الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مرابط مصر

د.هبة والى رئيس القابضة لإنتاج المصل واللقاح فاكسيرا

الخيول مصنع للأمصال «المنقــــــــــــذة للحياة» من لدغات العقارب والأفاعى

الشركة المصرية للمصل واللقاح تستفيد من الخيول فى تصنيع المصل واللقاحات
الشركة المصرية للمصل واللقاح تستفيد من الخيول فى تصنيع المصل واللقاحات

لا تتوقف أفضال الخيول على البشرية، فهى حاضرة فى المهام الصعبة سواء المدنية أو العسكرية، ولها أيضاً فى المهام الطبية التى تخدم الإنسان، باع طويل، ومنها تستخرج أمصال "منقذة للحياة" ضد لدغات العقارب والحيات والثعابين الموجودة فى البيئة المصرية.



 

 

 

 

 

وكشفت الدكتورة هبة والى، رئيس الشركة القابضة لإنتاج المصل واللقاح والأدوية "فاكسيرا"، فى تصريحات إعلامية أنه يتم استخلاص السم من العقارب والثعابين والحيات ثم يتم حقنها فى الأحصنة بكميات معينة معروفة فى دساتير الأدوية، وتترك لفترة معروفة علمياً فى جسم الحصان.

 

بعدها يتم فصل بلازما الحصان لإجراء عمليات تصنيعية عليها بمصانع الشركة بمنطقة العجوزة، مشيرة إلى أن الشركة لديها مزرعة للخيول بمدينة حلوان على مساحة 92 ألف متر.

 

وأوضحت أن فكرة إنشاء مصنع لإنتاج الأمصال المنقذة للحياة من لدغات العقارب والحيات والثعابين بدأت سنة 1998 لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير لأفريقيا.

 

وأضافت أن المصل المستخرج من بلازما الخيول عبارة عن أجسام مناعية جاهزة تعادل نسبة السموم الموجودة فى جسم الإنسان الذى تعرض للدغ من الزواحف السامة لإنقاذ حياته، ومن هنا جاءت تسمية "الأمصال المنقذة للحياة"، ويتم تحضيرها من نفس سلالات العقارب والحيات والثعابين الموجودة فى البيئة، بمعنى أنه يتم على سبيل المثال أخذ السم من الكوبرا المصرية ونحقنه بكميات معروفة علميا فى أجساد الخيول، وبعد فترة نفصل الأجسام المناعية التى كونها الخيل فى الدم للتغلب على هذا السم، وهذه الصناعة مهمة جداً، لأن الوفاة قد تكون مؤكدة فى حالة لم يتوافر هذا المصل.  

 

 

فى السياق ذاته ومع انتشار الأمراض الفيروسية القاتلة فى العالم كله تضافرت جهود العلماء لإيجاد المصل واللقاح الواقى المعروف بـ"الجلوبيولين المناعي"، وهو مستخلص من الخيول بوصفه علاجًا محتملًا لمجموعة من الفيروسات التى تمتاز بخيارات علاجية محدودة، ومن بينها فيروس إنفلونزا الطيور "H5N1" و"H7N9"، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "MERS". 

 

 

 

وتتم طريقة استخراجه عن طريق حقن الخيول ببروتينات معينة لإنتاح لقاح أو مصل مضاد فى أجسادها ضد الفيروس، ثم فصل الأجسام المضادة التى تكونت فى بلازما الدم بنفس الطريقة تقريباً التى يتم بها استخراج المصل المضاد لسم العقارب والأفاعى والثعابين، لعلاج أو استهداف أكثر من بروتين فيروسي، خلافًا للعلاجات التي تستهدف بروتينًا فيروسيًا واحدًا، وتحتوي كل جرعة من المصل على كمية تعادل 80 ضعف كمية الأجسام المضادة الموجودة في الجرعة المستخلصة من أجسام البشر، وتكون تكلفتها أقل بعشر مرات.

 

والمصل عبارة عن أجسام مضادة جاهزة، أما اللقاح فهو عملية حقن بالمادة السامة بعد إضعافها، وتظهر أعراضها على الجسم بعد 15 يوماً، فى حين يعمل المصل بمجرد الحقن، وأهم الأمصال التى يتم إنتاجها فى أجسام الخيول المصل الذى يعمل ضد سعار الكلب بالإضافة للدغات الأفاعى والعقارب.

 

فى السياق ذاته يعمل فريق بحثي بمعهد كلودوميرو بيكادو للأبحاث بدولة كوستاريكا، على إنتاج أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد من مشتقات دماء الخيول، وبدت النتائج المبكرة جيدة حتى الآن.

 

وأيضاً لمكافحة فيروس "سارس-كوف-2"، وهو الفيروس التاجي المُسبب لفيروس "كوفيد-19"، بالاعتماد على الخبرات المتوافرة في إنتاج مضادات سموم الأفاعي، ولمعهد كلودوميرو بيكادو خبرة تزيد على 50 عامًا في مجال استخدام الأجسام المضادة للخيول فى صنع مضادات لسموم الأفاعي والعناكب، وتطوير علاجات للفيروسات، بما فيها فيروس إنفلونزا الطيور و"سارس".

 

وتقوم الفكرة على استخدام الجهاز المناعى للخيول فى إنتاج أجسام مضادة محددة تهاجم الهياكل الفيروسية، وتبرع مواطنون بستة خيول للمساعدة فى الجهد البحثي للمشروع، وتم تطعيمها بالبروتينات المُهندَسة لفيروس "سارس-كوف-2"، وبعد 4 جولات من التطعيم كل أسبوعين أنتجت الخيول المستوى المطلوب من الأجسام المضادة.

 

بعد ذلك تم فصل خلايا الدم الحمراء عن البلازما وإعادتها إلى الخيول مرةً أخرى، لاختبارها.. و"البلازما" خليط بالغ التعقيد يحتوي على مئات البروتينات التى تشكل الأجسام المضادة أكثرها.

 

ويعمل معهد بوتانتان بالبرازيل في الوقت الحالي على تجهيز الخيول لتحصينها بأجزاء من فيروس "سارس-كوف-2" الخامل، وتم عزل هذه الأجزاء واستزراعها وتنقيتها باستخدام خبرات المعهد في إنتاج لقاحات فيروس الإنفلونزا.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق