هشام يحيى
هل تنبأت السينما بكورونا؟!
أجبرتنى أجواء الـ"كورونا" التى نعيش فيها منذ شهور، إلى تغير ذوقى السينمائى والاتجاه إلى سينما الخيال العلمى، التى تنبأت بهذا الفيروس اللعين، تعلقًا ورغبة فى أن أشاهد كيف كان الخروج من هذا النفق المظلم على شاشة السينما. أو بمعنى أدق منح نفسى بعض الأمل فى النجاة، ونحن نعيش عالمًا متخبطا، يبدو على وشك الاختفاء.
فى معظم الأفلام تقريبًا، الأحداث متشابهة مع الظروف التى نعيش فيها الآن، ولعل أبرز تلك الأفلام هو فيلم الدراما الأمريكى «عدوى» «Contagion»، الذى صدر عام 2011، وتنبأ بانتشار فيروس (COVID - 19) المستجد، إذ يجسد الفيلم ما يحدث فى العالم خلال الوقت الراهن بسبب الفيروس. قصة الفيلم مأخوذة عن سيناريو كتبه «سكوت بيرنس»، وتدور أحداثه حول فيروس مجهول وقاتل ينتقل فى الهواء وعبر اللمس بسرعة جنونية، ويقتل المصاب به فى عدة أيام؛ ما يصيب العالم بالرعب، فيما يحاول الأطباء السيطرة على الفزع والخراب الذى يعم الأرض.
ويؤدى دور البطولة فى الفيلم، مات ديمون وجوينيث بالترو، جود لو، كيت وينسليت، ماريون كوتيار، لورنس فيشبورن، وهو من إخراج ستيفين سودير بيرج.
يختلف سيناريو الفيلم عن الواقع؛ حيث إن الفيروس المتعارف عليه خلال الأحداث لا علاج له؛ ما ينتج عنه الفوضى فى البلاد ويجد المواطنون صعوبة فى السيطرة عليها، والتدافع والشجار للحصول على الطعام ، بينما يتشابه فى انتشار الشائعات كما هو الحال الآن، بالإضافة إلى سرعة انتشاره وحضانته التى تتراوح ما بين يومين إلى 14 يومًا.
اتهام الخفافيش
على غرار اتهام السُّلطات الصينية للخفافيش بأنها سبب المرض بعد انتشار «شوربة الخفاش» فى سوق مدينة «ووهان» لبيع المأكولات البحرية؛ لينتشر سريعا إلى 31 منطقة على مستوى المقاطعات الصينية.. يدور فيلم «Contagion»، الذى سلط الضوء على الخفافيش؛ معتبرًا أنها أصل تفشى الفيروس.
أشاد العديد من النقاد بالفيلم، وأكدوا أنه من أفضل الأفلام المثيرة التى تحدثت عن الأمراض والأوبئة، ونصحوا الجمهور بمشاهدتها، وقد زادت شهرته فى الفترة الأخيرة بقوة واحتل المركز الأول ضمن قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة، بحسب شركة «وارنر براذر»، التى صرحت بأنه الأكثر مبيعًا على منصة «iTunes»، إلى جانب ارتفاع معدل البحث عنه على موقع «جوجل» بعد انتشار كورونا، بعد تناول الجمهور والصحف المحلية والعالمية الحديث عنه.
عرض الفيلم لأول مرة فى الدورة الـ86 من مهرجان فينيسيا السينمائى فى سبتمبر عام 2011، ونال إشادة كبيرة حول الفكرة والأداء، كما أثنى العلماء على دقته فى توصيل صورة حقيقية وواضحة حول الفيروس.
وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا فى شباك التذاكر، إذ بلغت ميزانيته 60 مليون دولار، ووصلت نسبة إيراداته إلى 136 مليون دولار حول العالم، بينما سجّل نسبة 85 % على موقع التقييمات الشهير «Rotten Tomatoes»، و6.7/10 على موقع «IMDb».
وكانت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، نشرت تقريرًا أكدت فيه أن المتابعين ربطوا أحداث فيروس "كورونا" بأحداث فيلم «Contagion»، الذى يوثق انتشار مرض مُعدٍ ومميت ينتقل عبر الخفافيش والخنازير ويهدد البشرية.
ورصد رواد «تويتر» بعض التشابهات بين الفيلم ومرض "كورونا"، وتصَدّر هاشتاج «كورونا وContagion»، الأكثر تداولًا (تريند) عبر السوشيال ميديا.
بينما قال آخرون إن فكرته كانت محض صدفة، أو نظرة تنبؤية مدهشة للمستقبل، وأن "كورونا" مرض فيروسى قديم قد تم تطويره من قِبَل العلماء، وتناول الفيلم فكرته، لكن البعض تطرّق للحديث عن الفيروس الموجود فى الفيلم ورفضوا تشبيهه بالفيروس المستجد؛ لاعتقادهم أنه يتشابه كثيرًا مع فيروس «سارس» الذى ظهر عام 2002 فى الصين وكان مصدره الخفافيش.
ويرى الكثيرون أن التشابه بين الفيلم والفيروس الحالى، جاء إيجابيّا لصالح مصابى العالم؛ حيث إن نهاية الفيلم تحمل رسالة أمل لهم؛ وذلك بعد انتهاء الوباء وإيجاد علاج ناجع للمرض أدى إلى الشفاء التام للجميع.
المرض الغامض
تشبه أحداث فيلم (التفشى) الذى تم إنتاجه فى عام 1995 من بطولة رينى روسو، ما يحدث الآن، لكن ليس من الصين، بل من إفريقيا، ولم يكن الفيلم يتناول "كورونا "، بل فيروس "إيبولا"، والقصة تدور حول قرد تم استيراده من دولة الكونغو الديموقراطية إلى أمريكا.
ومن سوء الحظ كان يحمل هذا القرد فيروس "إيبولا" الذى ينتقل للبشر ويقتلهم فى أيام معدودة، ويقوم عالم الفيروسات "سام دانييل - داستن هوفمان" بتشكيل فريق من العلماء وإقامة معمل للبحث عن مصدر الفيروس، وفى الوقت نفسه كان الجيش الأمريكى يقوم بعزل مدن وولايات كبيرة بسبب الانتشار المفاجئ للمرض.
ومن أهم ما قاله ذلك العالم الأمريكى فى الفيلم لمسئولى الحكومة الأمريكية: "لا يمكننا إيقافه"، وفى الأخير يكتشف فريق "دانييل" مصدر المرض، وهو ذلك القرد الذى خبأته طفلة صغيرة فى قرية نائية، وانتشر منها لجميع الولايات، وأثناء القضاء على ذلك المصدر يموت الفريق الطبى بسبب إصابتهم بالفيروس.
يشبه هذا الفيلم فى قصته ما حدث وقت اكتشاف "كورونا"، فى وفاة مستكشف المرض بإصابته بنفس الفيروس .
لكن على أى حال؛ فقد توقع أحد الأفلام ظهور فيروس سيحوّل البشر إلى ما يشبه الزومبى أو الموتى الأحياء، وهذه هى القصة التى تناولها فيلم "I Am Legend"، الذى قام ببطولته ويل سميث، وتدور أحداثه فى جزيرة مانهاتن بنيويورك؛ حيث يقوم أحد علماء الجيش الأمريكى بمحاولة لاكتشاف الفيروس الغريب الذى بات يصيب سكان المدينة ويحولهم لما يشبه آكلى لحوم البشر بعد أن يقتل جسدهم ويدمر الخلايا الدماغية الخاصة بهم.
لكن باءت كل المحاولات بالفشل؛ ليصبح الضابط الأمريكى هو الناجى الوحيد مع كلبه، وخلال سنوات كثيرة يحاول تطوير لقاح لعلاج الحالات المصابة، لكن لا يحدث أى تطور، حتى يجد مجموعة من الناجين أمثاله عن طريق الصدفة. وتتشابه قصة "I Am Legend" فى محتواها مع فيلم "World War Z" الذى كان من بطولة براد بيت، وتدور أحداثه عن فيروس يحوّل البشر إلى موتى سائرين وينتشر فى العالم كله، ويسافر البطل فى الفيلم حول العالم لمعرفة كيف تواجه الدول المرض؛ حيث تقوم بعض الدول بوقف رحلات الطيران وهو ما يحدث بالفعل الآن بحظر الدول رحلات الطيران إليها.
تم اضافة تعليقك بنجاح، سوف يظهر بعد المراجعة