السبت 15 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أردوغان يتوعد معارضيه دنيا وآخرة!

منذ أن أصبح رجب أردوغان رئيسًا للوزراء ثم رئيسًا لتركيا وهو يدّعى مرارًا وتكرارًا أنه هدف لمؤامرات مظلمة من أجل الإطاحة به وإزاحته مع حزبه الإسلامى الإخوانى - العدالة والتنمية - عن السُّلطة. ويرى محللون أن 15عامًا، من حُكم أردوغان وحزبه للعدالة والتنمية، انتهيا بالبلاد إلى مرحلة تآكل وتحلل.



طالت ذروة الاتهامات أردوغان بالفساد بعد فضيحة رشاوى وعمولات بلغت 100مليار دولار أمريكى فى عام 2013 . بعد فشل الانقلاب المزعوم فى يوليو 2016، كثف أردوغان وحلفاؤه جهودهم لقمع ومطاردة المنتقدين والمعارضين، ومنَح نفسَه مزيدًا من الصلاحيات لاحتجاز  وسجن المتآمرين المزعومين للانقلاب والمتعاطفين معهم وأى شخص آخر من المفترض أنه يدعم أبرز المعارضين الأتراك وأشدهم خصومة لأردوغان، وهو، فتح الله جولن، الذى يعيش فى الولايات المتحدة ويتهمه أردوغان بتنظيم الانقلاب.  وقتها وإلى الآن قام الرئيس التركى بمزيد من عمليات التطهير، وادعت الحكومة أن قادة الانقلاب مرتبطين بـ"جولن"، وألقى أردوغان اللوم مباشرة على جزء من الجيش، بدعوى دفاعه عن تقاليد أتاتورك العلمانية ضد ما سَمَّاه أردوغان تقدم الإسلام فى الحياة العامة. واعتبر الرئيس التركى: "إن الانقلاب كان هدية من الله لتطهير صفوف الجيش، وأن المسئولين سوف يدفعون الثمَن غاليًا". وعليه تم اعتقال ما يقرب من 18 ألفًا من ضباط الشرطة والعسكريين وإيقافهم عن العمل، ومن بين هؤلاء الذى أحيلوا إلى المحاكمة، الجنرال "أكين أوزتورك" قائد السلاح الجوى التركى، الذى ظهرت على وجهه جروح عديدة أثناء المحاكمة، ما يثبت تعذيبه وإيذاءه بدنيًا، رُغم نفيه أى علاقة له بالانقلاب المزعوم. اختطاف واغتيال عداء أردوغان وجولن بات يؤرق الرئيس التركى الذى كان قد قال صراحة  أنه لن تكون هناك دولة فى العالم آمنة لأعضاء حركة "جولن"، وأكد أن هؤلاء الخصوم لا يحق لهم التمتع بأى حق من حقوق الحياة، وتعهد بمتابعتهم أينما كانوا، حتى إن أعوانه ومؤيديه قدّموا اقتراحات بالاختطاف والاغتيال للمنتقدين فى الخارج، بل ووضعوا مكافأة مالية لمَن يجلب رؤوسهم. ووفقًا لمفوض الأمم المتحدة السامى لشئون اللاجئين؛ فإن القوات التركية قتلت المئات من المدنيين الأكراد، حيث حُكم عليهم بالإعدام دون محاكمة خلال مراحل مختلفة من سنوات حكمه. وعليه، لم يعد أردوغان يحظى بشعبية كبيرة بين قادة الغرب، بسبب سِجلّه الحافل فى الانتهاكات، ففى أعقاب الانقلاب، كما تؤكد منظمات وتقارير دولية عديدة، أصبح الأتراك جميعهم معرضين للاعتقال بأى تهمة زائفة لمجرد أنه شخص منتقد أو معارض. ومن المعروف فى الداخل التركى أن المافيا التركية لها صلة وثيقة جدّا برئيس تركيا رجب طيب أردوغان، إلى حد أن موقع "توركيش مينيت" التركى، وصف أردوغان بأنه الأب الروحى للمافيا التركية.  وبحسب ما قيل فى تقرير الموقع، تعاقدت الاستخبارات التركية مع المافيا وجندت قتلة مأجورين وبلطجية لترهيب واغتيال معارضى ومنتقدى الرئيس التركى، بدليل أن أردوغان ساعد تلك العصابات من الفرار من العقاب القانونى. معارضون بالخارج وسط هذه الأجواء، يتزايد عدد الأتراك المتقدمين لطلب اللجوء فى جميع أنحاء العالم إلى 33000 تركى، أغلبهم من أتباع المعارض "فتح الله جولن"، الذى بسببه وقف أردوغان فى مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية بإسطنبول فى أبريل العام 2018 يُلقى خطابًا قال فيه: "عفوًا.. نحن لن نغفر، وسنظل نلاحق هؤلاء حتى نُطبق على رقابهم بأيدينا، سنظل نلاحقهم سواء فى الحياة الدنيا أو  فى الآخرة!". ومع فرار مئات الآلاف الأتراك إلى الخارج هربًا من جحيم الداخل، ظهرت حركة معارضة واسعة برز منها عدد من الأسماء، بينهم اللاعب التركى "أنيس كانتر"، وهو أحد أبرز نجوم الدورى الأمريكى لكرة السلة، الذى أصبح فى تهديد مستمر بعد انتقاداته الدائمة للرئيس التركى، لدرجة أنه يخشى الجولات الرياضية الخارجية مع فريقه "بورتلاند ترايل بلايزر" بسبب احتمال تعرّضه للأذى على أيدى المافيا التركية. وقد وضع أردوغان كانتر على قائمة الشخصيات المطلوبة لدى السُّلطات، بسبب أنه وجّه انتقادًا حادّا لنظام الحكم الحالى، وهو ما أدى إلى  إجبار والده أستاذ الجامعة على التخلى عن عمله، بل الحُكم عليه بالسجن لمدة 15عامًا. وفى ذلك يقول أنيس كانتر: "أعلم أن أسرتى ليسوا بأمان، لقد خسر والدى عمله، وتمت محكامته وسجنه بتهم تتعلق بالإرهاب، وكل ذلك بسبب أننى ابنه، رغم أن كل الاتهامات باطلة وسخيفة ولا تستند على حقائق". ويواصل كانتر  تصريحاته: "لا بُد أن يعرف أردوغان أنه يومًا ما سيمثل أمام القضاء، وسيدفع ثمَن كل جرائمه، ولذا عليه أولًا أن يتوقف عن أعماله الظالمة والوحشية ضد الشعب التركى، ثانيًا عليه أن يبدأ بتحسين المستوى المعيشى للناس فى تركيا". ومؤخرا، رفضت محكمة بريطانية طلب تركيا تسليمها رجل الأعمال التركى "أكين أيبك"، الذى اتهمته الحكومة التركية بتواصله مع منفذى انقلاب 2016، وقد عبر القاضى فى تلك المحاكمة عن مخاوفه فى أن يتعرض المذكور لسوء المعاملة إذا ما عاد إلى بلاده بسبب آرائه السياسية، على اعتبار أن تلك الملاحقة التركية  دافعها سياسى.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق