الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسرار مرتزقة الأغا!

يومًا بعد يوم يواصل الرئيس التركى رجب إردوغان، إرسال مجموعات مسلحة من المرتزقة السوريين من مناطق الحرب فى إدلب السورية إلى الغرب الليبى، لتنضم إلى ميليشيات ما تسمى بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج فى إرهابها للشعب الليبى والقيام بعمليات عسكرية ضد الجيش الوطنى الليبى.



 

تشكل الميليشيات المسلحة السورية قوة إرهابية رديفة لا يتورع الرئيس التركى رجب طيب إردوغان عن استغلالها من أجل تحقيق مصالحه وأهدافه الدموية فى منطقة شرق البحر المتوسط.

وتُعَد ليبيا محطتها الثانية بعد سوريا كجزء من أوراق الضغط التى يحاول أن يمارسها على دول المنطقة. 

فمنذ بدء الغزوات التركية المباشرة للأراضى السورية، التى بدأت بعمليات (درع الفرات 2016 وغصن الزيتون 2018 ونبع السلام 2019) استطاع إردوغان تجنيد مجموعات هائلة من العملاء والمجموعات السورية تنوّعت أسماؤها وهياكلها الأساسية، وولاءاتها ما بين سلفى جهادى وآخر إثنِى تركمانى وثالث إخوانى يأتمرون بإمرة الخليفة العثمانى ويحملون مسميات ظاهرها الوطنية وباطنها الخيانة والعار. 

وتشكل عناصر السلفية الجهادية وجماعة الإخوان الإرهابية ومجموعات المرتزقة البِنية الأساسية لها، التى تدعمها ماليّا  إمارة الإرهاب القطرية وأذرع جماعة الإخوان الإعلامية وخبرات الجيش التركى العسكرية، وجميعها تنطوى تحت عنوان برّاق هو ما يُسمى "الجيش السورى الحُر"، وهم أشبه بقُطاع الطرُق الحاملين لأيديولوجيا جهادية، ولكنهم فى الحقيقة يمارسون الجريمة المنظمة. 

قصة التمويل

تتلقى هذه المجموعات تمويلًا مباشرًا من تركيا وقطر يتمثل فى رواتب شهرية وحوافز مادية من الحكومة التركية ودعم ميدانى فى المعارك ووعود بالجنسية التركية لعوائل القتلى، كما تضع عناصرها العَلم التركى على جميع مقرّاتها وملابسها  العسكرية.

كان على رأس هذه المجموعات حركة نور الدين الزنكى التى أصبحت أهم الجماعات الإرهابية المُقاتلة ضد النظام السورى، منذ بدايات الأحداث فى سوريا عام 2011، وبدأ نشاطها بالريف الغربى لحلب، وتحديدًا فى قرية قبتان الجبل، وقادها منذ ذلك الحين "توفيق شهاب الدين"، المعروف بميوله التكفيرية، وإن لم تكن فى ذلك الوقت معروفة بحركة نور الدين زنكى، ولكنها كانت معروفة بمجموعة توفيق شهاب الدين، وانضمت الحركة إلى لواء التوحيد فى يوليو 2012، وعادت وانضمت إلى تجمّع ألوية "فاستقم كما أُمرت"، إلا أنها انسحبت منه فى يونيو 2013 حتى انضمت فى 2014 إلى ما يُسمى "جيش المجاهدين" الإرهابى، ثم  قررت الانسحاب منه فى وقت لاحق.. والحركة تُعتبر من الجماعات التى تثق بها الإدارة التركية والتى تستعين بها فى الأراضى الليبية. 

ويعود تأسيس ما يُسمى لواء التوحيد إلى 18يوليو 2012 باندماج عدد من الفصائل الإرهابية المسلحة فى ريف حلب الشمالى، بالتعاون مع الاستخبارات التركية، ويتكون من 29 فوجًا، وينضوى تحته أكثر من 10 آلاف مسلح، توفر لهم تركيا السلاح اللازم والذخيرة وناقلات الجُند والمدرعات، ويتولى قيادته الإرهابى عبدالقادر صالح، القيادى العسكرى بجماعة الإخوان الإرهابية فى سوريا، فيما يتولى عبدالعزيز سلامة منصب القائد الرسمى للتنظيم.

ويُعَد ما يُسمى لواء التوحيد ذراع إخوان سوريا العسكرية، وكان أحد أكبر التشكيلات الإرهابية فى مدينة حلب السورية وريفها، وينتمى غالبية أعضائها إلى تنظيم إخوان سوريا وهو ما تم نقل عناصر كثيرة منه إلى ليبيا فيما بعد.

والتنظيم يتبع ما تسمى بالجبهة الإسلامية وما يُسمى الجيش السورى الحُر، وما بقى من عناصره يقاتل حاليًا إلى جانب تركيا من أجل تحقيق أهدافها  التخريبية فى ليبيا.

 ويتلقى التنظيم للآن دعمًا مباشرًا من المخابرات التركية، ويستغله إردوغان فى فرض حزام أمنى بطول حدود بلاده مع سوريا، وتحقيق الأهداف التركية بها، وقد قدّم مع كتائب حركة "نور الدين الزنكى" ما يزيد على 3000 مسلح للذهاب الى ليبيا.

السلطان مراد

تشكَّل ما يُسمى بلواء السلطان مراد على يد المخابرات التركية بعد دمج مجموعات "لواء السلطان محمد الفاتح" فى ريف حلب ولوائى "زكى تركمانى" وما يُسمى "أشبال العقيدة"، منتصف عام 2012 بهدف تشكيل ميليشيا تجمع الجماعات التركمانية بسوريا وتوفر لهم تركيا الدعم والحماية.

ويُعَد هذا اللواء الممثل العسكرى الرئيس للتركمان تحت مظلة ما يُسمى "المجلس السورى التركمانى" وتدعمه تركيا برواتب لمقاتليه تصل إلى 150 دولارًا شهريّا لكل عنصر، بينما يصل راتب القائد لنحو 3 آلاف دولار.

وكان ما يُسمى جيش الإسلام أحد أبرز فصائل المعارضة الإرهابية المسلحة فى دمشق وريفها، وهو ما نقلت منه المخابرات التركية كثيرًا من عناصره إلى الغرب الليبى، حيث كان يسيطر على مساحات واسعة بالغوطة الشرقية، ومواقع بالعاصمة دمشق.

وتعود بدايات تكوين ما يُسمى جيش الإسلام إلى عام 2011 على يد أكثر من 1500 سلفى وجهادى، بقيادة زهران علوش، حيث  شكّل مع رفاقه السلفيين ما يُسمى “سَرية الإسلام”.

وبعد مقتله فى 2015 واستلام عصام البويضانى “أبو همام” زعامته تحوّل إلى دعم السياسات التركية بسوريا، وبدأ ينضوى ضمن التوافقات الإقليمية  التركية.

ولاحقًا وجهت له اتهامات بالفساد ومصادرة ملايين الدولارات لصالحه، واحتكار المواد الغذائية والأدوية وسواها، بالإضافة إلى إفقار الناس وتجويعهم وإذلالهم فى ريف دمشق. 

ليتحول بعد خروجه  من الغوطة الشرقية والقلمون الغربى إلى الشمال السورى إلى أداة فى يد تركيا وخططها القائمة على الاحتكار والأسلمة والسُّلطة الشمولية، وسرعان ما انضم عدد كبير من مسلحيه إلى الميليشيات التابعة والمتحالفة مع تركيا فى إدلب، كما توجه قاداته وعلى رأسهم البويضانى إلى تركيا.

وتحوّل ما يُسمى جيش الإسلام بكامل عدته وآلياته، إلى القتال مع قوات الغزو التركى فى عملية الغزو التى أطلق عليها إردوغان  عملية “نبع السلام”، ومؤخرًا تم نقل عناصر منه إلى ليبيا. 

فيلق الشام

تم تشكيل فيلق الشام فى مارس عام 2014 ويُعرف كذلك باسم فيلق حمص، وهو عبارة عن اتحاد 19 فصيلًا مسلحًا مقربًا من جماعة الإخوان الإرهابية السورية فى حلب، وإدلب، وبتمويل قطرى، وانضم "فيلق الشام" إلى مجموعة من الفصائل فى 26إبريل 2015 وأسّسوا غرفة عمليات "فتح حلب" بقيادة ياسر عبدالرحيم. 

 وأصبح فيلق الشام من عناصر الإمداد الرئيسية للسوريين  المشاركين فى القتال الدائر فى ليبيا الآن، كما أنهم  كانوا يُعَدّون جناحَا عسكريّا للإخوان فى سوريا ويعملون لصالح إردوغان، والمخابرات التركية. 

أمّا ما تُسمى بحركة أحرار الشام فهى إحدى المجموعات السلفية التى نشأت فى السنوات الأولى من الأزمة السورية، وذلك باتحاد أربع مجموعات جهادية هى ما يطلق عليهم "كتائب أحرار الشام، حركة الفجر الإسلامية، جماعة الطليعة الإسلامية وكتائب الإيمان" وتعتمد هذه المجموعة فى تمويلها على تركيا، وشبكات "جهادية" إرهابية عربية.

 وتراجعت الحركة كثيرًا عقب مقتل قيادتها المؤسّسة، وفقدت مواقعها ونفوذها إلى حد كبير عقب مواجهات مسلحة مع ما تسمى هيئة "تحرير الشام" التى طردتها من محافظة إدلب واستولت على مقراتها وأسلحتها، التحقت مجموعة كبيرة منها بهيئة "تحرير الشام"، فيما لاذت البقية بجيب صغير عند مَعبر "باب الهوَى" مع تركيا، وهى المجموعة التى تم تجنيدها للذهاب إلى ليبيا. 

أمّا ما يُسمى لواء المعتصم فهو فصيل سورى يعمل للآن فى شمالى محافظة حلب الشمالية، وتلقى دعمًا خارجيّا وتحالف بعض الوقت مع فيلق الشام و‌فرقة السلطان مراد، الذى تم نقل عدد من عناصره إلى ليبيا. 

بينما تشكل ما تُسمى ألوية أحفاد الرسول مصدر دعم رئيسيّا للمقاتلين السوريين إلى ليبيا بدعم من تركيا وقطر، وهى عبارة عن تجمّع من الكتائب الإرهابية المقاتلة، وهى تعد من أقوى الفصائل فى محافظة إدلب، ورُغم حلها فى أوائل عام 2014؛ فإن العديد من عناصرها يدين بالولاء لتركيا ويستخدمون كجزء من مخططها التوسعى بالمنطقة وتم إرسال بعضهم إلى ليبيا.

أما ما يسمي بالجبهة فيشكل ما بقى منها المصدر الأساسى للمرتزقة السوريين فى ليبيا، والذين يتزايد عددهم بشكل كبير بعد اتفاق رئيس ما يُسمى حكومة الوفاق فى ليبيا فايز السراج وإردوغان، حتى أصبحت أعدادهم بالآلاف إضافة إلى الإرهابيين الذين يتم إعدادهم فى المعسكرات التركية بسوريا لتلقى التدريب وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير من مناطق عفرين وباقى مناطق الشمال السورى التى سيطرت عليه تركيا، تمهيدًا لإرسالهم إلى ليبيا.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق