أبرز مواصفات الحصان العربى الأصيل: الرأس المنحوت بدقة والجبهة العريضة
د.نجلاء رضوان مدير الطب الوقائى بـ«الخدمات البيطرية» تقدم نصائح مهمة لإنتاج سلالات عربية أصيلة ومميزة
تخطف المواصفات الجَمَاليّة للحصان العربى الأصيل الأبصار من أول نظرة، تقع فى غرام رشاقته وجَماله، وحُسن هيئته، وحتى نظرة عينيه، وطلته، وشكل ناصيته، وبهائها.. وتسرد د.نجلاء رضوان مدير الطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، أبرز مواصفات الحصان العربى الأصيل، وطرُق إنتاجه، كما تقدّم نصائح للمربّين لتحسين السلالات والاستفادة بشكل جيد من الإنتاج.
عن مواصفات الحصان العربى الأصيل "Arabian_Horse_Standard" تقول د.نجلاء رضوان، إن أكثر المواصفات التي يمكن من خلالها التعرف على الحصان العربى الأصيل هى رأسه المنحوت بدقة، وجبهته العريضة، وعنقه الطويل المقوّس، ورفعة الذيل العالية، مَظهره بالكامل ينضح بالطاقة والذكاء والشجاعة والنُّبل، وفى كل مرة يتحرك فيها أثناء "الهرولة العائمة" الشهيرة يُعلن للعالم عن طبيعته الفخورة والرائعة.
بشكل عام؛ يمتلك الحصان العربى ظهرًا قصيرًا ومستقيمًا (عادةً ما يكون فقرة واحدة أو اثنتان أقل عن الشائع فى السلالات الأخرى)، ويمتلك صدرًا عميقًا، وأضلاعًا ذات نوابض جيدة، وأرجُل قوية، ووضعية أفقية أكثر لعظام الحوض.
المواصفات الرئيسية:
كما تؤكد د. نجلاء أن شكل الرأس تعتبر واحدة من أهم الأساسيات التي يُعرَف منها الحصان العربى، موضحة أن رأسه يتميز بالصغر نسبيّا مقارنة بالأنواع الأخرى من الخيول، ويُفضَّل أن يكون مقعرًا قليلًا أسفل العينين، ويتميز بخياشيم كبيرة ممدودة أثناء العمل، وعينين كبيرتين مستديرتين، مُعَبرتين، لا يظهر بياضهما، وتوجد مسافة قصيرة نسبيّا بين العين والكمامة، وخدود عميقة واسعة بين الفروع، وأذان صغيرة (أصغر فى الفحول من الأفراس)، رفيعة وذات شكل جيد، وأطرافها منحنية قليلًا إلى الداخل.
والعُنُق طويل ومقوّس، مثبتة على ارتفاع وتعود جيدًا إلى كتف مرتفع إلى حد ما، وللذيل مكانة عالية بشكل طبيعى، وعند النظر من الخلف للحصان يجب أن نرى حمل الذيل بشكل مستقيم.
نصائح للمربّين:
وتؤكد د. نجلاء أن هناك بعض الأساسيات التي يجب على المربّين اتباعها لمساعدتهم على مواجهة جميع التحديات، وأبرزها المالية والجسدية.
موضحة أن الخيول البرية تُنتج ذُريتها أواخر الربيع لوفرة العُشب حديث النمو، الذي يزيد من إنتاج الحليب لدى الفرَسات المُرضعات، وكذلك لطول فترة النهار ودفئه، ما يزيد من فرص البقاء للأمهار الصغيرة، ويفضل أن يتم الإنتاج فى الفصل نفسه بالنسبة للخيول المستأنسة؛ خصوصًا تلك التي تنتج للتنافس، سواء فى سباقات السرعة أو غيرها، والحكمة من ذلك هى إعطاء الأمهار الجديدة الأفضلية من حيث النضج ضد منافسيها من نفس الفئة العمرية، مشيرة إلى أن هذا التوقيت عادة لا يكون مثاليّا للإنتاج غير التجاري، بسبب الطقس البارد الذي يتطلب مزيدًا من الاهتمام والرعاية، وتوافر الاسطبل المناسب.
وقالت إن الفرَسات تصبح أكثر تقبُّلًا جنسيّا خلال أشهُر الربيع والصيف، فى دورة تستمر من 19 إلى 22 يومًا، ويتأثر هذا النشاط بطول ساعات النهار بفعل جينات البقاء الطبيعية، للتأكد من أن الولادة ستكون فى الشهور الأكثر دفئًا من السَّنة المقبلة.
وقالت إن مرابط الإنتاج التجاري تتحايل على هذا الجين عن طريق مصابيح الإضاءة والتدفئة الصناعية؛ لتشجيع الفرَس على تقبُّل عملية التزاوج مبكرًا، وبالتالى الإنتاج فى أوائل العام .
المسؤولية الأخلاقية
يلجأ بعض المربّين للتخلى عن الخيول غير المرغوب فيها بسبب الصعوبات المالية، أو لتكدس الخيول فى المربط التي تم إنتاجها دون وجود غرض حقيقى لذلك، وهى مشكلة أخلاقية بالأساس تنشأ- حسب د. نجلاء- بقيام مربّين بالإنتاج فى بيئة مكدسة بالأساس.
اختيار الفرس:
يجب التأكد أن الفرَس تمتلك بناءً جسديّا وليست معيبة أو عدائية الطباع، وكلها صفات موروثة، ومن البداية يجب معرفة لماذا نريد المُهر المحتمل، هل سيكون للعرض أمْ للسباق، أمْ لقفز الحواجز.
كما يجب حساب تكاليف التربية والنمو بدقة لإنتاج مُهر جيد، مع الوضع فى الاعتبار خصوبة الفرَس وعمرها؛ لأن ذلك عامل مهم. مشيرة إلى أن الفرَس الصغيرة قد تحمّل بعد دورتين أو أكثر، أمّا الكبيرة؛ خصوصًا ما فوق 16 عامًا فقد يكون لديها مشاكل فى الإنتاج تتطلب تدخلًا طبيّا، لذا على المربى التجهيز لإجراء فحص بيطرى شامل للتحقق من سلامة باطن الرحم، والقضاء على أى خطر للعدوَى، والاهتمام بصحة الفرَس أثناء الحمل من حيث التغذية والمكملات الغذائية، وغيرهما، كما يجب على المربّين الاستعانة بالأطباء البيطريين لحجز الفرَس فى مكان إيواء يسهل مراقبتها جيدًا قبل الولادة، فى حالة توقُّع مشاكل لا قدّر الله، كما يجب التحقق من برنامج التخلص من الديدان، وإعطاء الفرَس الجرعات المناسبة طوال فترة الحَمل.
اختيار الفحل:
هناك توجُّه سائد للقيام بعمليات التلقيح الصناعي؛ خصوصًا فى الأوساط عالية المنافسة، لكن التلقيح الطبيعى يتطلب البحث عن الفحل المناسب، ويتوقف اتخاذ قرار اختياره على عدة عوامل، هى: التأكد من أنه سبق له إنتاج ما يهدف إليه المربّى، وعدم الانجذاب للشكل الجيد للفحل فقط، وكذلك مراعاة مزاجه وطباعه، وهما عاملان مهمّان جدّا؛ خصوصًا إذا كان المربّى سيحتفظ بالمُهر الجديد، وفى هذا الصدد يجب رؤية ومتابعة الإنتاج السابق؛ لأن المُهر يرث بعضًا من الخصائص الجسدية و البنيوية للأب، ولذا يلزم دراسة خصائص وبناء الفحل الجسدى وحركته جيدًا، التي تؤثر على أداء المُهر الجديد، وربما تقدّمه ونموّه.
الاعتناء بالفرَس ومراحل نمو الجنين؟
وعن كيفية الاعتناء بالفرَس الحامل تشير الدكتورة نجلاء رضوان إنه يجب على كل مربى للخيول أن يعرف أساسيات الاعتناء بالفرَس الحامل، وذلك؛ لأن الحوامل من الأفراس هى رأس المال الحقيقى لكل مربى ومن خلال الاعتناء والمراعاة وفق الأصول السليمة نضمن بإذن الله أن تلد الفرَس مُهرها بسلام، ولذلك تنصح بأنه عندما يتأكد بأن الفرَس حامل يتعين على المربى أن يسعى لمعرفة وتوقع موعد حدوث الولادة، ويبلغ متوسط فترة الحمل لدى الخيل فى العموم 330 يومًا، أى ما يزيد على 11 شهرًا بقليل، بينما تبلغ فترة الحمل عند الخيل العربية الأصيلة ما بين 320 - 325 يومًا, وتتباين فترات الحمل بشكل ملحوظ بين فرَس وأخرى على مستوى فردى؛ حيث تتراوح ما بين 320 إلى 370 يومًا فى أقصى فترة للحمل، ولذلك يجب على المربى بمراقبة الفرَس الحامل حتى الولادة.
تمشية الفرَس الحامل
وتحتاج الأفراس خلال فترة الحمل إلى تمارين منتظمة للحفاظ على صحتها، ويمكن لها أن تقوم بتمارين كافية فى مناطق العُشب إذا توافرت مراعى لها؛ حيث تتجول وتتغذى فى الوقت نفسه, وخلال الثلث الأخير من أشهُر الحمل يفضل أن تمارس الفرَس الحامل التمارين على جهاز المشى وفى حالة عدم توافر الجهاز يتعين تمشية الفرَس الحامل تقريبًا ساعة يوميّا.
مع الأخذ فى الاعتبار حالة الطقس وتجنب الحرارة العالية والبرد الشديد والرياح القوية.
ويجب إبعاد الأفراس الحامل عن الأفراس البكر السريعة الاهتياج أو العاقر أو المتوقفة عن الولادة؛ حيث إن هذه الأفراس؛ خصوصًا فى الأيام الأخيرة من الحمل تميل إلى الهدوء وأى ازعاج لها يمكن أن يربك الحمل.
التغذية من أهم العناصر المرتبطة بنجاح الحمل، ويتسبب سوء التغذية إلى فشل حالات الولادة, ويعتبر دخول الفرَس الشهر السابع والثامن من الحمل بداية الفترة الحرجة وليس بالضرورة الاهتمام بزيادة كمية الغذاء بل يجب الاهتمام بكمية البروتين والفيتامينات والمعادن بما فى ذلك فيتامين (أ) والكالسيوم والبوتاسيوم مع مراعاة عدم زيادة وزن الفرَس الحامل كثيرًا وبصفة عامة يتعين زيادة البروتين فى غذاء الفرَس الحامل خلال الـ90يومًا الأخيرة لفترة الحمل.
علامات قرب الولادة:
شد الضرع (الثدى) وإفراز الحلمات مادة شمعية ونزول الحليب من الضرع وحدوث انفراج فى قناة مسار الولادة والأربطة قبل موعد الميلاد بـ12 إلى 48 ساعة، وعمومًا هذه العلامة الأخيرة ليست ظاهرة عامة تحدث لكل الأفراس قبل الولادة.
الاحتياطات التي يجب مراعاتها:
تطهير العنبر أو البوكس قبل الولادة. وتجنب الغبار الناتج عن فراش العنبر أو البوكس (نشارة خشب أو قش)؛ حيث يؤثر على وضع الجنين وجهازه التنفسى، كما يتسبب فى تعريض الجنين لمخاطر الإصابة ببعض الأمراض.
يتعين مراقبة الفرَس الحامل قبل وبعد الولادة بواسطة شخص خبرة وله دراية بهذه الأمور، وغالبًا يكون السايس القريب من الفرَس.
كما يجب عمل سجل كامل للخيل يشمل تاريخ الطلوقة وبيانات الفحل وتاريخ الولادة المتوقع بالتحديد، وينصح عمل ملف خاص بكل فرَس لضمان عدم الخلط أو النسيان فى التواريخ.
مراحل ولادة الفرس
تتضمن عملية الولادة ثلاث مراحل على النحو التالى:
المرحلة الأولى عادة تظهر علامتها قبل ساعة أو ساعتين من المخاض، فى هذه المرحلة تقوم معظم الأفراس بالمشى الدائم بقلق، ويلاحظ وجود عرق فى خاصرتها وحول الأذنين وتتبوّل بشكل متقطع ومتكرّر بكميات قليلة، وتقوم بنبش الأرض بحوافرها الأمامية.
وفى حالة المخاض يدور الجنين إلى وضع يكون فيه الرأس ممتدًا وإحدى اليدين ممتدة أكثر من الأخرى باتجاه (الفتحة التناسلية).
المرحلة الثانية تؤدى تقلصات الرحم غير العادية إلى تمزق المشيمة، وعندها يجب أن يصبح الجنين خلال 3 إلى 5 دقائق على حافة (الفرج), وأثناء عملية الولادة تكون 98%من الأفراس مستلقية على جانبها ونادرًا ما تولد وهى واقفة, ومع حدوث كل حركة لتقلص الرحم يندفع الجنين إلى مسار قناة الولادة، وتتم الولادة الطبيعية عادة خلال 15 إلى 45 دقيقة بعد تمزق المشيمة وخروج الماء.
المرحلة الثالثة يجب أن تخرج المشيمة خلال فترة تتراوح ما بين ساعة إلى ست ساعات بعد الولادة, وبعض الأفراس تستمر فيها تقلصات الرحم مع أعراض عدم الارتياح فى الناحية الباطنية, ويجب مراعاة وجود طبيب فى حال تأخر خروج المشيمة بعد ساعتين.
وتؤكد الدكتورة نجلاء أن هناك أسبابًا لعُسر الولادة لدى الأفراس. مشيرة إلى أن عُسر الولادة يعود إلى عدة عوامل تتعلق بعضها بالفرَس الأم وبعضها بالجنين.
عُسر الولادة المتعلق بالفرَس الأم ينتج بسبب عدم وجود أو ضعف تقلطات الرحم، والتي بدورها تعود إلى نقص فى هورمونات مثل هورمون الأوكستسين أو الوستاجلندس ( إف 2 ألفا) أو المعادن مثل الكالسيوم, وكما أن ترخى فى العضلات والأنسجة بسبب عامل السّن أو العامل النفسى الكابح للمخاض الناتج عن التقلبات البيئية والعوامل المؤثرة على الجهاز العضلى للبطن، وهى جميعها تؤثر فى تقلصات الرحم ودفع الجنين فى حالة الولادة, بالإضافة إلى ما تقدم؛ فإن أى عيوب فى قناة مسار الولادة تسبب عُسر ولادة, ومن أمثلة ذلك العيوب فى عنق الرحم والتي تمنع حركة توسع العنق بشكل كامل، وكذلك العيوب الخِلقية فى المهبل أو الفرج أو عدم كفاية تجويف الحوض بسبب ضعف التغذية أو عدم اكتمال فترة الحمل الكاملة أو بسبب التعرض لإصابة.
عُسر الولادة المتعلق بالجنين
ترتبط فى الغالب بعدم تناسق حجم الجنين مع مجرَى قناة الولادة، وذلك بسبب كبر حجم الجنين الناتج عن طول فترة الحمل أو أسباب أخرى تتعلق بكبر رأس الجنين، بالإضافة إلى ذلك؛ فإن عُسر الولادة مرتبط بالعوامل المتعلقة بالجنين ووضعه.
وعند الولادة ترقد الفرَس الحامل على أحد جنبيها وتبدأ بالدفع، ويجب أن يلاحظ المشرفون على الولادة خروج كيس أحمر على حافة الفرج، وهو ما يُعرف بالمشيمة، ولكن فى حال خروج المشيمة قبل الجنين ‘‘عدم الخلط بين المشيمة وكيس الماء‘‘؛ فإن حدث ذلك قبل خروج الجنين لن يكون هناك وقت لاستدعاء الطبيب البيطرى, لذا يجب قطع المشيمة فورًا بواسطة مقص ومساعدة الفرَس فى دفع الجنين للخروج، وذلك باستخدام القوة المعقولة مع تقلصات وحركة الدفع التي تقوم بها الفرَس، وعدم مقاومة القوة بل استغلالها لإخراج الجنين.
وهناك بعض المعطيات التي يجب مراعاتها على هيئة الجنين غير العادية أثناء قدوم الجنين باتجاه الفرج، وذلك مثل وضع الجنين غير العادى - قدوم المشيمة قبل الجنين - عدم خروج الرأس والرقبة - انثناء الرسغ أو الكتف - انثناء العرقوب - قدوم الجنين بوضع مؤخرتة- قدوم الجنين بوضع مقلوب - وجود توأم - التواء الرحم- تمزق الرحم - النزيف الدموى قبل الولادة - تمزق الوريد وسط الرحمى - عدم خروج المشيمة - هبوط الرحم - تمزق فى عضلات القولون - تمزق فى المستقيم وحدوث هبوط.
نصائح مهمة
وتنصح الدكتورة نجلاء رضوان بعدة نصائح مهمة من أجل القيام بعملية توليد ناجحة وصحيحة، وذلك بضرورة التصرف بسرعة واستدعاء الطبيب المختص وعدم استخدام القسوة فى توليد الفرَس، محذرة المربين: إياكم واستخدام القسوة فى توليد الفرَس؛ لأن المُهر الذي يُولد قد يكون له مستقبل باهر من حيث مسابقات الجَمال أو السرعة والتحمُّل أو القفز الاستعراضى وغيرها من الرياضات، واستعمال القسوة أثناء عملية الولادة قد يسبب له مشكلات صحية لا قدر الله. مؤكدة فى النهاية أن المتابعة الجيدة والتغذية الجيدة وترييض الفرَس الحامل بشكل يومى تساهم فى النهاية فى ولادة سهلة للفرَس وبما ينتج فى النهاية أفراس قوية تضاف لسلسلة الأحصنة المصرية والعربية الأصيلة.
تم اضافة تعليقك بنجاح، سوف يظهر بعد المراجعة