتم قيادة الحصان للمشى مع المدرب، ثم تعويد الحصان على الركوب بتهدئته والثبات على ظهر الحصان حتى يهدأ ويستجيب لتوجيهات المدرب وإطاعة الأوامر، ثم نقر كعبى المدرب على جسم الحصان حتى يبدأ بالحركة، ومع التدريب المستمر سيتعلم الحصان الحركة للأمام عندما يضغط الراكب بساقيه على جانبيه بالتدريج، مع ضرورة الثواب والعقاب ومكافأة الحصان إذا أحسن التصرف والعقاب إذا أساء.

 وقال السيد البيطار، أنه يتم تجهيز الحصان للمشاركة فى المهرجان لمدة شهر بداية المهرجان، وأنه قام بتدريب الحصان "آسر بيه" العربى الأصيل المختوم لمالكه الكويتى الشيخ محمد الصباح الذى يقتنى أفضل الخيول العربية.

وأضاف البيطار أن فترة التدريب تكون من ٥ أشهُر إلى عام كامل.>