السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية مندوب إبليس فى طرابلس

حكاية مندوب إبليس فى طرابلس

أعادت الزيارة المفاجئة التى قام بها الصحفى الفرنسى الشهير برنارد ليفى، إلى مدينة مصراتة الليبية مؤخرًا، ذكريات مؤلمة فى العالم العربى.. فالرجُل بمثابة عرّاب الشر ومندوب إبليس، فيتواجد دائمًا حيث تتواجد الخيانة والعمالة.



"ليفى" لعب دورًا تخريبيّا بامتياز خلال مشاركته فى الأحداث التى شهدتها عدة بلدان عربية عام 2011، حيث حرض عددًا من الشخصيات التى كانت تقود التظاهرات والاحتجاجات فى ليبيا ومصر وتونس واليمن والعراق والسودان.

"ليفى" صاحب تاريخ مشبوه، حيث عرفته ساحات الحروب، فى حرب البوسنة وكوسوفو، وعرفته جبال أفغانستان، وساحات الحرب فى العراق، وجبال كردستان والسودان وسهول الجنوب ووديان دارفور.

يوصَف "ليفى" فى كثير من الأدبيات العربية بأنه شيطان الربيع العربى، حيث طار دائمًا إلى موقع الأحداث ليكون محركًا للخراب، وقد اعترف  بكل ما اقترفته يداه من آثام بحق الشعب الليبى فى كتابٍ بعنوان "الحرب بدون أن نُحبها".

فى كتابه قال ليفى: "إن فرنسا قدّمت بشكل مباشر وغير مباشر كميات كبيرة من الأسلحة إلى الثوار الليبيين الذين كانوا يُقاتلون للإطاحة بالنظام". وأكد أن "حجم تلك الأسلحة تم ذكره فى اجتماعات كان بعضها سرّيّا".

السنوات القليلة الماضية بدأ "ليفى" يتنقل بين المدن الليبية ليُتابع مهمته الاستراتيجية كقائد مُلهم لمَن عُرفوا بثوار فبراير، الذين تحركوا وفق المخططات المرسومة، فكان يُتابع الإمدادات على الأرض وبين المقاتلين ويلتقى قادة القبائل، ويُتابع آخر التطورات.

وكافأ المجلس الانتقالى الليبى ( المشارك لحكومة فايز السراج) عن طريق عضو المجلس سليمان الفورتيه المصراتى، "ليفى" بمنحه الجنسية الليبية، لما سَمّاه بمجهوداته فى جلب الديمقراطية والحرية لليبيين.

و"برنارد" من مواليد 5 نوفمبر سنة 1948، ويقدم نفسَه ككاتب ومفكر وفيلسوف يهودى فرنسى. ووُلد "ليفى" لعائلة سفاردية يهودية ثرية فى الجزائر، إبان الاحتلال الفرنسى للجزائر، وانتقلت عائلته لباريس بعد أشهُر من ميلاده.

وهو متزوج من الممثلة الفرنسية "أرييل دومباسل" وأنجبت له ابنتين ثم طلقها وتزوّج من سيلفى يوسكاس.

ذاع صيت "ليفى" فى البداية كمراسل حربى من بنجلادش خلال حرب انفصال بنجلادش عن باكستان عام 1971، وكانت هذه التجربة مصدرًا لكتابه الأول.

"ليفى" كان حاضرًا بقوة فى أحداث 25يناير فى مصر، حيث تم رصده فى اجتماعات تنظيم الإخوان الإرهابى، والتقى مع المهندس سعد الحسينى عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة "الإخوانى المنحل" وعضو مكتب الإرشاد السابق لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبها البرلمانى عن دورة 2005.

 وقتها رفض  الإخوان تصوير الاجتماع من قِبَل أىّ من الصحفيين أو وكالات الأنباء، ولكن قام "ليفى" بنفسه بفضحهم فيما بعد وعرض اللقاء على موقعه الشخصى على الإنترنت،  وكشف عن اجتماعاته السّرّيّة مع قادة الإخوان فى مصر  وكيف كان أعضاء الجماعة يحمونه فى ميدان التحرير ويقومون بتعريف الشباب عليه وحمايته من أى مضايقات قد يتعرض لها.

 

 

 

واعترف "ليفى" بأنه كان يدفع يوميّا ملايين الدولارات تكاليف إطعام المعتصمين، حتى إنه ذكر تفاصيل أسماء المطاعم التى تعاقد معها على ذلك.

 من المعروف عن "ليفى" أنه  أينما حَلّ.. حَلّ الخرابُ.. تواجَد فى الجزائر ومصر وتونس وليبيا والیمن وسوريا والسودان.. وكذلك حل ضيفًا ثقيلًا عند تقسيم البوسنة والهرسك أيضًا, ولا ننسى أفغانستان وأوكرانيا.

كان برنارد ليفى أول من دعا إلى التدخل فى البوسنة والهرسك وكان صاحب فكرة الانفصال حينها. بعد ذلك ظهر برنارد ليفى فى أفغانستان مع قادة الفصائل مثل عبدالرشيد دوستم وشاه مسعود، والتقى النظراء والغرماء من الميليشيات المسلحة على حد سواء، وهو ما يعطينا إجابة عن سرّ وجوده المريب هناك.

أمّا فى سوريا فقد وصف برنارد ليفى فى خطته مع وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ما سيحدث فى سوريا قائلًا: "لن تغرب شمس اليوم الأخير من مهمة المراقبين العرب فى سوريا إلّا والنظام يترنح والجيش منشق والملايين تملأ الساحات فى كل المدن معلنة سقوط النظام السورى".

كذلك لا ننسى وجوده فى تونس واليمن قبل الأحداث الدامية.. وصوره التى انتشرت فى كل مكان وهو يقود المتمردين أو مَن يسمون أنفسَهم الثوار فى البلدان العربية. 

والسؤال المهم هو: لماذا كان برنارد ليفى يتبنّى الدفاع عن الثورات العربية ويدافع عنها، هل إيمانًا منه بحقوق الشعوب فى الحرية- حسب قوله..؟ فإذا كان الأمْرُ كذلك، فلماذا لم  يطالب بإعادة الأراضى الفلسطينية والعربية المغتصبة لإحلال السلام؟!

ويرأس "ليفى" حاليًا فريقًا من دعاة الحرب يضم اليسارى المرتد برنارد كوشنر واليسارى لوران فابيوس إلى جانب مجندين دائمين أمثال جلوكسمان وفنكلكروت، إضافة إلى انضمام رئيسة تحرير جريدة «لوموند» الفرنسية ناتالى نوجايرد إليهم.

هذا الفريق يعترف أنهم دعاة للحرب، أى جزء من الآلة العسكرية، ومهمتهم تمهيد الميدان فى عالم تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعى وشبكة منضبطة من المرئى والمسموع والمكتوب، يقوم هؤلاء بتمهيد الأرض للحرب، إنهم يعيدون إنتاج جوبلز ولورانس العرب بطريقة أخرى.

المثير أن البحث خلف برنارد ليفى يكشف أن المخابرات العراقية زمن الرئيس الراحل صدام حسين رصدت ليفى وهو يحاول عام 2001 دعم حركة الجهاد والتوحيد الإرهابية فى العراق.. كما أنه زار تركيا عدة مَرّات والتقى مع قيادات الإرهاب فيها.

"ليفى" بحسب وثائق مُسَرّبة من المخابرات العراقية.. كان قد توجّه إلى شمال العراق بتاريخ 25يناير 2002، وفى لقاء خاص وسرّى التقى مسعود بارزانى فى مدينة أربيل بمنطقة أنشكى وكانت الغاية من اللقاء العمل المستقبلى داخل العراق وكيفيه تدخّل تنظيم القاعدة فى زعزعة الامن فى العراق لإسقاط حكومة صدام حسين.  

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق