الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اجتثاث الإخوان انتصار فى معركة جديدة

اجتثاث الإخوان انتصار فى معركة جديدة

رُغْمَ مرور 47 عامًا على انتصارات أكتوبر 73؛ فإن نتائج الحرب لاتزال تُدَرَّسُ فى الأكاديميات العسكرية العالمية حتى اليوم، وما بين أكتوبر وما تشهده مصر الآن الكثير من وجوه الشبه، ومن ثم نظل فى أمَسّ الحاجة إلى استدعاء روح أكتوبر لمواجهة المخاطر الحالية، وجوهر  روح أكتوبر هو القوة والعزيمة والإصرار لروح التحدّى.



 

فى السادس من أكتوبر الساعة الثانية ظهرًا يوم السبت العاشر من رمضان, اقتحم جيش مصر أكبر وأصعب مانع مائى فى تاريخ الحروب.. أسقط المقاتل المصرى أقوى خط دفاعى وهو خط بارليف الذى يُعَد أقوى الحصون العسكرية فى العصر الحديث، أقوى من خط سيجفريد الألمانى وخط ماجنى الفرنسى وتكلف 200 مليون دولار.. هذا الخط به 31 نقطة قوية، كل منها مساحتها فدان تحت الأرض، وتم فتح 60 ثغرة فى الساتر الترابى وإزاحة الرمال بواسطة 350 مضخة.  

كان  الاسم الرمزى للعملية «بدر» تيمنًا بغزوة بدر التى كانت 17 رمضان، والانتصار على اختلال التوازن فى القوى. فتح مكة كان فى رمضان. معركة عين جالوت وكانت يوم 25 رمضان فى عام 1269م واستطاع الجيش المصرى بقيادة سيف الدين قطز أن يوقف تقدّم التتار ويحمى الإسلام وأيضًا الغرب.

تشابُه الظروف

تتشابَه الظروفُ بين حرب أكتوبر والعمليات العسكرية ضد الإرهاب الآن ...عناصر التشابُه واضحة، فالأرضُ واحدة والنتيجة أيضًا واحدة، والاختلاف هو العدو.. المعركة الأولى ضد جيش نظامى له أساليبه وتكتيكاته، والثانية ضد عصابات مسلحة وحرب أشباح.

السلاح المصرى الذى أذهل العالم هو الجندى المصرى, عقيدته النصر أو الشهادة، وروح أكتوبر التى هى العزيمة والقوة والصبر والمثابرة والروح المعنوية العالية.. وكما كانت سيناء مَعبرًا للغزاة كانت مقبرة لهم أيضًا.

ولا شك أن أعظم احتفال بالذكرى الـ47 لحرب أكتوبر المجيدة هو دعم أعمال التنمية؛ خصوصًا فى سيناء التى تحظى الآن باهتمام غير مسبوق من الدولة من خلال 305 مشروعات تتكلف 195 مليار جنيه، وإنشاء مدينة بير العبد الجديدة على مساحة 2807 أفدنة.. ومدينة رفح الجديدة، وإنشاء أنفاق قناة السويس  لربط سيناء بالوادى وتسهيل حركة الانتقال بينهما.

لقد حررت مصرُ أرضَها التى احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال.. من الكفاح المسلحة فى حرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءًا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 أو عام 1975، ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت إلى إطار السلام فى الشرق الأوسط، وهى اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام "المصرية - الإسرائيلية" عام 1979، وتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فى 25 أبريل 1982، ثم تحرير آخر بقعة فى سيناء وهى طابا فى 15 مارس 1989.

كان الكفاح المسلح هو الخطوة الأولى على طريق التحرير بَعد أيام من هزيمة 1967 قبل أن تندلع شرارة بدء حرب أكتوبر بأكثر من ست سنوات؛ حيث انطلقت القوات المصرية باقتحام  خط بارليف واسترداد جزء من الأراضى فى سيناء وعودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975.

 أسفرت حرب أكتوبر عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمى والمحلى، من بينها:

- انقلاب المعايير العسكرية فى العالم شرقًا وغربًا.

- تغيير الاستراتيجيات العسكرية فى العالم، والتأثير على مستقبل كثير من دول العالم.

- عودة الثقة للمقاتل المصرى والعربى بنفسه وقيادته وعدالة قضيته.

- الوحدة العربية فى أروع صورها، التى تمثلت فى تعاون جميع الدول العربية مع مصر.

 - سقوط أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهَر ونظرية الذراع الطولى لإسرائيل.

 المصريون خاضوا حربيْن هائلتيْن ليصلوا إلى تحرير سيناء فى 25 أبريل 1982.

حرب بالطائرات والمدافع دامت 16 يومًا فى أكتوبر 1973 وحرب بالأعصاب والتوتر دامت ثلاث سنوات عقب معاهدة السلام..

فى الحرب الثانية كان التفاوض مع مراب.. فكلما اقترب 25 أبريل 1982 كان الإسرائيليون  لا يدعون حيلة دون أن يجربوها حتى وصلنا إلى مسرحية ياميت، وهى كلمة عبرية معناها (على شاطئ البحر) تحولت إلى أكبر مستوطنة بنوها فى سيناء تستوعب 250 ألف نسمة.. تجمع أكثر من 3 آلاف متشدد فى المستوطنة وأعلنوا عملية انتحار جماعى كل نصف ساعة، إذا لم تتراجع الحكومة الإسرائيلية عن الانسحاب.. مساومة.. ودارت مفاوضات واتصالات وتخلى المتشددون عن الانتحار (الجماعى) الوهمى. وبدأ الانسحاب.

لم تنته المعركة بخروج العدو مهزومًا من سيناء، فتنظيم الإخوان الإرهابى يكمل مخطط العدو الصهيونى، ورُغْمَ أن الشوارع خالية تمامًا مما يدعون إليه؛ فإن حروب الفبركة والزيف مستمرة، ولكنهم فشلوا فى تأجيج الأوضاع وإشعال الصراعات والأطماع.

ما يقوم به الإخوان «حرب مزيفة» تشنها الجماعة المتطرفة لإشاعة الفوضى.

اكتشفت وكالة الأنباء الفرنسية كذب وفبركة جماعة الإخوان الإرهابية لفيديوهات على أنها تظاهرات داخل مصر.. وأنه مفبرك منذ عام 2013 وصوت الجماهير مُرَكّب عليه كل ذلك أملًا فى أى استجابة لدعوتهم للتظاهر.

 خطورة السوشيال ميديا تكمن فى انتشارها الواسع بين كل الفئات والطبقات المجتمعية ويجب استيفاء الأخبار من الجهات الرسمية.

 إن الإخوان والدول الداعمة لهم حاولت اصطناع واقع مزيف من خلال تكتيكات الاختلاق والتزييف العميق deepweb والبث والإلحاح، وما يقومون به يندرج ضمن مفهوم «الحرب اللا متماثلة» بهدف إشاعة الفوضى وتقويض الاستقرار.

 وعىُ المصريين أحبط مؤامرات زعزعة الاستقرار.. وأن ما تقوم به الجماعة الإرهابية هو تجسيدٌ لحالة انعدام الوزن واليأس التى تعيشها.

 هى حرب إعلامية تديرها قناة الجزيرة والقنوات الإخوانية فى تركيا، ومن حق مصر وفقًا لمبدأ الدفاع الشرعى المعمول به فى القوانين الدولية، أن ترد العدوان بعدوان مثله، وتمتلك أسلحة ردع إعلامية هائلة.. تميم يريد أن يكون كبيرًا بالتآمر ويُسَخر ثروات إمارته لنشر الشر.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق