الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سد عالى جديد فى «موطن إيزيس»

سد عالى جديد فى «موطن إيزيس»

  هى واحدة من أهم المدن السياحية فى العالم بما تملك من تاريخ لا تملكه دول كاملة.



 

 كانت أسوان لسنوات طويلة مقصدًا للسياح من جميع أنحاء العالم، باعتبارها مَشتى لما تتمتع به من جو دافئ خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى ما تملكه من آثار فرعونية ومناظر طبيعية. 

 

كانت "بلاد الذهب"، موطنًا للإله إيزيس قديمًا، وكانت تُعرف أيضًا باسم «سونو» فى عصور المصريين القدماء، ومعناها السوق؛ حيث كانت مركزًا تجاريّا للقوافل القادمة من وإلى النوبة، ثم أطلق عليها فى العصر البطلمى اسم «سين» وأسماها النوبيون «يبا سوان".

 

تواصُل التاريخ

 

بدأت أهمية أسوان فى عصر الدولة القديمة؛ حيث كانت تمثل الحدود الجنوبية للبلاد، كما كانت مركز تجمع الجيوش فى عصور الملوك الوسطى لمحاولتهم مد حُكمهم جنوبًا.

 

لذا كانت من الطبيعى أن تحظى باهتمام الدولة المصرية وأن تقيم بها عددًا من المشروعات القومية التى تُعد قاطرة التنمية  من أجل زيادة معدلات النمو والناتج القومى، منها إنشاء المشروع القومى لتوليد الطاقة الشمسية فى قرية بنبان، وإنشاء 3 كبارى علوية على النيل، هى كوبرى الخزان وكوبرى دراو وكوبرى كلابشة، و3 مستشفيات و18 وحدة صحية، ومقر لجامعة أسوان الجديدة، وبناء نحو 70 مركزًا للشباب، و60 مدرسة جديدة، وإجراء صيانة وإحلال لنحو 300 مدرسة. 

 

ويُعد أحد أهم وأكبر المشروعات القومية التى تقام فى أسوان محطة بنبان لتوليد الطاقة الشمسية، ليس باعتبارها أحد روافد الطاقة النظيفة فحسب بل لأنها تُعتبر من أكبر محطات الطاقة الشمسية فى العالم، وأول وأكبر محطة توليد كهرباء فى مصر وإفريقيا، التى تعمل بتقنية المكثفات المبردة بالهواء؛ حيث من المتوقع الحصول على 20% من الطاقة المنتجة من المصادر المتجددة بحلول عام 2022 و42% بحلول عام 2035، فـ"بنبان" التى تبعد نحو 35 كيلو مترًا عن مدينة أسوان من أكثر المناطق التى تستطع بها الشمس، وذلك طبقًا لوكالة ناسا للفضاء، لذا وقع عليها الاختيار لتكون مقرّا للمحطة.  

 

  ويضم هذا المشروع 200000 من الألواح الشمسية، التى تسمح للوحات التحرك نحو تجاه الشمس على مدار اليوم. 

 

ويُعد نواة جديدة لتوليد الطاقة؛ حيث يبدأ الإنتاج بـ1465 ميجا وات تدخل إلى الشبكة القومية للكهرباء للاستفادة منها، وهى بمثابة  أكثر من نصف إنتاج السد العالى للكهرباء، وبالتالى أصبح فى المدينة "سد عالى" جديد.

 

ومن المتوقع أن يتيح هذا المشروع تصدير الطاقة خارجيّا، سواء للقارة الإفريقية أو لعدد من الدول العربية؛ حيث تم التشغيل الفعلى لـ 21 محطة شمسية تنتج حاليًا ألف ميجا وات على الشبكة القومية الموحدة من إجمالى 32 محطة مستهدف تشغيلها خلال العام الحالى لإنتاج 1465 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالى 42 محطة ستنتج 2050 ميجا وات.

 

معدلات التنمية

 

من المشروعات الكبرى أيضًا التى تقام على أرض أسوان الطيبة مصنع كيما الجديد، وهو المصنع الذى ينتظره الكثيرون من أبناء محافظة أسوان، بعد أن أجهدهم المصنع القديم ونظام تشغيله الملوث للبيئة والضار بصحة المواطنين.

 

ويُعد مشروع "مجمع كيما2" الذى تصل استثمارته إلى 11,6 مليار جنيه إضافة قوية للمشروعات القومية التى تساهم فى زيادت معدلات التنمية، فمن المقرر أن يبدأ التشغيل التجريبى له لإنتاج 1200 طن من الأمونيا يوميّا، بجانب إنتاج 1575 طنّا من سماد اليوريا يوميّا بإجمالى 570 ألف طن سنويّا .

 

 كما تم التأكيد على تجهيز المصنع الجديد وفق أحدث نُظم السلامة والتزام المعايير البيئية؛ حيث إنه لن ينتج عنه أى انبعاثات، وسيتم استخدام ثانى أكسيد الكربون الناتج من إنتاج الأمونيا كمادة أولية لصناعة سماد اليوريا، كما تم تدريب وتأهيل العمالة التى ستعمل به على أعلى مستوى.

 

 

 

وكانت للمشروعات الزراعية نصيب من المشروعات التى يتم تنفيذها بمحافظة أسوان، منها مشروع مزارع الوادى، الذى يُعد أكبر مشروع لمزارع إنتاج جدود الدواجن بمنطقة توشكى؛ حيث إن إجمالى استثمارات المشروع 200 مليون جنيه لإنشاء 5 مواقع تم تنفيذ 3 مواقع منها بطاقة 5.2 مليون كتكوت جدود، ومن المتوقع أن تصل الطاقة القصوى إلى 5.4 مليون كتكوت جدود، كما سيدخل المشروع فيما بعد لمرحلة إنتاج الأمهات فى 17 موقع بإجمالى 120 مليون كتكوت تسمين باستثمارات مليار جنيه، ويستهدف هذا المشروع  توفير 1260 فرصة عمل للشباب الأسوانى.

 

كل هذه المشروعات لم يكن ليكتب لها النجاح إلّا فى وجود شبكة طرُق ومحاور جديدة وقوية.

 

فمن المقرر أن تنفذ عددًا منها  مثل محور كوبرى كلابشة فوق النيل، الذى يربط شرق النيل بغربه عن طريق ربط الطريق الغربى الصحراوى بالطريق الزراعى الشرقى.

 

وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع مليار جنيه، ويصل طول الكوبرى إلى 23 كم، ويبلغ عرض الكوبرى 24.2 مترًا اتجاهين "2 حارة مرورية لكل اتجاه"، ويضم المشروع 10 كبارى و5 أنفاق، وتساهم المحاور فى حل التقاطعات مع الطرُق الفرعية والترع والمصارف.

 

ويهدف إنشاء الكوبرى إلى تخفيف الاختناقات المرورية بمختلف مراكز ومدن المحافظة، كما يساهم المشروع فى خَلق مجتمعات عمرانية جديدة غرب وشرق النيل، كما يساهم فى دعم الحركة السياحية المتنقلة بين مدن أسوان وكوم أمبو وإدفو.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق