الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الصراع على «الفاكسين»!!

الصراع على «الفاكسين»!!

 بين خوفٍ ورجاء؛ يَحْبسُ العَالمُ أنْفاسَه، جراء تَفشّى وباء «كوفيد 19» عالميًّا، والمعروف بفيروس «كورونا المُستجد»، الذى ينتمى لسلالة «الفيروسات التاجية». 



 

وتتسابق نحو 47 دولة بالعالم لوضع حَدّ لانتشار الوباء الشرس، ويتبارَى العلماء فى دول كثيرة لإنقاذ البشرية، بالبحث عن عقار يداوى المُصابين، ومَصلٍ يقى من المرض . 

 

 

تعتمد تلك الدول على بنية بحثية تحتية، تُمثّل الأساس، الذى تنطلق منه كل الدراسات الجديدة؛ فتمتلك المختبرات قاعدة بيانات واسعة عن عائلة الفيروسات التاجية «كورونا»، كانت ثمرة جهود علماء وباحثين أثناء تفشى أوبئة أخرى، أبرزها «سارس»، فى 2003، و«ميرس»، بعام 2014.

 

وكثّفت العديد من المختبرات حول العالم جهودَها لإيجاد حل سريع لوقف الجائحة؛ خصوصًا أن المؤسّسات الصحية العالمية أكّدت على أن توفير علاج دوائى ووقائى، قد يستغرق عامًا على الأقل، حسبما أكّدت كلٌ من منظمة الصحة العالمية، ووكالة الأدوية الأوروبية.

 

  وبسبب طول تلك الإجراءات، وتكلفتها الكبيرة؛ مع حاجة العلماء إلى إيجاد حل سريع للأزمة؛ لجأت المؤسّسات العلمية حول العالم إلى البحث فى نحو 20 ألف عقار مُعتمَد دوليًّا، وجرى استخدامها قبل ذلك فى علاج أمراض أخرى تتشابه مع المرض الحالى. واستخدم كيميائيون قاعدة بيانات ضخمة لمطابقة أدوية مُعيّنة، وبيان تأثيرها على وقف نمو الفيروس داخل خلايا جسد المُصاب من عدمه.

 

 

 

 بكين بداية

 

الصين التى تُعتبر قاعدة انطلاق الوباء؛ اتخذت خطوات جادة فى رحلة بحثها عن عقار، ومصل للجائحة، مُستفيدة من خبراتها السابقة مع سلسلة فيروسات أخرى، وإمكانياتها المعملية الضخمة والمتقدّمة. 

 

وكشفت وسائل إعلام صينية، فى 17مارس الماضى، عن بدء التجارب السريرية لأول لقاح ضد فيروس «كورونا المستجد»، أطلقت عليه «فافيلافير Favilavir». وأثبت العقار فاعلية كبيرة فى علاج مجموعة واسعة من الفيروسات قبل ذلك، من خلال تثبيطها بشكل انتقائى ومنع تكاثرها.

 

و«فافيلافير»، هو عقار مضاد للفيروسات، اعتمد للاستخدام السريرى باليابان فى عام 2014، لمرضى الإنفلونزا، وتمت التوصية بالعقار لفِرَق العلاج الطبى، وإدراجه فى خطة التشخيص والعلاج لفيروس «كورونا».

 

بدا الوباء شرسًا بعد انتقاله إلى أوروبا؛ فتحركت بعض دولها وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. 

 

صحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية، نشرت تقريرًا زعمت فيه قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بمحاولة استمالة شركة «CureVac» الألمانية لأجل العمل لصالحها، بعد ورود تقارير عن أن الشركة تقترب من تطوير لقاح ضد الفيروس.

 

وفى فرنسا؛ كثّف باحثو مختبر VirPathبمدينة ليون، جهودهم لإيجاد عقار من بين مئات الأدوية المُعتمدة، كعلاج مؤقت للمرض.

 

وطلب المختبر من السُّلطات الفرنسية أن تتيح له إجراء اختبار إكلينيكى على المرضى فى حالات حرجة.

 

وشهدت الشهور الماضية جدلًا علميًّا واسعًا حول ما كشفته شركة «سانوفى» الدوائية الفرنسية، عن فاعلية عقار مضادا للملاريا يُدعى «بلاكنيل» فى معالجة مرضى الفيروس. ووعدت الشركة بإنتاج ملايين الجرعات من هذا الدواء.  

 

ورُغم إشادة الصين بفاعلية هذا العقار لعلاج بعض المرضى؛ فإن المفوضية الأوروبية قالت إن الأدلة على فاعليته لاتزال ضعيفة.

 

ولكنَّ استطلاعًا للرأى شمل6200 طبيب وباحث بـ 30 دولة، رأى أنه العقار الأكثر فاعلية بين الأدوية الأخرى المستخدَمة إلى الآن. وفى إيطاليا، التى وُصفت كـ «بؤرة» لانتشار المرض بأوروبا، تمضى شركتا Takis  و«Evvivax» للأدوية، فى طريق تطوير اللقاح المناسب، ودشنت الشركتان أجندة عمل مُشترك  لاستخدام تقنيات التلقيح الوراثى القادرة على توليد أجسام مضادة للفيروسات.

 

وأعلنت شركة «APEIRON Biologics AG» النمساوية أنها حصلت على موافقات تنظيمية فى النمسا وألمانيا والدنمارك لبدء تجربة سريرية للمرحلة الثانية على عقار «APN01»، الذى يُستخدَم فى علاج أمراض الرئة الحادة، للتأكد من فاعليته فى علاج مرضى «كورونا».

 

وبدأت بريطانيا، مؤخرّا، فى اختبار عقار يُدعى «ريمسيديفير»، وهو مضاد للفيروسات واسع النطاق من إنتاج شركة «جيلياد» للأدوية، على عدد محدود من المرضى فى إنجلترا وأسكتلندا، ويُحتمل أن يساعد العقار فى علاج المصابين بالفيروس، بعد فاعليته السابقة فى علاج أمراض فيروسية مثل سارس، ميرس، إيبولا. 

 

تجارب أمريكية

 

أجرت الولايات المتحدة الأمريكية أولى تجاربها البشرية على متبرعين؛ لاختبار لقاح مُحتمل للفيروس المستجد، فى 17مارس الماضى، بولاية واشنطن، من خلال جرعات من لقاح تجريبى أنتجته شركة «مودرنا»، للتأكد من كونه آمنًا.

 

وانشغلت شركات العقاقير الطبية بأمريكا بمحاولة تخليق لقاحات وعقاقير لعلاج المرض. وأخذت بعضها الموافقة لإجراء التجارب السريرية على عدة مرضى بالفيروس؛ فعكف معهد «كايزر الدائم» للبحوث الصحية بواشنطن على إجراء عشرات التجارب. 

 

ومن أبرز الشركات العاملة فى هذا المجال؛ شركة «جيلياد Gilead» الأمريكية، التى نجحت قبل ذلك فى تخليق عقاقير طبية استخدمت فى علاج الفيروسات القوية مثل «تاميفلو Tamiflu» لعلاج فيروس أنفلونزا الطيور، و«سوفالدى Sovaldi» لعلاج فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى c. وكشفت الشركة عن فاعلية عقار «ريميديسفير Remdesivir» فى علاج مرضى «كورونا».

 

كما أعلن الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» عن موافقة إدارته على استخدام عقار الملاريا «هيدروكسى كلوروكوين»، كحل مؤقت لعلاج المصابين من مواطنيه بالفيروس المُستجد؛ وقال إن النتائج مُبشّرة.

 

ولاتزال التجارب تُجرَى على عقار «Leronlimab»، المستخدم لعلاج نقص المناعة البشرية، وهو من إنتاج شركة «التكنولوجيا الحيوية CytoDyn»، وأثبت فاعلية فى علاج عدد من المرضى المصابين بأمراض شديدة فى مستشفيات مدينة نيويورك، وساعد زوجين فى رفعهما من على أجهزة التنفس الصناعى.

 

اختبارات روسية

 

مع تطور الأزمة؛ أعلنت الحكومة الروسية، عن أن اختبارات للقاح جديد لفيروس «كورونا» ستبدأ، فى يونيو المقبل، داخل مختبر «فيكتور» الحكومى فى مدينة نوفوسيبيرسك، ويأتى ذلك فى إطار خطة عمل جماعية ضمّت نحو 36 مختبرًا فى أنحاء روسيا.

 

وكشفت دراسة أجرتها جامعة «موناش» الأسترالية، عن أن عقار «إيفرمكتين»، الذى يُستخدم كمضاد للطفيليات والديدان، والمعتمد من هيئة الدواء والأغذية الأمريكية FDA؛ يمكنه وقف نمو فيروس «كورونا » داخل الخلايا.

 

وقالت الدراسة إن الاختبارات المعملية أثبتت فاعلية «إيفرمكتين» فى وقف نمو الفيروس فى الخلايا بغضون 48 ساعة. ووجد العلماء أن جرعة واحدة من الدواء، يمكنها أن تزيل بشكل أساسى كل الحمض النووى الفيروسى خلال 48 ساعة.

 

ولجأ علماء من كندا إلى استخدام عقار «كولشيسين»، المضاد للالتهابات، لوقف تدهور حالات مرضى «كورونا»، بسبب مضاعفات الرئة الخطيرة. ويُستخدم هذا العقار بالفعل لعلاج النقرس، والاضطراب الوراثى، وحمى البحر الأبيض المتوسط.

 

وجرى تطوير علاج موجود بالفعل بتعاون مشترك بين علماء كوبا والصين، وهو عقار « Interferon Alpha-2B- إنترفيرون»، واستخدمته كوبا منذ الثمانينيات فى علاج العديد من الأمراض الفيروسية.   

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق