السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إقطاعيون.. ونبلاء!

 لم تكن العائلة فى المجتمع المصرى مجرد سَند لأفرادها والمنتمين إليها، بل تجاوزت ذلك لتصبح رمزًا للقوة والجاه والنفوذ، والقدرة على التأثير فى المجتمع سياسيّا واقتصاديّا.



 

 ربما كانت الثروة جزءًا من سُلطة العائلة فى مصر على امتداد العصور، غير أن قراءة متأنية لحكايات أشهَر العائلات فى تاريخ مصر خلال آخر 200 عام، تبدو كاشفة عن كثير من التفاصيل المثيرة للدهشة.

 

 

من العائلات التى شهدت توسعـًا فى حيازة الأراضى خلال القرن التاسع عشر، عائلة البدراوى عاشور، وعائلة على حسن شعراوى.

 

فأمّا عائلة البدراوى عاشور فيمكن اقتفاء أثرها رجوعـًا إلى الشيخ البدراوى عاشور عمدة بهوت فى عام 1869، وأمّا عائلة شعراوى فيمكن الرجوع بها إلى حسن شعراوى، عمدة المطاهرة محافظة المنيا فى عام 1866. 

 

ويشير د.لويس عوض  إلى أسماء عدد من العائلات التى تضخمت مِلكيات أفرادها فى هذا العهد، ومنهم محمد الشواربى، الذى كان يملك فى نهاية القرن التاسع عشر 4 آلاف فدان، ومحمد سلطان باشا: 13 ألف فدان، وكان سلطان باشا حاكمـًا لقلوصنا- المنيا فى عهد سعيد، ويتعين الإشارة إلى عائلات الوكيل والشريعى والشريف، التى كان مؤسّسوها عُمدًا لقراهم فى القرن التاسع عشر.

 

وهناك عائلة أباظة، التى كانت تمتلك ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف فدان، وامتلك السيد باشا أباظة 6 آلاف فدان موزعة على 15 قرية، مقابل 2000 فدان كان يمتلكها أخوه سليمان أباظة باشا فى الشرقية، و500 فدان كانت مِلكـًا لبغدادى أباظة شقيق حسن أباظة، فى حين جمع ابن عمه حسين عبدالرحمن أباظة 2000 فدان.

 

مصادر المِلكية

 

كانت الأبعاديات والعهد من أهم مصادر المِلكية لمِثل هذه العائلات، فقد استطاع المتعهدون تكوين مِلكيات خاصة بهم عن طريق الحصول من الحكام على قرارات بتحويل أطيان عهدهم إلى رزقة بلا مال، أو استغلال ريعها فى شراء مساحات واسعة من الأراضى الزراعية، وإن ألغى نظام العهد عام 1866.

 

نذكر هنا عائلتَى المصرى السعدى والباسل، اللتين امتلكت كلُّ منهما ما بين ألف فدان وخمسة آلاف فدان، ويمكن تتبعهما رجوعـًا إلى القرن التاسع عشر، عندما اكتسب رؤساء القبائل ممتلكاتهم من خلال الإنعام عليهم بالأبعاديات وأطيان العرب.

 

 ومن الأسَر البارزة أيضًا أسرة أبو ستيت، التى ارتفع شأن رئيسها فى عهد الخديو إسماعيل ليصبح الحاكم الإقليمى لجرجا وقنا، والذى ترك عند وفاته نحو 7 آلاف فدان.

 

نشير هنا إلى أن أول من أحرز لقب باشا بين المصريين هو السيد أباظة، الذى عُيِّن وكيلًا للداخلية، ثم مفتشـًا لعموم الأقاليم.

 

وكان سلطان باشا هو ثانى من أحرز هذا اللقب فى عهد الوالى سعيد باشا، والسيد أباظة باشا (المتوفى عام (1876) هو نجل الشيخ حسن أباظة، أحد كبار أعيان الشرقية؛ إذ كان يمتلك 40 ألف فدان، وذلك فى زمن محمد على، وقد ذهب الكثير من ثروته العقارية فى الكرم وأعمال الخير، حتى إنه لم يترك لولدَيْه السيد أباظة وسليمان أباظة إلا أقل من نصف ما كان يملك.

 

الطبقة الوسطى

 

أمّا الأفندية المصريون فلم يكونوا على مستوى اقتصادى واجتماعى واحد. فقد انتمى بعضهم إلى طبقة الأعيان- التى تحوى بداخلها كبار المُلاك والتجار وعُمد ومشايخ القرى- فى حين انتمى البعض الآخر إلى الطبقة الوسطى بمختلف شرائحها من موظفى الحكومة وأصحاب المهن الحُرة وصغار المُلاك والتجار.

 

وعلى سبيل المثال، فقد كان أستاذ الجيل أحمد لطفى باشا السيد (1872 - 1963) والده السيد باشا أبو على عمدة قرية برقين- من أعمال مركز السنبلاوين- وكان يمتلك مئات الأفدنة. 

 

أمّا المفكر والسياسى د.محمد حسين هيكل (1888 - 1956) فقد كان والده عمدة قرية كفر غنام- إحدى قرى السنبلاوين- وكذلك كان جده لأبيه، وقد أرسله والده على نفقته الخاصة لنَيْل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون فى فرنسا حتى نالها عام 1912.

 

ومن أبناء تلك الطبقة أحمد فتحى زغلول (1863 - 1914)، الشقيق الأصغر للزعيم الوفدى سعد زغلول.

 

وفتحى زغلول هو أصغر أبناء إبراهيم زغلول من أعيان قرية إبيانة بمديرية الغربية (سابقـًا، كفر الشيخ حاليـًا)، وقد وفّر له انتماؤه إلى إحدى عائلات الأعيان المصرية استقرارًا ماديـّا ساعده على دراسة القانون فى أوروبا.

 

كما عُيِنَ فى القضاء وتدرّج فى مناصبه حتى أصبح رئيسـًا لمحكمة مصر. واستثمر فتحى زغلول الفائض لديه فى شراء الأراضى حتى بلغت ممتلكاته عام 1902 نحو 312 فدانـًا.

 

ومن الأفندية الذين انتموا إلى الطبقة الوسطى، محمد على علوبة "باشا" (1875 - 1956). وهو عالم بالحقوق، من رجال السياسة المصرية. وُلد فى أسيوط وتخرّج فى مدرسة الألسُن بالقاهرة (1899)، واحترف المحاماة. كان والد محمد على علوبة ممن شغلوا وظائف حكومية مختلفة، حتى صار رئيسـًا لكتاب مديرية المنيا، ثم رئيسـًا لكتاب مجلس استئناف وجه قبلى، إلى أن ترك خدمة الحكومة وعمل فى الأعمال الحُرة ليصبح من أعيان بندر أسيوط، ومن أعضاء مجالسها المحلية والحسبية وأنعم عليه بالرتبة الثالثة.

 

 توفى الأب عام 1907 وهو مَدين، تاركـًا محمد على علوبة غارقـًا فى الدَّيْن، فبادر إلى تسديد تلك الديون مما باعه من أملاك والده. كان ذلك قبل أن يصبح الابن أحد مؤسّسى حزب الأحرار الدستوريين، ويُعيَن وزيرًا للأوقاف المصرية، ثم وزيرًا للمعارف، فالأشغال، وكان أول من عُين سفيرًا لمصر فى باكستان بعد انفصالها عن الهند عام 1947.

 

مثال آخر هو مكرم عبيد (1889 - 1961) الذى شغل منصب سكرتير حزب الوفد، فكان والده يمتلك 30 فدانـًا فقط، ثم تحوّل إلى مجال المقاولات فجمع ثروة كبيرة وامتلك 900 فدان من أراضى الدائرة السّنية، فأرسل مكرم إلى لندن وباريس على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه.

 

وهناك عددٌ كبير من الأفندية ممن انتموا إلى الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، مثل الزعيم الوطنى مصطفى كامل (1874 - 1908) الذى وُلِدَ ونشأ فى حى الصليبة بقسم الخليفة فى القاهرة، وكان والده على أفندى محمد ضابطـًا ومهندسـًا. وتضم القائمة أيضـًا الزعيم الوفدى مصطفى النحاس (1879 - 1965) وكان ابن تاجر أخشاب متوسط الثراء فى سمنود بالغربية.

 

 أمّا الاقتصادى المعروف طلعت حرب (1867 - 1941) فقد كان ابنـًا لعائلة من الريف لا تمتلك إلا مساحة محدودة من الأرض، وآلت إليه مِلكية فدان واحد فى قريته ميت أبو على بمحافظة الشرقية، مما اضطره إلى الهجرة إلى القاهرة والعمل بمصلحة السكة الحديد، قبل أن تتغير أحواله ويصبح مؤسّس بنك مصر، وعضو مجلس إدارة البنك العقارى المصرى، ومطبعة مصر. وبسبب بعض الديون تم بيع جزء من الأرض التى كان يملكها للوفاء بها.

 

ثلاث عائلات

 

حين نقرأ ملف توزيع المِلكيات الزراعية الكبيرة خلال الفترة بين عامَى 1914 و1952، سنجد أن عددًا من كان يمتلك أكثر من 10 آلاف فدان من كبار الملاك المصريين بلغ ثلاث عائلات، هى: البدراوى عاشور فى الغربية وكفر الشيخ، وسراج الدين شاهين فى كفر الشيخ والغربية والشرقية، وعمرو فى أسيوط والمنيا وسوهاج والغربية والمنوفية والشرقية. 

 

وبلغ عدد من امتلك من 5 آلاف فدان إلى 10 آلاف فدان 12 عائلة، أبرزها: أباظة فى الشرقية وكفر الشيخ، وعلى شعراوى فى المنيا وأسيوط والجيزة، وشريف صبرى فى القليوبية والغربية والشرقية والمنوفية، وصيدناوى فى الشرقية والبحيرة والفيوم، ونوار فى البحيرة، والمغازى عبدربه فى البحيرة، وأحمد عبود فى قنا.

 

وبلغ عدد من امتلك من ألف فدان إلى 5 آلاف فدان 134 عائلة تقريبـًا، بينها عائلات: يوسف الشرنوبى فى كفر الشيخ، والشريعى فى المنيا والدقهلية، وأبو الفتوح فى البحيرة والغربية، وأبو حسين فى المنوفية والغربية، وأبو رحاب فى سوهاج وقنا، والسيد أبو على فى الدقهلية والمنوفية والشرقية، والباسل فى الفيوم وكفر الشيخ، والمصرى السعدى فى المنيا والفيوم وبنى سويف، والحفنى الطرزى فى أسيوط وأسوان والغربية، وشاكر خياط فى أسيوط والفيوم والجيزة والبحيرة، وخشبة فى أسيوط، وإدريس راغب فى سوهاج وأسيوط والبحيرة والدقهلية والمنيا، ودوس فى المنيا وأسيوط والدقهلية، وداوود راتب فى سوهاج والشرقية والمنوفية والغربية، ورمضان الطوبجى فى الدقهلية والبحيرة والغربية والشرقية، والعبد فى الغربية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ، وسليمان الوكيل فى البحيرة، وبلبع فى البحيرة والشرقية، وتيمور فى المنيا والغربية والشرقية والمنوفية وبنى سويف، ومظلوم فى البحيرة والدقهلية، ويكن فى الدقهلية وكفر الشيخ والقليوبية، ونامق فى بنى سويف، وسرسق فى أسيوط والمنيا والدقهلية والقليوبية، وسلطان فى المنيا وكفر الشيخ، وعبدالرازق فى المنيا والمنوفية والقليوبية، وأشراف مكة فى المنيا والقليوبية والشرقية وبنى سويف، وبطرس غالى فى المنيا وبنى سويف والجيزة والقليوبية، وعلوبة فى البحيرة وكفر الشيخ والشرقية، ونايف عماد فى كفر الشيخ.

 

ومن أثرياء مطلع القرن العشرين، فخرى بك عبدالنور الذى استغل موقع مدينة جرجا التجارى فنمّى ثروته، وعمر سلطان الذى ورث عن أبيه محمد سلطان باشا مساحات شاسعة من الأراضى والأموال.

 

إلى جانب إدريس بك راغب الذى تخلى له الخديو محمد توفيق باشا عن رئاسة المحفل الأكبر الوطنى المصرى (الماسونى) فى جلسة عُقِدَت فى يناير عام 1891.

 

وبالمناسبة، فإن إدريس بك راغب شارك فى الجلسة التأسيسية للنادى الأهلى المصرى فى 24إبريل 1907 وكان عضو أول مجلس إدارة للنادى.

 

العائلة المالكة

 

من أثرياء العائلة المالكة، تردد اسم الأمير عزيز حسن حفيد الخديو إسماعيل، صاحب إحدى أولى السيارات التى جلبت إلى مصر وكانت من نوع "دو ديون- بوتون" الفرنسية.

 

 وفى عام 1904 قاد الأمير عزيز سيارته برفقة صديقيْن له فى رحلة طولها 210 كيلومترات بين القاهرة والإسكندرية، قطعتها السيارة فى وقت يربو قليلًا على الساعات العشر رُغم مئات المصاعب التى لقيها السائق بسبب انعدام الطرُق المُعبدة والجسور.

 

وكان للرحلة كلفة إضافية تكبدها الأمير، هى تعويضات دفعها للفلاحين بسبب الأضرار التى لحقت بزراعتهم ومواشيهم.

 

وبدا طبيعيـّا، أن يصبح الأمير عزيز حسن أول رئيس للنادى المصرى للسيارات، الذى تأسّس تحت رعاية الخديو عباس حلمى، وكان مقره المبنى رقم 25 بشارع المدابغ (لاحقـًا شارع شريف فى القاهرة)، وبرسم اشتراك سنوى يبلغ خمسة جنيهات مصرية، ورسم دخول قدره ستة جنيهات.

 

وتحت عنوان "نوادر عن شباننا الأغنياء"، نشرت مجلة "المصور" موضوعـًا قالت فيه إن أبرز هؤلاء الشبان هو على كامل فهمى، الذى ذاع صيته فى عشرينيات القرن العشرين كشاب كريم ومسرف. وعلى كامل فهمى هو نجل الفريق على باشا كامل، أحد ضباط الخديوى العاملين فى القصر.

 

ترك الأب ثروة طائلة من الأراضى والعقارات، كثيرٌ منها فى مدينة الإسكندرية، وتحديدًا فى مناطق سيدى بشر وميامى والعصافرة. وظلت تلك الأملاك لفترة طويلة تحاط بأسوار يُكتبُ عليها أنها مِلك ورثة على باشا كامل.

 

كان لدى الوجيه الشاب ثلاث أخوات، إحداهن عائشة فهمى ومن أزواجها الفنان يوسف وهبى، وكان آخر أزواجها المنولوجست محمود شكوكو.

 

 من أقارب على فهمى أيضـًا عائلة حسين بك عاصم، وكان جدهم يعمل لدى القصر، وبرز اسم ذريته فى عهد النظام المَلكى الأخير فى مصر، ومنهم زوزو عاصم وشوشو عاصم والضابط إسماعيل عاصم، وكانوا أيامها من نجوم المجتمع الراقى.

 

باختصار، كان على فهمى وارثــًا يتسم بالرعونة، وهى رعونة لم تتوقف عند حد التبذير، وإنما امتدت لاختياره لزوجته الفرنسية مارى- مارجريت التى تسببت فى إنهاء حياته.

 

 ففى الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الموافق 10يوليو عام 1923، روِعَ المجتمع المصرى بخبر مصرع المليونير على كامل فهمى بك على يد زوجته الفرنسية مارى- مارجريت لوران بعد شهور من زواجهما.

 

قائمة الأغنياء

 

لعل أول قائمة مُرتبة للأغنياء المصريين هى ما ظهرت عام 1920 فى العام نفسه الذى شهد تأسيس بنك مصر، وبعد عام من ثورة 1919.

 

وكان ترتيب القائمة كالتالى: الأمير عمر طوسون، الأمير أحمد سيف الدين، الأمير يوسف كمال، الشواربى باشا، البدراوى باشا، على شعراوى باشا، على فهمى المهندس، ميشال سرسق، حبيب باشا سكاكينى، ميرزا، محمود سليمان باشا، ومحمود خليل باشا. 

 

وأدهش الأمير عمر طوسون عصره، بثرائه الشديدة تارة، وتبرعاته السخية تارة ثانية، ومؤلفاته الغزيرة تارة أخرى.

 

وطوسون الذى كان جده الأكبر هو محمد على باشا، ولِدَ وتُوفى فى مدينة الإسكندرية، حُبّه الأكبر. بعد عودة الابن الثانى للأمير طوسون بن محمد سعيد بن محمد على من رحلته التعليمية فى أوروبا، تفرّغ لإدارة أملاكه، وكان قد ورث ثروة طائلة عن أبيه، فأجاد إدارة أملاكه، وشغل نفسه بتحسين غلة أرضه وتجويد صنف محاصيلها.

 

 

 

 

واحتل الأمير أحمد سيف الدين المرتبة الثانية فى قائمة أغنى أغنياء مصر عام 1920 هو حفيد إبراهيم باشا نجل محمد على باشا، وكان بطل حادثة إطلاق النار على الأمير أحمد فؤاد- ملك مصر لاحقـًا- فى 7مايو عام 1898 فى الكلوب الخديوى فى شارع المناخ.

 

أمّا الأمير يوسف كمال الذى حل ثالثـًا فى قائمة أغنياء مصر عام 1920، فقد كان واحدًا من أبناء الأسرة المالكة فى مصر، وممن يمتلكون ثروة كبيرة، ويحبون العمل الاجتماعى.

 

الطريف أنه كان أول أمير من العائلة المالكة يتنازل عن لقب الإمارة، احتجاجـًا على الوضع السياسى فى ظل حكومة محمد محمود باشا.

 

أمّا عائلة الشواربى فمؤسّسها هو الأمير الشواربى، وهو قرشى، من قبيلة جرهم، وهى إحدى القبائل التى نزحت من نجد فى شبه الجزيرة العربية ثم استوطنت الحجاز. تضم عائلة الشواربى أسماء مختلفة فى عالم الثراء.

 

أول هؤلاء هو محمد باشا الشواربى، وهو محمد سالم بن منصور بن محمد بن إبراهيم.

 

وُلد محمد الشواربى عام 1841، وكانت له أراضٍ خصبة. تولى منصب العمدة قبل تعيينه عضوًا فى مجلس النواب المصرى عام 1882، ثم أصبح عضوًا فى مجلس الشورى ثم وكيلًا للمجلس.

 

 ومن أعماله الخيرية إنشاء مستشفى قليوب الشهير، كما أقام مسجدًا فخمـًا فى محطة قليوب، وأوقف وقفـًا خيريّا للحرم النبوى، وأوقف أوقافـًا خيرية لتكية أنشأها فى قليوب، وخصص مرتبات للأضرحة والعائلات الفقيرة.

 

وممن حملوا لقب هذه العائلة حامد باشا الشواربى المولود فى 1889 فى قليوب، والحاصل على إجازة الليسانس من لندن، حيث كان فى مدرسة "اللوردات العليا" بإنجلترا.

 

ونال حامد الشواربى حظوة لدَى محمد باشا الشواربى كبير العائلة، الذى أوصى له بنظارة أوقافه الشاسعة ليتولى إدارة شئونها بنفسه.

 

كما أشرف على توزيع مرتبات أوصَى بها محمد باشا الشواربى لفقراء العائلة، وتولى الوصاية على تربية عبدالحميد باشا الشواربى نجل كبير العائلة المولود فى يونيو 1906.

 

كان عبدالحميد الشواربى من أشهر مليونيرات عصره، وهو الذى أفردت له إحدى المجلات فى نهاية عام 1926 نصف مساحة الصفحة الأولى مع صورة كبيرة، تحت عنوان "أول مصرى وصل إلى بلاده على طيارة".

 

 

 

 

فقد عاد عبدالحميد الشواربى من أوروبا على أول طائرة "افتتحت الخط الجوى بين إنجلترا ومصر والهند". 

 

وفى مطلع ثلاثينيات القرن العشرين كانت "تقدر ثروته بمليونَى جنيه، وقد أقيم عمّه وصيّا عليه فى وقت بحجة أنه كثير الإسراف والتبذير.

 

وبحلول سبتمبر من عام 1951، كانت عائلة «البدراوى باشا عاشور»، تملك أكثر من ‏36‏ ألف فدان موزعة على‏ مراكز المديرية مثل: نبروه وشربين وبلقاس،‏ إلى جانب قرية بهوت.

 

وعائلة البدراوى باشا ذات ميول وفدية واضحة. وكان محمد باشا البدراوى عاشور عميد تلك العائلة المعروفة فى محافظة الغربية، وكان عضو مجلس إدارة خمس شركات صناعية إضافة إلى أملاكه من الأراضى الزراعية، وظل من أغنى أغنياء القُطر، إلى أن وافاه الأجل فى أغسطس 1932، وشيعت جنازته المهيبة من عزبته بناحية درين مركز طلخا. وامتلك محمد باشا البدراوى عاشور مع شقيقه السيد باشا البدراوى 240 ألف فدان. وبوفاة شقيقه، أصبح السيد باشا البدراوى من كبار أغنياء مصر.

 

أمّا على شعراوى، فقد ظل طاهرًا فى سلوكه محافظـًا على التقاليد مستقيم السلوك من بدء حياته إلى ختامها، فضلًا عن كونه من خيرة الوطنيين.

 

ووالده هو حسن أفندى شعراوى عمدة المطاهرة بمركز المنيا كما كان نائبـًا عن المنيا فى الانتخابات الأولى لمجلس شورى النواب فى 25نوفمبر 1866. أمّا على شعراوى (الابن) فنجده فى برلمان "توفيق - عرابى" فى نوفمبر 1881.

 

وعلى شعراوى باشا هو أحد الثلاثة الكبار- إلى جانب سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى- الذين قابلوا المعتمد البريطانى فى مصر السير ريجنالد ونغيت فى 13 نوفمبر 1919 لعرض مطالب البلاد. 

 

أمّا محمود سليمان باشا، فقد كان أحد كبار أثرياء الصعيد، وهو ينتمى إلى مدينة ساحل سليم بمركز أبو تيج فى بمحافظة أسيوط. شغل منصب وكيل مجلس شورى القوانين كما اختير رئيسـًا حزب الأمة لدى إنشائه عام 1907. 

 

ومن أبنائه محمد محمود باشا زعيم الأحرار الدستوريين الذى تولى رئاسة أربع حكومات فى مصر. نَسَب ومُصاهرة

 

ويلاحظ توطيد علاقات النَّسَب والمُصاهرة بين عدد كبير من عناصر الرأسمالية المصرية فى النصف الأول من القرن العشرين؛ إذ نجد على سبيل المثال علاقات مصاهرة ونَسَب بين العائلات.

 

ويشير الباحث الأمريكى روبرت سبرنجبرج إلى أن رجال الصفوة السياسية فى بداية حُكم جمال عبدالناصر يعرفون بروابط المصاهرة بين عائلتَى مرعى ومحيى الدين؛ إذ كان "إبراهيم ابن فاطمة وهى كبرى بنات حسنين مرعى متزوجةً من ابنة عمر زكريا محيى الدين، وتزوج جمال شقيق إبراهيم مرعى من سامية محيى الدين شقيقة زكريا، وتزوجت مها شقيقة إبراهيم وجمال مرعى من سيد محيى الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعى".

 

 

 

 

مع بدء الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس أنور السادات، نفضت مجموعة كبيرة من عناصر الرأسمالية التقليدية عن نفسها غبار الانزواء فى الخمسينيات والستينيات، وعادت بقوة إلى الحياة الاقتصادية المصرية. عاد كبار الرأسماليين إذن، أو سلّموا الراية لأبنائهم، كى يستعيدوا اليد الطولى فى اقتصاد مصر.

 

 

 

ومن أهم هذه العناصر التى قادت معركة تأسيس الشركات وحروب اقتناص التوكيلات: عبداللطيف أبو رجيلة، محمد حسن العبد، عبدالمحسن شتا، سليم نخلة، أيوب عدلى أيوب، نعمة الله بولس. وشهدت تلك الفترة أيضًا علاقات مصاهرة ونَسَب بين كبار العائلات التى امتلكت السُّلطة والنفوذ، مثل: عثمان أحمد عثمان وسيد مرعى وأنور السادات؛ ومصطفى كامل السعيد وعائلة شلبى؛ وأحمد يوسف الجندى وعائلة لهيطة؛ وحسن عباس زكى وعائلة حسبو؛ وعثمان أحمد عثمان وعبدالمنعم الصاوى وحسب الله ومدكور؛ وعبدالمقصود عرفة والقواسى وعجرمة.

 

وشارك عثمان أحمد عثمان و"المقاولون العرب" فى بناء مدن جديدة، مثل مدينة العاشر من رمضان،‏ ومدينة السادات،‏ ومدينة الملك خالد،‏ ومدينة العبور،‏ ومدينة ‏15‏مايو.‏ 

 

 

ووضعت مجلة "فورتشن" الأمريكية عثمان أحمد عثمان فى الترتيب رقم (65 مكررًا) ضمن قائمة عام 1988 لأغنى أغنياء العالم، بثروة قدرها 1.5 مليار دولار، ووصفته بأنه "أكبر البنّائين فى مصر وقتها". وفى العقود الأربعة الأخيرة، برزت أسماء عائلات ساويرس التى تضم الأب أنسى والأبناء نجيب وسميح وناصف، وعائلة طلعت مصطفى؛ وبخاصة الابن هشام طلعت مصطفى. 

 

 

وتصَدَّر ناصف ساويرس قائمة أغنياء العرب للعام 2018، بثروة 60.6 مليار دولار. فى القائمة نفسها، يبرز اسم عائلة منصور، حيث بلغت ثروة رجل الأعمال محمد منصور 2.7 مليار دولار، وجاء فى الترتيب الثالث مصريـّا، والـ٨٨٧ عالميـّا، ثم ياسين منصور فى الترتيب الرابع محليـّا، و1284 عالميـّا، بثروة 1.9 مليار دولار، وفى المرتبة الخامسة جاء رجل الأعمال المصرى، محمد الفايد، الذى حل فى الترتيب 1477 عالميـّا، بثروة 1.6 مليار دولار، ثم يوسف منصور فى الترتيب السادس محليـّا، و1650 عالميـّا، بثروة 1.4 مليار دولار.  

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق