الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من ردع الهجمات إلى روشتة علاج التحديات

الرئيس السيسى خلال كلمته المسجلة فى الدورة 75 بالجمعية العامة للأمم المتحدة
الرئيس السيسى خلال كلمته المسجلة فى الدورة 75 بالجمعية العامة للأمم المتحدة

بلسان مصرى، إفريقى، عربى، إسلامى متوسطى، مُبين، وقف الرئيسُ عبدالفتاح السيسى، للعام السابع على التوالى، مخاطبًا العالم من منبر الأمم المتحدة.



 

هو البيان السابع لدولة 30 يونيو، بَيْدَ أنَّ المدققَ لمضامين تلك البيانات، متحسّسًا، ما صادف لحظات صياغتها، من متغيرات مَحَلية وإقليمية ودولية، يخرج بجملة مؤشرات، تعكس الاستراتيجية المصرية، وعمق الرؤية، وشمولها، ووضوح أهدافها، وصلابتها فى مواجهة التحديات.

 

فى السنوات السبع، عبرت مصر أمواجًا متلاطمة فى محيط السياسة الدولية، كسرت محاولات حصار دولة 30 يونيو فى عامها الأول، وما واجهها من مؤامرات وتحديات، سياسية واقتصادية وأمنية، نجحت مصر فى قهرها بامتياز.

 

فى الخامس والعشرين من سبتمبر، 2014، كان البيان الأول لمصر 30 يونيو على منبر الأمم المتحدة، قال الرئيس: "أقفُ أمامَكم اليومَ كواحدٍ من أبناء مصر، مَهد الحضارة الإنسانية، ومن هذا المنبر أستهل حديثى بتوجيه التحية لشعب مصر العظيم، والمصريين القادمين من كل الولايات الأمريكية..".

 

"شعب مصر العظيم، الذى صنع التاريخ مرّتين، خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارةً عندما ثار ضد الفساد وسُلطة الفرد، وطالبَ بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. وتارةً أخرَى، عندما تمَسّك بهويته وتحصّن بوطنيته، فثارَ ضد الإقصاء، رافضًا الرضوخَ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب..".

 

تلك بإيجاز شديد، مَعالم اللحظات الفارقة، التى عاشتها مصرُ فى الفترة الماضية، لكنها ليست إلّا مَرحلة ممتدة، بطول وباتساع آمال وتطلعات المصريين، ليوم أفضل وغدٍ أكثر ازدهارًا".

 

بهذه العبارات عميقة المعنى، بالغة الدلالة، محددة الهدف، كثيفة الرسالة، استهل الرئيسُ عبدالفتاح السيسى أولَ بيان يلقيه باسم مصر 30 يونيو أمامَ الأمم المتحدة، فى تلك الفترة العصيبة، ركز الاستهلال على الداخل المصرى، بعرض حقيقة ما جرَى، موجّهًا التحية للمصريين فى المهجر وعموم الشعب البطل، صانع الإنجازات، عابر التحديات.

 

من جملة 1475، عدد كلمات الخطاب، استحوذت 640 كلمة على إيضاح حقيقة الوضع فى مصر، فكان الخطابُ دفاعيّا ضد هجمات تزييف الصورة الذهنية، وقد عبَرت مصرُ خطوط الحصار السياسى، واقتحمت العدائيات الإعلامية، ورفعت عَلم الحقيقة المصرية، رئيسًا منتخبًا، يتسلح بقوة الحق، وظهيره الشعب الأبى.

 

مرّت سبع سنوات، تدرّجت فيها الخطابات، المنطلقة من إنجازات، استعادت مصرُ قوتها وقهرت تحدياتها، انتصرت على الإرهاب، والفقر والعشوائيات، انطلقت فى سباق التعمير، انتصر الشعبُ لدولته، تحمّل مع قادته، فاستحق أن يشكره الرئيسُ باسم الدولة فى كل بيان يُلقيه.

 

بالأمس القريب، 22 سبتمبر 2020، ومن منبر الأمم المتحدة فى دورتها 75، عبر كلمة مسجلة ألقى الرئيسُ عبدالفتاح السيسى بيانَ مصر العفية القوية، عاكسًا قوة مصر، "بحُكم تاريخها وموقعها وانتمائها الإفريقى والعربى والإسلامى والمتوسطى، وباعتبارها عضوًا مؤسّسًا للأمم المتحدة، لديها رؤيتها إزاء النهج الذى يتعين اتباعه لتحسين أداء وتطوير فاعلية النظام الدولى متعدد الأطراف، مع التركيز بشكل أخص على الأمم المتحدة". 

 

هذا الاستهلال يعكس إنجازات السنوات السبع السّمان، التى نهضت فيها قوة وقدرة الدولة الشاملة، متفوقة على أزهَى عصور الازدهار، طارحة بقوة رؤيتها فى كل الملفات الدولية، بما فيها تطوير وتحسين فاعلية النظام الدولى، الذى وقف الرئيسُ فى بيانه الأول مُصَحّحًا له الصورة عن حقيقة الأوضاع.

 

حقّا.. لم تكن السنوات الصعبة، سوى مَرحلة، من تاريخ الحضارة الممتد، وها هو اليوم الأفضل أقبلَ، والسنوات الأكثر ازدهارًا بدأت، فى العام الماضى تحدّث الرئيسُ عبدالفتاح السيسى بلسان مصرى، إفريقى، مُبين، فى ظل رئاسته للاتحاد الإفريقى، وبالأمس تحدّث بلسان مصرى، إفريقى، عربى، إسلامى، متوسطى، فبعث بتلك الرسائل للعالم لعله يصغى إلى روشتة العلاج المصرية:

 

1 - لم يعد من المقبول، أن تظل قرارات مجلس الأمن المُلزمة فى مجال مكافحة الإرهاب، دون تنفيذ وإلزام لدول تظن أنها لن تُحاسَب.

 

2 - من المؤسف استمرار المجتمع الدولى فى غَضّ الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين بالمال والسلاح والنقل والإعلام.

 

3 - مصر حريصة على إرساء السّلم والأمن الدوليين؛ لتجنيب الشعوب ويلات النزاعات المسلحة، عبر إطلاق عمليات سياسية شاملة.

 

4 - مصر عازمة على دعم الأشقاء فى ليبيا لتخليص بلدهم من الميليشيات الإرهابية ووقف التدخل السافر لقوى إقليمية ذات أوهام وأطماع استعمارية.

 

5 - تُكرّر مصر، أن مواصلة القتال فى ليبيا وتجاوُز الخط الأحمر "سرت- الجفرة"، سيقابَل بتصدى مصر دفاعًا عن أمنها القومى.

 

6 - تُجدّد مصرُ تمسكها بالحل السياسى فى ليبيا، المنطلق من اتفاق الصخيرات، ومؤتمر برلين، وإعلان القاهرة، بخطواته المحددة وجدوله الزمنى.

 

7 - السلام والأمن، الدائمان، فى الشرق الأوسط يتحققان بمنح الشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

 

8 - الحل السياسى، الشامل، للأزمة السورية، بات أمرًا مُلحّا لإطفاء أتون الحرب المشتعلة وتنفيذ التسوية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن رقم (2254).

 

9 - آنَ الأوانُ لوقفة حاسمة، تُنهى الأزمة فى اليمن، من خلال قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى الشامل.

 

10 - تصاعَدَ قلقُ الأمّة المصرية البالغ، حيال السد الإثيوبى، الذى تشيّده الدولة الصديقة على النهر، وهو الحياة لملايين البشر عبر آلاف السنين.

 

11 - أمضت مصرُ عَقدًا من المفاوضات، سعيًا لتحقيق التوازن المطلوب بين متطلبات التنمية فى إثيوبيا وصون مصالح مصر المائية، وحقها فى الحياة، لكنها لم تُسفر عن النتائج المرجوة منها.

 

12 - نهر النيل ليس حكرًا لطرف، ومياهه بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء.

 

13 - على المجتمع الدولى، تحمّل مسئولية دفع كل الأطراف؛ للتوصل للاتفاق المنشود، ولا ينبغى أن يمتد التفاوضُ لما لا نهاية؛ لمحاولة فرض الأمر الواقع.

 

14 - تؤمن مصرُ بأن دفع جهود التنمية شرط أساسى لتعزيز السّلم والأمن الدوليين، ونظام عالمى مستقر.

 

15 - أزمة جائحة "كورونا"، تستوجب دعم الدول النامية؛ خصوصًا الإفريقية، بتخفيف أعباء الديون، وتقديم حزم تحفيزية اقتصادية.

 

16 - مصرُ شرعت فى تعزيز مسيرة حقوق الإنسان على جميع الأصعدة، "السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية"، لما بينها من تكامُل، تفعيلًا لما كفله الدستورُ المصرى من حقوق وحريات وحقوق الأجيال القادمة.

 

17 - إنشاء مجلس الشيوخ المصرى، يُدعم النظام الديمقراطى، كما يكفل الدستور تمثيلًا مناسبًا للمرأة فى المجالس النيابية، بما لا يقل عن 25% من المقاعد.

 

18 - مصرُ تواصل جهودَها فى تعزيز المواطنة، بمكافحة العنف، وتجديد الخطاب الدينى، وتأكيد حرية العقيدة، وبناء دور العبادة دون تفرقة، وتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة والاستثمار فى الشباب.

 

19 - عبَرَ الاقتصادُ المصرى جائحة "كورونا"، بالإصلاحات، التى يعود الفضل فى تحمُّلها للشعب.

 

20 - تستضيف مصرُ على أرضها ستة ملايين من المهاجرين واللاجئين، بسبب الحروب والأزمات، يتلقون كامل الدعم؛ حيث تؤدى مصرُ  واجبَها الإنسانى نحوهم، دون متاجرة ولا ابتزاز.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق