الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خريطة «أهل الله»

إذا كان عدد الطرُق الصوفية فى مصر يزيد على 70 طريقة؛ فإن معظمها، جاءت كانشقاقات من 5 طرُق رئيسية كبرى هى "القادرية، الشاذلية، الدسوقية، الرفاعية، والبدوية".



وهذه الطرق لكل منها مريدون وأتباع وهناك اختلافات فرعية بين كل طريقة وأخرى نعرفها فى السطور القادمة.

القادرية هى واحدة من الطرُق الصوفية التى تنتسب إلى عبدالقادر الجيلانى (471 هـ - 561 هـ)، وينتشر أتباعها فى بلاد الشام والعراق ومصر وشرق إفريقيا.

أهم قواعد الطريقة هى الالتزام بالكتاب والسُّنة؛ حيث يقول الشيخ عبدالقادر الجيلانى: (طريقتنا مبنية على الكتاب والسُّنة فمن خالفهما فليس منّا). 

ويقول: (اجعل الكتاب والسُّنة جناحيك طِر بهما إلى الله).

لا يعتقد مريدو الشيخ فى عصمته فهو بشر يُخطئ ويُصيب وإن أخطأ سرعان ما يرجع إلى الله ويتوب إليه.

فيقول عبدالقادر الجيلانى فى كتابه: (يا بنى إياك أن تنظر إلى شيخك أنه معصوم إنما هو بشر يخطئ ويصيب، فإن رأيت منه مخالفة فابحث له عن عذر شرعى، فإن لم تجد له عذر فاستغفر له الله فإنه بشر يخطئ ويصيب).

وتدعو الطريقة إلى كثرة الذّكْر لله، فالذّكْر هو المعراج فى السير إلى الله فى الطريقة القادرية، فمن أهم أعمال المريد كثرة الأذكار والمداومة عليها وعلى الاستغفار والصلاة على الرسول بالليل والنهار.

وبذلك يرتقى المريد فى مقامات المَحبة لله ولرسوله، والذكر هو الوسيلة العظمى لتزكية النفس وتربيتها وتحليتها بالأخلاق المحمدية.

كما تنادى بمحبة آل البيت، وحُبهم مُقدَّم على كل من سواهم من الناس؛ لأنهم بضعة النبى ووصيته لأمته، مع الحب والتقدير والإكبار والإجلال للصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.

وكذلك حب كل الأولياء والصالحين وحب مشايخ ومرشدى الطرُق الأخرى، ولا يفرّقون ولا يميزون بين طريقة وأخرى، ولا يتعصبون لطريقتهم ولا يطعنون بالطرُق الأخرى التى تنهج منهج الكتاب والسُّنة.

الطريقة الشاذلية

تنسب إلى أبى الحسن الشاذلى، ويؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية، وإن كانت تختلف عنها فى سلوك المريد وطريقة تربيته بالإضافة إلى اشتهارهم بالذكْر المفرد "الله" أو مُضمرًا "هو".

وتشترك كل الطرُق الصوفية فى أفكار ومعتقدات واحدة، وإن كانت تختلف فى أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرُق تربيته، ونستطيع أن نُجمِل أفكار الطريقة الشاذلية فى نقاط محددة، أهمها التوبة، وهى نقطة انطلاق المريد أو السالك إلى الله، والنية، وتُعد أساس الأعمال والأخلاق والعبادات.

وتدعو الشاذلية إلى الخلوة، أى اعتزال الناس، فهذا من أسُس التربية الصوفية، حيث يدخل المريد الخلوة لمدة ثلاثة أيام قبل سلوك الطريق.

وتتلمذ أبو الحسن الشاذلى فى صغره على أبى محمد عبدالسلام بن بشيش، فى المغرب، وكان له أكبر الأثر فى حياته العلمية والصوفية،  رحل بعد ذلك إلى مصر  وفى الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته فى مصر بعدها.

الدسوقية والبدوية 

وتعرف أيضا بالطريقة الدسوقية أو الطريقة البُرهانية أو الطريقة البُرهامية، هى أسماء لطريقة صوفية رئيسية منسوبة لـ "إبراهيم الدسوقى" آخر أقطاب الولاية الأربعة، وتفرعت هذه الطريقة إلى 9 طرُق فرعية.

مؤسّس الطريقة الدسوقية هو «إبراهيم الدسوقى، بن عبدالعزيز أبو المجد»، الذى يقال إن نسبه ينتهى إلى الحسين بن على بن أبى طالب.

وتنتشر الطريقة الدسوقية فى العديد من دول العالم، معظم المقرات الرئيسية لفروع الطريقة فى مدينة دسوق، والطرُق المتفرعة من الطريقة الدسوقية هى: البرهامية، الشهاوية البرهامية، الشرنوبية، السعيدية الشرنوبية، البرهامية العاشورية، والدسوقية المحمدية. 

أما الرفاعية فهى طريقة صوفية ينتشر أتباعها فى العراق ومصر وسوريا وغرب آسيا. لهم راية باللون الأسود تميزهم عن باقى الطرُق الصوفية.

 تُنسب إلى الفقيه الشافعى الأشعرى، أحمد بن على الرفاعى (512هـ - 578هـ) الملقب بـ "أبو العلمين" و"شيخ الطرائق" و"الشيخ الكبير" و"أستاذ الجماعة".

فيما تنسب الأحمدية البدوية للشيخ "أحمد البدوى" الملقب بأبى الفتيان. وقد نشر طريقته من مصر من طنطا وتولى أمور الطريقة بعده "عبدالعال" وهو من أوائل مريديه الذين تربّوا على يديه.  وانتشرت طريقته من مصر إلى أقطار العالم الإسلامى مثل تركيا وليبيا والسودان وغيرها من الدول العربية والأوروبية والآسيوية.

ولقد تفرعت منها الطرُق العديدة مثل: الشناوية، المرازقة، الشعيبية، الزاهدية، الجوهرية الفرغلية، الإمبابية، البيومية.. وغيرها من الطرُق.  

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق