السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قطاوى»..الوطن قبل الديانة

كان يوسف قطاوى باشا وزيرًا للمالية فى حكومة أحمد زيور باشا، وكانت الدعوة لإنشاء الدولة العبرية وطنًا لليهود تجرى على قدمٍ وساق.



 

ولسببٍ ما تصور صاحب الدعوة تيودور هيرتزل، بأنه بمجرد مقابلة وعرض الفكرة على قطاوى باشا، ذلك اليهودى الذى وصل لأعلى المناصب فى مصر، صاحب التجارة والمال والثروة والنفوذ فإنه سيرحب بها، بل سيكون واحدًا من داعميها.

 لكن كانت الصفعة التى تلقاها هيرتزل شديدة، حين ذهب لزيارة الباشا فى قصره، فلم يخرج لاستقباله، ولا أرسل أيّا من عائلته أو ذوى الشأن من موظفيه، بل أرسل أحد عمال القصر؛ ليكون فى استقبال المؤسّس الحقيقى لإسرائيل، وليبلغه بأن الباشا مشغول ولن يستطيع مقابلته.

 

 هذا الرجل هو قطاوى باشا وزير المالية، وكانت زوجته وصيفةً للملكة، رجل ينتمى لعائلة مصرية يهودية الديانة، تنتمى لقرية قطا القريبة من القاهرة وتقع فى شمالها. 

 

بدأ دور هذه العائلة مع نزوح أليشع حيدر قطاوى إلى القاهرة فى أواخر القرن الثامن عشر؛ حيث حصل ابنه يعقوب (1801 ـ 1883) على امتيازات من الحكومة للقيام بأنشطة تجارية ومالية.

 

وكان أول يهودى مصرى يُمنح لقب «بك»، وقد حصل هو نفسه على لقب بارون من الإمبراطورية النمساوية المجرية التى حملت العائلة جنسيتها أيضًا.

 

 

 

 

 

وقد "أوكلت إليـه نظـارة الخزانة فى فترة حُكم الخديو عباس الأول 1849 - 1854، واحتفظ بهذا المنصب خلال حُكم الوالى سعيد والخديو إسماعيل، وتولى فى أواخر أيامه رئاسة الجماعة اليهودية فى القاهرة التى كانت تُسمَّى الطائفة الإسرائيلية.

 

شراكات اقتصادية

 

وبعد وفاته، خلفه ابنه موسى قطاوى (1850 ـ 1924) فى رئاسة الطـائفة، واختـير عــضوًا فى البرلمان المصرى، كما مُنح لقب الباشوية.

 

وكان موسى قطاوى من كبار رجال المال والبنوك، وتولى إدارة عدد من الشركات وساهم فى تمويل مشاريع السكك الحديدية فى صعيد مصر و شرق الدلتا ومشاريع النقل العام فى القاهرة بالتعاون مع عائلات سوارس ورولو ومنسى.

 

وبموسى، انتقلت رئاسة الطائفة إلى يوسف أصلان قطاوى (1861 ـ 1942) الذى درس الهندسة فى باريس وعمل عند عودته موظفًا فى وزارة الأشغال العامة.

 

ثم سافر إلى إيطاليا لدراسة أصول صناعة السكر وعاد إلى مصر ليؤسّس مصنعًا للسكر، واختير عضوًا فى العديد من المجالس الاستشارية للمؤسّسات الصناعية والمالية واشترك عام 1920 بالتعاون مع طلعت حرب ويوسف شيكوريل فى تأسيس بنك مصر.

 

وفى عام 1915 كان يوسف قطاوى عضوًا فى الوفـد المصرى السـاعى إلى التفـاوض مع بريطانيا لنـَيل الاستقلال لمصر، كما اختير عام 1922 عضوًا فى اللجنة التى أُسندت إليها مهمة وضع دستور مصرى جديد فى أعقاب الثورة المصرية (1919) والتصريح البريطانى بمنح مصر استقلالها الشكلى (1923). 

 

عمل يوسف أصلان قطاوى وزيرًا للمالية عام 1924 ثم وزيرًا للمواصلات عام 1925، وانتُخـب عام 1923 عضـوًا فى مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، كما كان عضوًا فى مجلس الشيوخ فى الفترة من 1927 حتى 1936. 

 

ووفقًا للمعلومات التاريخية "فبَعد وفاة يوسف أصلان، انتُخب ابنه أصلان ليشغل مقعد أبيه فى مجلس الشيوخ عام 1938، كما عمل سكرتيرًا عامّا لمصلحة الأملاك الأميرية التابعة لوزارة المالية ومندوبًا عن الحكومة المصرية فى شركة قناة السويس ومندوبًا للحكومة فى البنك الأهلى المصرى. أمّا ابنه الثانى رينيه، فقد اختير عام 1943 رئيسًا للجماعة اليهودية فى القاهرة، وكان عضوًا فى البرلمان كما كان يدير عدة مشروعات اقتصادية.

 

اهتمامات

 

لعائلة قطاوى دورٌ فى تشييد مَعبد اليهود فى شارع عدلى عام 1899، وكذلك فى تأسيس بورصة القاهرة عام 1903؛ حيث قامت اللجنة الخاصة برئاسة موريس قطاوى بك باختيار المبنى القديم للبنك العثمانى كمقر مؤقت للشركة المصرية للأعمال المصرفية والبورصة، كما ساهمت عائلة قطاوى فى تمويل السكك الحديدية فى مصر، وقد اهتمت أيضًا بصناعات مهمة وساهمت فى احتكار اليهود لها مثل صناعة السكر ومضارب الأرز، كما أسّست شركة الملح والصودا عام  1906.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق