الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالمثلث والساحة.. والدائرة

منتديات الشباب.. استثمار فى المستقبل

 لا أحد يستطيع أن ينكر أن "منتدى شباب العالم"، الذى تنعقد نسخته الثالثة خلال الشهر الجارى بمدينة شرم الشيخ، تجربة مبتكرة؛ ومستمرة للحوار، ولتشكيل الوعى، والتعبير عن مخاوفهم وأفكارهم؛ وفرصة فريدة من نوعها للالتقاء بين الشباب من جميع أنحاء العالم، لتوسيع معرفتهم بالثقافات المختلفة، واستكشاف الخيارات المحتملة لجميع القضايا؛ واكتساب المهارات الجديدة ويقوم المنتدى بتعريف الشباب بكل القضايا؛ من خلال لقاءات تفاعلية وورش عمل مع المتخصصين والخبراء.  



هؤلاء يقدمون منظورًا فريدًا للمفاهيم السياسية والمهنية. هذا المزيج القوى يمنح الشباب نظرة فريدة من نوعها على مستقبلهم. ويتواصل المشاركون مع بعضهم البعض، ويساهم منتدى الشباب فى تعزيز الصداقات وخَلق روابط بين الشباب فى جميع أنحاء العالم، وعندما يتعرف المشاركون على بعضهم البعض؛ فإنهم يطورون أيضًا أفكارهم، وأحلامهم، بعدها يعود المشاركون إلى حياتهم بإحساس أقوى بالمجتمع، ورغبة متزايدة فى القيام بدورهم، ولكن بأهداف أكثر وضوحًا. ومنتديات شباب العالم تهتم بشغف الشباب، ما يُمكّن المنتدى من أن يكون له تأثير حقيقى على أفكار الشباب؛ خصوصًا أنها تقدم  منصة أوسع لمناقشة القضايا المهمة. رسالة الشباب يوفر منتدى الشباب فرصة كبيرة للقادة الناشئين، لضمان سماع أصواتهم؛ للتحدث نيابة عن الشباب وتوصيل صوتهم فى بلدهم. وتزخر منتديات الشباب بتقديم العروض التقديمية حول القصص الملهمة وقصص النجاح والأشخاص المتميزين من جميع أنحاء العالم؛ خصوصًا أن الشباب يمتلكون الحلول لتحديات اليوم.  والطبع المنتدى حلقة مشتركة بين ما يقرب من مليارَى ونصف المليار شخص، والتزام أخلاقى بالدفاع عن الديمقراطية والعدالة والسلام، إلى جانب أنه فرصة لتركيز أكبر على أهداف التنمية الاجتماعية، حيث الاستثمار فى الشباب هو مفتاح تحقيق هذه الأهداف، من خلال تعبير الكثير من حضور منتدى الشباب عن آرائهم فى الشأن العام، ويعد أيضًا مصدر إلهام وطموح كبيرين. منتديات شباب العالم بوابة إلى تمكين الشباب ونشر ما يقومون به؛ لأن المناقشات إذا ظلت داخل الجدران فلن يكون هناك أى تأثير، فنحن بحاجة إلى أصواتنا المسموعة فى ظل مناقشات حول موضوعات الاقتصاد والعلاقات السياسية والبروتوكول، ورفع توصيات لدمجها فى السياسات العامة. المنتدى وسيلة للتمثيل والتنسيق والتعاون بين منظمات الشباب فى العالم، وأبرز أهداف المنتدى هو التمكين السياسى للشباب، وتحقيق التكامل بين دول العالم، إلى جانب إبراز الهوية الإقليمية ونشرها وتعزيز وتشجيع إنشاء منصات وطنية للشباب، والتشجيع على تأسيس منظمات الشباب والمنظمات الوطنية، ودفع جهودها التى تخدم  جميع فئات المجتمع؛ من أجل النهوض به. اهتمام دبلوماسى وفى الحقيقة أن هناك اهتمامًا دبلوماسيًا مصريًا فى الخارج بالقاء الضوء على الإنجازات المصرية فى المجال الاقتصادى والاجتماعى وإلقاء الضوء على مساهمات "منتدى شباب العالم" فى مجال تمكين الشباب، والتأكيد على تفاصيل شعار المنتدى المعبر عن حقيقة الأهداف التى يسعى إليها المنتدى، فالمثلث يرمز إلى الأهرامات المصرية التى تعكس الحضارة القديمة عند قدماء المصريين. والساحة تعبر عن خريطة العالم التى تجلب التنوع والثقافات والحضارات فى العالم إلى أرض مصر. والدائرة تعد رمزًا لشباب العالم، كونه قلب العالم الذى سيقود مستقبله ويكون حافزًا للتغيير.  الرائع أن المنتدى يقام فى شرم الشيخ التى تُعد واحدة من المنتجعات الأكثر شهرة فى العالم. فجغرافيًا هى نقطة التقاء بين آسيا وإفريقيا، وتم تصنيفها فى المرتبة الرابعة كأفضل بقعة غوص فى العالم. علاوة على ذلك، استضافت شرم الشيخ خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية الدولية، كما استضافت مؤتمر قمة صناع السلام فى عام 1996، ومؤتمر قمة شرم الشيخ فى 2005، ومؤتمر القمة الخامس عشر لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز.. والمبهر أن منتدى شباب العالم الأول 2017، حضره 3200 مشارك شاب من 113 دولة لمناقشة الحوار والمشاركة فيه، وشارك فيه أكثر من 222 متحدثًا من أكثر من 64 دولة فى جلسات متعددة، وتم عقد مناقشات لمناقشة القضايا والمواضيع العالمية فى إطار المسارات الرئيسية الثلاثة: السلام والتنمية والإبداع. وكان شعاره (نحن نحتاج للحديث) لتسليط الضوء على ضرورة وجود نقاش مفتوح بين الشباب من جميع أنحاء العالم لإعطاء رسالة سلام ورخاء لمكافحة الإرهاب ومنع الجماعات الإرهابية من الوصول إلى الأسلحة التى تهدد الدول. وعُقدت النسخة الثانية من منتدى شباب العالم فى الفترة من 3-6 نوفمبر 2018. وضمت 5000 شاب من جنسيات وخلفيات مختلفة فى التواصل؛ للتعبير عن آرائهم حول التحديات العالمية التى تواجه عالمنا اليوم من منظور الشباب. ومُنح الشباب مجالًا لتطبيق الموضوعات التى تمت مناقشتها بطريقة تعليمية توضيحية من خلال العديد من الأحداث الجانبية التى تم تنظيمها خلال منتدى شباب العالم 2018، وجمع المنتدى 141 متحدثًا و241 مشاركًا فى ورشة العمل، بالإضافة إلى 72 من النحاتين و201 من رواد المسرح، كما شمل 169 مشاركًا فى القمة العربية الإفريقية النموذجية. تحديات عالمية  منح منتدى شباب العالم الفرصة لإجراء مناقشات حول التحديات العالمية التى تواجه عالمنا اليوم، من خلال 17 حلقة نقاش مع ما مجموعه 26 ساعة عمل، 2 مائدة مستديرة مع ما مجموعه 3 ساعات عمل، 7 ورش عمل لما مجموعه 31 ساعة عمل، 6 محادثات عارضة مع ما مجموعه 9 ساعات العمل. بلغ مجموع هذه الجلسات 32 جلسة مع 141 متحدثًا. نوقشت الموضوعات من خلال ثلاثة مسارات: السلام والتنمية والإبداع. تناولت قضايا وموضوعات مثيرة للجدل مثل الأمن المائى فى أعقاب تغير المناخ، جدول أعمال 2063: إفريقيا التى نريدها، تضييق الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل، وفرص العمل فى عصر الذكاء الاصطناعى. وجاء ملتقى الشباب العربى الإفريقى - مارس 2019 - أسوان، كإحدى منصات منتدى شباب العالم؛ لمناقشة القضايا المتعلقة بواقع ومستقبل المنطقة العربية والقارة الإفريقية، وذلك تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى. واهتم الملتقى بالقضايا المتعلقة بواقع ومستقبل المنطقة العربية والقارة الإفريقية، حيث ناقش المشاركون فيه  موضوعات تتعلق بمستقبل البحث العلمى وخدمات الرعاية الصحية، وأثر التقنية الحديثة والابتكار فى إفريقيا والمنطقة العربية، إلى جانب عقد مائدة مستديرة لإجراء حوار بين المشاركين حول سبل الاستفادة من وادى النيل كممر للتكامل العربى والإفريقى، وكذلك عقد ورشة عمل عن تنمية منطقة الساحل، بالإضافة إلى إقامة ورشتَى عمل لريادة الأعمال. المنتدى أصبح من أهم المنصات الدولية، التى يفخر أى شاب بالمشاركة فيها، فضلاً عن أن مدينة السلام من أفضل بقاع العالم، واختيارها لتكون مقرًا للمنتدى اختيار موفق وجيد جدًا. ويحظى باهتمام سياسى وإعلامى واسع فى العالم. والرائع أن عددًا من الشخصيات العربية والدولية والمصرية العاملة بالخارج، تعلن دومًا دعمها للمنتدى، بصفته منصة نموذجية للحوار بين شباب يحمل ثقافات متعدّدة، ونماذج ناجحة من فئات عمرية مختلفة، لا سيما أن الشباب هم من يديرون الجلسات ويتحدثون فيها؛ خصوصًا أن التجربة المصرية المتمثلة فى «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة»، أثبتت كفاءتها فى المؤتمرات الرئاسية، التى انعقدت بمصر طوال الفترة الماضية، ما يعزّز نجاح المنتدى من حيث التنظيم، والأطروحات التى يناقشها.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق