الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مرابط مصر

تضم هواة وفرسانا ومسئولين ورجال أعمال

"السوشيال ميديا".. أسرار وبدايات "جروبات" عشاق الخيل

ينبت عشق الخيول بالقلب نديًا طاهرًا مباركًا كنبت الأرض، وقد ذكرها ربّنا عزّ وجَل فى قرآنه الكريم فى أكثر من موضع، ما زادها رفعة وتشريفًا، وحثنا نبيّنا الكريم على إكرامها والعناية بها وعدم امتهانها.



وعلى مواقع التواصل الاجتماعى تتلاطم أمواج العشاق، يجتمعون من شتّى البقاع فى حب الخيل العربى المصرى، يتبادلون صور ملكات جماله، وفيديوهات أدبه الراقص على نغمات المزمار، فكان لنا هذا الإبحار فى عالمهم لنقف على أسرار بدايات ومراحل هذا العشق.

 

يروى أحمد مشرف، مؤسّس جروب "الخيل العربى الأصيل أعشق حوافرها" الذى يضم أكثر من 117 ألف عضو متفاعل على موقع "فيسبوك"، أن سر حُبّه للخيول يعود إلى خاله الذى يملك مزرعة للخيل ويعمل مدربًا بها، وهو ما جعله شديد القرب من تلك المخلوقات الوفية شديدة الإخلاص، فنشأ خبيرًا ببواطن أمورها وعوامل قوتها وأسباب علتها، وتوّج شغفه بتأسيس الجروب عام 2017، وصفحة أخرى حظيت بما يزيد على 18 ألف إعجاب، تمثل مُلتقى يجمع شتات المحبين من جميع دول العالم.

 

مصطفى سويفى
مصطفى سويفى

 

وأوضح أن السوشيال ميديا نجحت فى إثبات مدى تفوّق الخيل العربى فى البطولات المحلية والدولية والمرابط الكبرى، واستعراض إنجازاته فى كل المحافل بالصور والفيديوهات، وهو ما زاد من الاهتمام بحركة البيع والشراء؛ خصوصًا فى مصر، كونها تمتاز بامتلاك أنقى سلالات الخيول العربية الأصيلة، وفى مقدمتها سلالة "العبيان" الأغلى ثمَنًا، كونها من أجمل وأندر أنواع الخيول، ويتراوح سعر المُهر من هذه السلالة عمر 3 شهور بين 250 إلى 700 آلف جنيه، بينما يبدأ سعر الفرَس عمر سنة من مليون جنيه، وهى أسعار رخيصة إذا ما قورنت بالأسعار العالمية. 

وطالب مؤسّس جروب الخيل العربى بزيادة اهتمام الدولة ببطولات الخيول العربية الأصيلة، أسوة ببعض الدول مثل البحرين والإمارات والسعودية التى تقيم بطولات خاصة لخيول السلالات المصرية، مضيفًا إن تلك السلالات توجد فى  العديد من مرابط الخيول فى مصر، وعلى رأسها "محطة الزهراء" التى تقوم بختم الحصان بعد التأكد من نقاء سلالته، ويبدأ الختم بحرفE  إشارة لاسم مصر باللغة الإنجليزية ""Egypt، بالإضافة إلى عدة رموز أخرى تشير للحصان.

 

رابعة نور الدين
رابعة نور الدين

 

من جهته أكد أحد مسئولى الجروب، أن انتشار هذا التجمع وزيادة عدد أعضائه تطلب الكثير من الوقت والجهد طوال سنوات؛ خصوصًا أنه يجمع مسئولين من دول مختلفة، وهو ما ساهم فى تقديم محتوى شيق للأعضاء أدى لزيادة التفاعل بالتعليقات والمشاركة.

مثل روح واحدة احتلت جسدين تحدثت "رابعة نور الدين" البالغة من العمر 24 عامًا عن فرستها "ليلى" قائلة: أهتم بها كما أهتم بنفسى، وأحرص على نظافتها وتغذيتها وصحتها جيدًا لتبدو جميلة دائمًا، وأشارك أخبارها والعديد من صورها على السوشيال ميديا ليتفاعل معها الكثيرون بالإعجاب والمشاركة.

"رابعة" إحدى عاشقات تربية وركوب الخيل، ومن أبرز المهتمين والمتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعى مع كل ما يتعلق بالخيول، سواء بالتعليق أو المشاركة، وبسؤالها عن مدى نجاح السوشيال ميديا فى مساعدة محبى الخيل على ممارسة هوايتهم عبر الفضاء الإلكترونى، قالت إن مواقع التواصل نجحت بكل منصاتها، فى تبادل الخبرات وهواية ركوب الخيل، مضيفة إنه رُغم عدم انتشار تعلم الفروسية فى مصر واقتصارها على فئات بعينها؛ فإن هناك عددًا كبيرًا من المهتمين والمحبين الهواة، استطاع الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل توطيد أواصر الود والتعاون بينهم ، وفى خَلق سوق مهمة تجمع المهتمين بالخيول لمشاركة الاهتمامات والنصائح الخاصة بالتربية

ويعد الأخوان مصطفى ومحمد سويفى، من فرسان محافظة أسيوط، ويعشقان الخيل منذ نعومة أظافرهما، وكان حريصين على تأسيس وإدارة جروب "الخيل العربى الأصيل" عام 2012 والذى يضم أكثر من 84 ألف عضو متفاعل وعاشق للخيول.

يقول مصطفى إنه يمارس هواية ركوب الخيل منذ أن كان فى السابعة من عمره، وأن عشق الخيل فى الصعيد "له هيبة" على حد وصفه، وشهادة نَسَب، وقديمًا كان لا يركب الخيول إلا "أولاد الأكابر"، حتى إن كان لا يمتلك ثمَنها.

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعى خلقت سوقًا جديدة لبيع وشراء الخيول لم تكن متاحة من قبل، وساعدت على توفير الوقت وسرعة الاستجابة فى مناقشة أساليب التربية وتوجيه النصائح، بالإضافة لطلب المساعدة فيما يتعلق بأمراض الخيول وعلاجها.

وتابع محمد سويفى: جائحة "كورونا" أوجبت تطبيق إجراءات احترازية وتباعد اجتماعى أبقى الناس فى منازلهم، وهو ما زاد من إقبال وتفاعل أعضاء الجروب من كل الجنسيات، خصوصًا من دول المغرب العربى.  

 

محمد سويفى
محمد سويفى

 

أحمد مجدى عبدالعزيز، مدرب خيول وفروسية وتاجر ومربى أيضًا، نشأ فى عائلة عاشقة للخيول فتشرَّب حُبَّها حتى النخاع، وبتشجيع من الأصدقاء أنشأ صفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، منها صفحة Faras والأدهم لرحلات ركوب الخيل، وحساب خاص على موقع "إنستجرام" تحت اسم el_adham_stable@؛ لنشر كل ما يهم هواة ركوب الخيل من صور وفيديوهات. 

وأكد مدرب الخيول والفروسية أن رياضة ركوب الخيل على مستوى العالم من الرياضات المهمَلة، لكنّ هناك إقبالا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة على تعلمها؛ لأنها تكسب الفارس الشجاعة والإقدام، ومفيدة لكل أعضاء الجسم، فهى تقوّى العضلات وتساعد على الاتزان وتعلم الصبر والرفق بالحيوان، كما أن هناك العديد من البحوث التى أثبتت فعالية ركوبها والتعامل معها فى علاج بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.  

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق