"الشرقية".. أشهر المحافظات فى تربية واقتناء الخيول العربية

تعد محافظة الشرقية من أكثر محافظات الجمهورية اهتماماً بالخيول واقتناءها ورعايتها، ولمرابطها تاريخ ممتد منذ عهد الخديوى عباس الأول فى تنسيب الخيول العربية الأصيلة وتتبع أصولها، حتى أنها اتخذت من الحصان شعاراً لها. وفى الشرقية يقام سنوياً بصحراء بلبيس مهرجاناً للخيول العربية يشهد العديد من العروض والمسابقات، ويتم دعوة المتسابقين بخيولهم من الدول العربية والعديد من دول العالم، وهو ما يزيد اهتمامها بالخيول زخماً عاماً تلو الأخر. التقى "الكتاب الذهبى"  محمد عثمان الطحاوى، 60 عاماً أحد أبناء عائلة الطحاوى التى تشتهر بتربية الخيول بمحافظة الشرقية واقتنائها

بحسب ما يسرد محمد عثمان وشهرته "الطحاوي سعود"، والذى يقطن جزيرة سعود بمركز الحسينية، فقد كان للنوادي المصرية الترتيب الثانى علي مستوي العالم فى عدد جودة مرابط الخيول، ولها باع طويل في هذا الشأن. وأشار إلى أنه بحسب ما ورد إليه من تاريخ العائلة فى تربية الخيول، فقد استعان عباس باشا الأول ببعض أفرادها فى فرز الخيول التى يتم جلبها من الشام، للتأكد من أصالتها، وأوضح أنه كان يتم شراء الخيل من مرابط الشرقية بشهادة نسب يقوم بكتابتها والتوقيع عليها بعبارة "نشهد بالله أن هذه الخيل عربية أصيلة". ولفت إلى أن لديه أوراق ومخطوطة عن مربط خاص بالشيخ عبدالله سعود ترجع لعام 1871، عن تأسيس مربط آل سعود، وتعتبر وثيقة قومية. مكتبة الزهراء وتطرق إلى أن وثائق مكتبة الزهراء شهدت العديد من حالات الإهمال قبل ثورة 23 يوليو، ما يشير إلى أن القائمين عليها كانوا لا يقدرون قيمة تسلسل النسب لخيول عباس باشا الأول، وهو ما ظهر من إرسال المتحف الأمريكى شهادة خيول مشتراة من عباس الطحاوى، وممهورة بتوقيع الشيخ راجح الطحاوى، ومن المفترض أن هذه الوثيقة كانت إحدى مقتنيات المكتبة فكيف تم تسريبها؟   خلط الأنساب وبسؤاله عن أصالة أنساب الخيل المصري قال إن لديه ما يثبت أن وزير الزراعة فى عام 1945 قام بشراء 3 مهرات من الشيخ عبدالحميد راجح الطحاوي، وسجلهم ضمن خيل الهيئة الزراعية المصرية، وتعد أساس سلالة "الطحاويات" المصرية المسجلة بمحطة الزهراء و الهيئة، وأوضح أن بعض المزارع فى كندا اعتمدت وما زالت فى التربية على هذه السلالة المصرية. وأضاف أن فترة التسعينايت من القرن العشرين شهدت عمليات خلط للسلالات، بسبب غلق أبواب التسجيل، ورغبة المربين فى الفوز بالسباقات، وبالتالى لجأوا لمحاولات تقوية خيولهم عن طريق إدخال جينات مختلفة، لكن العديد من الأسر التى تهتم بتربية الخيول المصرية الأصيلة كانت حريصة على احتفاظ ما لديهم كما هو على طبيعته. التسجيل وأوضح أنه فى عام 2009 تم تسجيل 11 من خيول الطحاوية، بعد محاولات استمرت منذ عام 1983، وذلك بعد عمل موقع إلكترونى عن تاريخ السلالة ورفع شهادات الأنساب عليه.

الخيول الأجنبية

وأشار إلى أن بعض المربين حالياً يقومون باخضاع خيولهم لبرامج إنتاج أدخلت جينات أجنبية ظناً منه أنها الصورة الأصلية للخيل العربى، ولذلك فهناك حاجة لنشر صور موثقة للصورة الأصلية للخيل العربى المصرى على نطاق واسع حتى يتمكن المربى من التمييز بين ما الأصل والدخيل، وقال إن تلك البرامج أدت بعضها لإنتاج "مسوخ" على حد تعبيره.

وقال إن الحصان العربي خلق للجهاد والعمل، وأصبح وجوده نادراً جداً، ويعود أحد الأسباب إلي قيام بعض المزارع بأخد بويضات من أفراسها ووضعها فى أفراس بلدية عن طريق الاستئجار لتلد بدلاً منها، وهذا أدى لتغير شكل الخيل الأصلى.

 

 

 

الأرباح والخسائر 

وعن القيمة المالية التي يمكن لمربي بدء إنشاء مربط سلالات مثبتة النسب بها، أوضح "الطحاوى سعود" أنه يحتاج حصان وفرستين، بقيمة مالية تقدر بحوالي 2 مليون جنيه، حتي يحصل علي سلالة جيدة ونقية، تكون رائجة وتنتج حصان عربي أصيل.

وقال إن المرابط مربحة للشخص الذي يحب الخيل ويعرف قيمتها، لأن ربنا أكرمها وعززها، ووجودها في البيت يجلب البركة والخير، وظهورها عز وبطونها كنز، وذكرت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولها فضل في الجهاد والشعر والأدب العربي، لكن للأسف أغلب المربيين يعتمدون دائماً فى قياس جودة الخيل على المال وليس العلم.

 

 

أشهر مرابط الشرقية

وعن أشهر مرابط الخيل الأصيلة بمحافظة الشرقية، قال مرابط يحيي الطحاوي، وهى تحتل المراتب الأولى فى السباقات المصرية منذ أكثر من 20 عاماً، كما أنها تعد مرجعية للخيول المختومة، ولفت إلي أن الطحاوية لايمكنهم دخول سباقات الأدب، ويعتبرون رقص الخيل عار عليهم.

وعن دور مهرجان الخيل بالشرقية فى تنشيط السياحة، وتاريخ تأسيسه، قال إنه يقام سنوياً في شهر سبتمبر، والشرقية أحق بالمهرجان من غيرها لأنها رمزاً للحصان العربي الأصيل الجامح، ولابد من استمراريته، لكن ما يحدث الأن أنه يتم استدعاء خيول وفرسان من جميع أنحاء الوطن العربى للتسابق بصحراء الشرقية، بالإضافة لخيول مزارع أنشئت حديثاً.