الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محطات فى تاريخ الكوميديا

الكسار والريحانى وشكوكو وبيجو وفؤاد المهندس

محطات فى تاريخ الكوميديا

عَرفت مصر أجيالًا من نجوم الكوميديا الكبار على مدار تاريخها الفنى المديد، فقد كانت الكوميديا أحيانًا الوسيلة المتاحة للتعبير عن الهموم الحياتية والمجتمعية. المؤكد أنه لم يكن لدَى السينما المصرية أزمة فى ضخ كميات من الأفلام ذات التصنيف «الكوميدى». والمؤكد أيضـًا أنها لم تكن تعانى وجود ممثلين يرغبون فى تقديم الضحك، ولديهم القدرة على ذلك، فى ظل وجود نصوص محبوكة بخيوط الكوميديا الذهبية.



الشاهد أن مدارس الكوميديا المصرية منذ بداية القرن العشرين عاشت كلّ المفارقات. فالراحل على الكسار (1887 - 1957) قدّم الضحك لمجرّد الضحك فى السينما، ولجأ فى المسرح إلى تقديم عدد من القضايا المجتمعية المتعلّقة باللون والشكل واللهجة والتمييز. وفى الوقت ذاته، كان نجيب الريحانى (1889 - 1949)، وهو أحد آباء الكوميديا المصرية الكبار، يقدّم كوميديا اجتماعية راقية، تنبّه إلى الكثير من مشكلات المجتمع المصرى. ابتكر نجيب الريحانى شخصية "كشكش بيه"، عمدة كفر البلاليص الساذج الذى تضحك عليه فتيات الليل دومـًا، وتحصل على أموال المحاصيل التى يبيعها. وحققت هذه الشخصية نجاحـًا لم يحققه أحد من قبل. بعدها تعرف الريحانى على الشاعر والزجّال بديع خيرى.  طبع الكسار والريحانى فترة مهمة من التاريخ المصرى بحضورهما، وتجسيدهما روح مصر التى تضم خليطـًا واسعـًا من الجنسيات والديانات والثقافات. منافسة مبكرة من المسرح إلى السينما، التحق على الكسار برَكب المنافسة، وتعاون مع المخرج توجو مزراحى، ليقدما أفلامـًا رائجة، مثل "نور الدين والبحارة الثلاثة، وعلى بابا والأربعين حرامى، وسلفنى 3 جنيه". واستعان بإسماعيل يس فى دور السنيد، وقدمه لأول مرَّة للسينما. وقد يعود الفضل فى نجاح تلك الأفلام إلى توجو مزراحى، الذى تعلم فن السينما فى فرنسا وإيطاليا. بعد رحيل الريحانى والكسار، جاء إسماعيل يس (1912 - 1972) وتحوَّل إلى ظاهرة. توجَّه إسماعيل يس مع صديقه المؤلف أبو السعود الإبيارى إلى السينما، وعملا مع فرقة على الكسار، وبعد أعوام انطلق الثنائى فى سلسلة أفلام احتلا بها الساحة الفنية تمامـًا. قدّم الكوميديا من خلال أعمال كلّ همّها الترويح عن الجمهور وإضحاكه، حتّى لو على نفسه، وإن غلّفت الأعمال كلّها بإطار اجتماعى، ورَكّز الكثير منها على شكل المجتمع بعد ثورة يوليو 1952. لكن النجاح لم يستمر لعدة عوامل، منها:  الإفلاس الذى ضرب مسرحه الخاص، ظهور التليفزيون المصرى بنجومه الجُدد وفرقة "ساعة لقلبك"، ليبدأ عهد جديد لسينما جديدة. عادة لا تصل الممثلات إلى مصاف نجوم الكوميديا، لكنّ شادية، التى شاركت إسماعيل يس بأكثر من عشرين فيلمـًا، كانت نموذج الفنانة خفيفة الظلّ، بينما زينات صدقى كانت نجمة فوق العادة، ولم تحظَ بالمكانة المفروضة، ومثلها أيضـًا مارى منيب. نجومية "سُمعة" الطاغية وأفلامه التى انهمرت كالمطر على دُور العرض كانت كفيلة بتوارى مواهب بارزة، من بينها عبدالفتاح القصرى، الذى اكتفى بدور "السنّيد"، ومحمود شكوكو الذى كان مؤهلًا للنجومية. وقدّم إسماعيل يس فى أحد الأعوام 13 فيلمًا سينمائيـًا دفعة واحدة. سينما هوليوود! مع انحسار موجة إسماعيل يس فى بداية الستينيّات، بزغ نجم جديد هو فؤاد المهندس (1924 - 2006)، الذى يمكن اعتباره أيضـًا أحد آباء الكوميديا المصرية، إلى جوار الريحانى. كانت البداية مع السينما فى فيلم "بنت الجيران" مع شادية. لكن الانطلاقة الحقيقية كانت مع المخرج نيازى مصطفى، لتبدأ سلسلة من الأفلام التى تسخر من سينما هوليوود، والتى أخذت السينما المصرية إلى طور جديد، يتسم بالفانتازيا والمعارك الكوميدية. تتلمذ "المهندس" على يد "الريحانى"، وقدَّم الكوميديا المُطعَّمة بملامح مجتمعية. لكنّه أيضـًا اعتمد على الصيغة الرائجة فى منتصف الستينيّات؛ إذ كان النقاش محتدمـًا حول عالم الجاسوسية والمطاردات، حتى فى الأفلام الغربية. ومثلما كوّن "سُمعة" ثنائيـًا فنيـًا شهيرًا مع شادية، فإنّ "المهندس" كوّن ثنائيـًا أكثر شُهرة مع شويكار، التى تزوّجها لاحقـًا.  وبزوغ نجم المهندس قضى على حظوظ نجم كبير آخر هو رفيق دربه عبدالمنعم مدبولى (1921 - 2006) الذى لا شكّ فى كونه مَدرسة فنية كبيرة فى الكوميديا. وربما كان تفرّغ مدبولى للإخراج والكتابة واكتشاف المواهب سببـًا أبرز. فى الوقت ذاته، فجأة، بزغ نجم واعد هو عادل خيرى (1931-1963). وهو ابن المسرحى الكبير بديع خيرى رفيق درب الريحانى ومؤلّف معظم أعماله، لكنّ الموت اختطف "عادل" سريعـًا مثلما ظهر سريعـًا. فى الستينيّات أيضـًا، ظهرت موجة كوميدية جديدة، تعتمد المجموعة صيغة للنجاح، خلافـًا لصيغة النجم الأوحد الرائجة، فبرز الخواجة بيجو والدكتور شديد، وعمر الجيزاوى وعبدالرحيم كبير الرحيمية قبلى.  لكنّ تلك المجموعات وغيرها توارت سريعـًا أمام نجومية "ثلاثى أضواء المسرح" المكوّن من النجوم سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم. وسريعـًا أحدث الثلاثى طفرة فى الكوميديا باعتمادهم على الاسكتشات الغنائية والحركة. لكنّ وفاة الضيف أحمد عاجلت المجموعة وأوقف قدرتها على الاستمرار، واستمرّ العضوان الباقيان (سمير وجورج) لاحقًا لفترة قبل أن ينفصلا ويعمل كلّ منهما منفردًا. فى بداية السبعينيّات ظهر جيل جديد، يمكن اعتباره جيل "مدرسة المشاغبين"، نسبة إلى المسرحية الشهيرة التى بدأ عرضها فى عام 1973. جيل المشاغبين ضمّ عادل إمام ويونس شلبى وسعيد صالح وأحمد زكى، والأخيران من خرّيجى مدرسة عبدالمنعم مدبولى المسرحية، بينما عادل إمام يعود الفضل فى شهرته إلى فؤاد المهندس ومسرحياته. شقّ الثلاثى "عادل وسعيد ويونس" طريقهم بسرعة، وارتبط عادل وسعيد فى ثنائى متميّز. وانضم إليهما سمير غانم وآخرون فى تقديم مجموعة كبيرة من الأفلام تميّزت، نهاية السبعينيات، بصيغتها الشعبية المبسطة. أول بطولة فى عام 1973 قام عادل إمام بأول دور بطولة فى فيلم "البحث عن فضيحة"، والفيلم من تأليف أبو السعود الإبيارى، وإخراج نيازى مصطفى. وضم الفيلم مجموعة ضخمة من عمالقة التمثيل، تمكّن أبو السعود من توظيفهم من خلال تيمة جديدة تمامـًا على السينما. بعدها، انطلق النجم فى سماء فن الكوميديا، ليقدم العديد من الأفلام الناجحة. لكنه كان أكثر ذكاءً ممن سبقوه، فلم يعتمد على نمط واحد أو شخصية بعينها، بل يمكن القول إن التنوع كان السمة الغالبة عليه. فكان أحيانـًا يخرج من الكوميدى إلى الرومانسى، كما الحال فى فيلم "خلى بالك من عقلك"، أو إلى الإنسانى كفيلم "الإنسان يعيش مرّة واحدة"، أو العدمى كفيلم "الأفوكاتو"، أو حتى الرعب كفيلم "الإنس والجن".  لكن تبقى محطة شريف عرفة ووحيد حامد الأكثر أهمية، ليس فقط للفنان عادل إمام، ولكن على مستوى الفن الكوميدى عمومـًا. وتكمُن أهمية تلك المرحلة فى مزج الفيلم السياسى، ليُعاد للكوميديا دورها السابق فى توعية المواطن. ومن تلك الأفلام: "اللعب مع الكبار، المنسى، طيور الظلام، الإرهاب والكباب"، مستعينـًا بفنانين كوميديين جُدد، لعبوا أدوارًا ثانوية، لكنهم لفتوا الأنظار، هم "محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وأحمد آدم"، لتبدأ مدرسة جديدة للكوميديا فى السينما المصرية. فى النصف الثانى من ثمانينيّات القرن العشرين تدهور حال الكوميديا المصرية لصالح ألوان أخرى من الدراما، ما قضى على حظوظ البعض فى النجومية، بينهم "محمد نجم وسيّد زيان"، وإن أفلت منه على استحياء محمد صبحى. الألفية الجديدة مع اقتراب الألفية الثالثة، وخلال السنوات الخمس الأخيرة من الألفية الثانية، بدأ ما أُطلِقَ عليه اسم "موجة السينما الشبابية"، أو ما يُحبّ البعض وصفه بـ"السينما النظيفة". وكانت الكوميديا مكونـًا أساسيـًا فى هذه الموجة، ومن أبرز نجومها "محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وهانى رمزى وأشرف عبدالباقى". استمرّ هنيدى لسنوات وحقّق نجاحـًا واسعـًا لعقد كامل، بينما رحل علاء عن دنيانا سريعـًا، وظلّ أشرف وهانى فى منطقة الوسط. أعمال هؤلاء، منفردين أو مجتمعين، كانت خليطـًا من الكوميديا التقليدية وكوميديا الموضوع. لكنّ اللافت أنّ كلّ الأفلام وقتها لعبت على موضوعات الساعة، سياسيـًا ومجتمعيـًا، فظهرت قصص الاغتراب ومشوار النجاح من القاع إلى القمة وغيرها. بعد نحو خمس سنوات فقط، ظهرت موجة جديدة تعتمد كوميديا "الفَارْص" بشكل مستفزّ. وكان نجم المرحلة الجديدة بلا منازع هو محمد سعد وشخصية "اللمبى" التى اجتاحت بدايات الألفية الجديدة. لكنّ تكرار سعد الشخصية نفسها فى أفلام كثيرة، وتغيّر المجتمع سريعـًا، وتطوّر السينما الواقعية، كلّها أسباب أدّت إلى تراجع شعبية "اللمبى"، وربما كان هذا من حظوظ نجم شاب آخر هو أحمد حلمى ونجمة شابة هى ياسمين عبدالعزيز، إضافة إلى أحمد مكى، ومن بعدهم الثلاثى- الذى انفصل لاحقًا- "هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمى"، وكذا أكرم حسنى وعلى ربيع. فى السنوات الأخيرة، أصبح التحدّى أمام صناع السينما الكوميدية يتمثل فى إيجاد وسيلة لإضحاك شخص يصاب بتخمة من الضحك بمجرد التقليب فى هاتفه الذكى. وهذا هو التحدى الجديد أمام اللون الكوميدى الذى رسّخ وجوده فى تاريخ السينما المصرية. امتداد تاريخى يمكن رصد عدد من الملاحظات الأساسية المرتبطة بمسيرة الكوميديا فى السينما المصرية، أهمها كالتالى: *للكوميديا فى السينما المصرية امتداد تاريخى منذ أفلام الأبيض والأسود، فالمصريون بطبيعتهم يعشقون ترديد النكات والسخرية و"الإفيهات". من هنا كانت الكوميديا مادة دسمة وقابلة للانتشار والنجاح على شاشة السينما. * توغّل ممثّلو المسرح فى بلاتوهات السينما، فمن المسرح جاء "على الكسار ونجيب الريحانى وعادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبى وسمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد ومحمد صبحى وسيد زيان" وغيرهم الكثير من نجوم الكوميديا.  كانت الفِرَق اللبنانية مَصنعـًا لالتقاط المواهب التمثيلية؛ حيث امتزجت اللهجة اللبنانية بأدوار الكوميديا، وسطع نجم "بشارة واكيم" و"إلياس مؤدب" و"فيكتوريا حبيقة" و"ڤيوليت صيداوى" و"ثريا فخرى" فى تأدية شخصية اللبنانى خفيف الظل وشكّلوا ثنائيات فنية فى أفلام الكوميديا المصرية.  *يمكن القول إن السينما المصرية شغفت بالكوميديا الآتية من أنحاء شتى من العالم، سواء فى السينما الأمريكية، أو المسرح الفرنسى، وفى الكثير من الأحيان كانت أفلام الكوميديا أشبه بمعالجات سينمائية لمسرحيات عُرضت على خشبة المسرح ما لبثت السينما أن قدّمتها. هكذا؛ فإننا نرى فيلمـًا مثل "البحث عن فضيحة" (إخراج نيازى مصطفى، 1973) مأخوذَا عن فيلم "دليل الرجُل المتزوج" (إخراج جين كيلى، 1967). والأمثلة فى هذا المجال أكثر من أن تُحصَى. بالنسبة للممثلين؛ فإننا على سبيل المثال لا الحصر، رأينا عادل إمام يجسد أدوارًا أداها من قبل كل من روبرت ردفورد، وكلارك جيبل، وإدوارد جربنسون، وجورج سيجال، وروك هدسون، وجاك ليمون، ومايكل كين، وروبرت موريس، وإيدى ميرفى، وبول براينر وآل باتشينو. على مدار تاريخ السينما المصرية، انتاب غالبية صُناع اﻷفلام الكثير من سوء الفهم لروح أفلام الكوميديا الرومانسية، ما جعلها تجنح حينًا نحو الغنائية والاستعراضية، أو حينًا آخر نحو اتخاذ مَنحى ميلودرامى أو حركى، أو طغيان كاسح للجرعة الكوميدية على حساب الخط الرومانسى فى معظم اﻷحايين، ما أبعدها عن روحها كثيرًا وأفقدها طبيعتها الخاصة، ولكن مع حلول نهايات حقبة الخمسينيات وطوال حقبة الستينيات، شهدت هذه الفترة ازدهارًا كبيرًا للكوميديا الرومانسية ودفعة قوية لها ونتج عنها حصيلة قوية من اﻷفلام مثل التى أخرجها فطين عبدالوهاب. *على الدوام كانت العلاقة بين المرأة والرجُل بكل تنويعاتها المحتملة والممكنة منبعًا غنيًا لفن الكوميديا، فهى قابلة للتعاطى مع مختلف الثقافات لدرجة تجاوز الحدود الثقافية فى الكثير من اﻷحيان، وكلما كانت الحكاية متركزة على تيمات متجاوزة سهل وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور, وهو ما نراه فى أفلام "آه من حواء" و"مراتى مدير عام" و"نص ساعة جواز" على سبيل المثال لا الحصر. كررت السينما المصرية استخدام حيلة ارتداء الممثلين الرجال لملابس سينمائية نسائية وتجسيد شخصية المرأة فى أكثر من فيلم كوميدى. فعلها محمد هنيدى مع «خالتى نوسة» فى «يا أنا يا خالتى»، وكذا فى أفلام «صاحب صاحبه» فى دور المرأة الخليجية وفى «جاءنا البيان التالى». وقبله تكرر الأمرُ فى أفلام النجم الكوميدى عادل إمام الذى قدّم «احترس من الخُط» و«الكل عايز يحب» و«شىء من الحب» و«أذكياء لكن أغبياء»، ونذكر لسمير غانم فيلم «حسن بيه الغلبان»، بينما نذكر لعبدالمنعم إبراهيم فيلم «سكر هانم» وكذلك يونس شلبى فى «ريا وسكينة» و«رجُل فى سجن النساء». الفنان شريف منير قدّم مثل هذا الدور فى فيلم «هستيريا». وكان النجم الكوميدى الراحل إسماعيل يس شهيرًا بتلك الشخصية النسائية فى فيلمه الذى يحمل نفس اسم شخصيته فى الفيلم هى «الآنسة حنفى» فى بداية الخمسينيات من القرن العشرين. ومن نجوم الزمن القديم كان على الكسار أيضًا فى ثوب النساء من خلال فيلم «الساعة السابعة»، وقدّمها رشدى أباظة فى فيلم «إيدك عن مراتى»، فى حين قدّمها نور الشريف فى فيلم «المطارد»، وقدّمها أيضـًا أحمد رمزى فى فيلم «ثرثرة فوق النيل» وأيضـًا حسين فهمى الذى قدّم الدور فى فيلم «البرنس»، بينما ارتدى أحمد راتب ملابس نسائية فى فيلم «القومندان»، وأيضـًا كل من محمود حميدة وسامى العدل فى فيلم «حرب الفراولة». ولم تكن تلك الشخصية بعيدة عن علاء ولى الدين فى فيلم "الناظر". ظهرت موجة الأفلام الكوميدية فى أواخر تسعينيات القرن العشرين، مع ظهور عدد من الأفلام الكوميديا التى كان يقوم ببطولتها عدد من النجوم الشبان وقتها، وقد بدأت هذه السلسلة بعد فيلم "إسماعيلية رايح جاى" الذى حقق نجاحـًا سينمائيـًا كبيرًا وأعاد الانتعاش لسوق الفيلم المصرى بعدما وصل معدل الإنتاج إلى مستويات متدنية فى منتصف التسعينيات. فى العام التالى (1998)، ساهم فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" فى تجديد دماء السينما المصرية وإقناع المنتجين بأن الكوميديا هى الحصان الأسود وأكثر الأنماط السينمائية جذبـًا للجماهير.  استحوذت تلك الموجة من الكوميديا على مجمل الإنتاج السينمائى فى البداية، ثم واكبتها موجة أخرى من أفلام الحركة والأفلام الرومانسية، لكن فى المجمل لاتزال تلك الموجة من الأفلام الكوميديا هى المسيطرة على سوق السينما المصرية، ولايزال نجوم الكوميديا هم الأعلى سعرًا والأكثر شُهرة. إن معظم الأفلام المصرية عن كرة القدم كوميدية، كأنه ليس لائقـًا أو ممكنـًا أن يشاهد الناس أو يسمعوا شيئـًا يخص كرة القدم إلّا وهم فقط يضحكون.  أفلام مثل «غريب فى بيتى» و«4-2-4» و«الزمهلوية» و«رجُل فقد عقله» كوميدية الطابع والأداء، كأن كرة القدم لا تحتمل ولا تقبل أى رؤية جادة ومختلفة، أو أنها لعبة كل حكاياتها وقضاياها مجرد نكات وضحكات ومَشاهد ساخرة.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق