السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفتى الضلال

 عٌرف يوسف القرضاوى- رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين- بالفتاوَى الشاذة، التى يخرج فيها على ما تعارَف عليه علماء الدين الإسلامى المعاصرون.



 

فمرّة يكون مؤيدًا للجماعات الإرهابية المسلحة فى سوريا ولا يؤيد مثيلتها فى اليمن، وساعة يصف الرئيس السورى بشار الأسد بأنه "أمير المؤمنين"، وأخرى يراه خائنًا وعميلًا!!.

 

 

عند الشيخ القطرى الجنسية فالخروج على الحاكم المسلم حرام فى عهد محمد مرسى وحلال فى عهد غيره!!.

 

وليس التناقض الحادث فى مواقف ورؤى "القرضاوى" وليد الصدفة، لكنه شىء أصيل فى شخصيته ومنهجه الفكرى، منذ أن انتمى فى شبابه لجماعة الإخوان الإرهابية حتى أصبح من قياداتها البارزين لدرجة أوصلته ليكون "الأب الروحى" لشبابها، وكان يمثل الجماعة فى قطر، إلى أن تم إعفاؤه من العمل التنظيمى. 

 

 وإلى جانب كونه "مفتى الدم"، يمكن أن يوصف "القرضاوى" برجل "التناقضات"، فهو متناقض للغاية، أدخل نفسَه فى خصومات عديدة مع علماء دين مرموقين بالعالم الإسلامى، فدائمًا ينتقد الأنظمة العربية فى الإمارات والعراق وسوريا ليس لسبب سوى شكل علاقاتها مع كفيله القطرى، ولكن عندما تُذكر أمريكا فلا يشير إليها من قريب أو بعيد!!.

 

 

 

 

يعلم مفتى الضلال جيدًا، حقيقة العلاقات "القطرية - الإسرائيلية"، ولكنه لا يأتى على ذكرها مطلقًا، حتى فضحت طليقته "أسماء بن قادة" علاقته بجهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد" وزيارته لتل أبيب أوائل عام 2010.

 

عقب فض الاعتصام المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابى فى ميدان رابعة، ظهر "القرضاوى" على قناة "الجزيرة" القطرية للتحريض على الحرب الأهلية ودعوة المصريين للاقتتال، وناشد المصريين بحماسة قائلاً "انزلوا إلى الشوارع، وواجهوا الجيش".

 

ووصف ذلك بأنه فرض عين على كل مسلم مصرى قادر ومؤمن بأن يترك منزله، داعيًا إلى قتل أبناء شعبه بالعمليات الإرهابية.

 

 وواصل إرهابه بالتحريض على التدخل الأجنبى فى مصر، داعيًا المسلمين فى أنحاء العالم فى كل مكان ليكونوا شهداء فى مصر- على حد زعمه.

 

وعقب ثورة 30يونيو، واصل "القرضاوى" هجومه على الجيش المصرى ومؤسّسات الدولة بدعوة جنود الجيش والشرطة لرفض الأوامر، مدعيًا أنه حال التزام الجندى هذا السلوك فإن القرآن معه!، حتى وصف، الجيش الإسرائيلى بأنه أفضل من جيش مصر!.

 

كما وصف وقتها المصريين بأنهم خوارج، وادّعى أن هؤلاء " قتلة سيقتلهم الله"!.

 

وقال إن من كان موجودًا فى، أثناء ثورة 30يونيو، إمّا أُناس لا يعرفون الإسلام ويخشونه، وإمّا من "الفلول" والبلطجية والمُستَأجَرين.

 

واعتبر شيخ الدم أن الاستفتاء على الدستور بعد 30يونيو "عبث"، وادّعى أن جماعة الإخوان الإرهابية ستخرج من المواجهة أقوى من السابق!.

 

فتاوَى القتل

 

اشتهر "القرضاوى" بفتاوَى القتل والدم والخراب، فقبل أحداث  11سبتمبر2001، عُرف باعتباره المرشد العام للانتحاريين حول العالم، بعد أن أفتى بجواز تنفيذ عمليات انتحارية.

 

ودعا إلى ضرورة التأكد من وجود الناس فى المنطقة المستهدفة وأن يكون الناس من حفدة القردة والخنازير!.

 

وشجع "القرضاوى" الفلسطينيين على تفجير أنفسهم بدعوَى أن هذا نوع من الجهاد، وزعم أن كل من سيعمل بفتواه فعليه أن يبعث بسلامه وتحياته الخاصة لأحمد ياسين مؤسّس حركة حماس الفلسطينية وحسن البنا وسيد قطب، وجميع مؤسّسى الإخوان الذين رحلوا.

 

وقال: إذا كان العالم الغربى ولاد الكفرة الفجرة القردة والخنازير عندهم قنابل ذرية فنحن عندنا قنابل بشرية!.

 

معروف أن مواقف "القرضاوى" متقلبة، فهو كان يذهب إلى سوريا ويمتدح الرئيس بشار الأسد ثم انقلب عليه وذَمَّه، وكان يذهب إلى ليبيا.

 

وقال فى العقيد معمر القذافى ما لم يقله أحدٌ نفاقًا ثم حَلّل قتله بعد ذلك! ففى عام 2003 قام "القرضاوى" بزيارة إلى ليبيا والتقى  بالقذافى، ووصفه بأنه "الأخ قائد الثورة صاحب التحليلات العميقة والواضحة لمجريات الأحداث والمدافع عن الإسلام".

 

ووقتها نشرت بعض الوثائق التى تؤكد حصول الشيخ القطرى على مليون وسبعمائة وخمسين ألف دولار أمريكى من العقيد الليبى الراحل.

 

ولكن فى عام 2010 تبدّل الحال، فأصبح "صاحب التحليلات العميقة" هو الشخص الذى يجب التخلص منه، حيث أفتى "القرضاوى" بقتل القذافى مطالبًا العسكريين الليبيين بعدم إطاعة أوامره. وقال وقتها: "وأنا هنا أفتى.. من يستطيع من الجيش الليبى أن يطلق رصاصة على القذافى أن يقتله ويريح الناس من شرّه"!.

 

الأمر نفسه تكرر مع الرئيس السورى بشار الأسد، الذى وصفه "القرضاوى" فى عام 2004 بأنه "من قادة الأمة الذى سيتم التآمر عليه لرفضه الغزو الأمريكى للعراق".

 

ولكن بمجرد اشتعال الأمور فى سوريا وتدخّل عدد من الدول التى أرادت للنظام السورى أن يرحل وقتها فقط لم يجد شيخ الارهاب إلّا مواكبة التطورات، ففى عام 2013 أفتى بكفره ووجوب قتله وجيشه لأنهم علويون أو شيعة وهم من الكفار!.

 

وأفتى "القرضاوى" برجْم الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن"، وبشرعية الخروج على الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولعن الرئيس التونسى الأسبق زين الدين بن على!.

 

التناقض أيضًا يظهر فى فتاوَى لشيخ قطر عن الشيعة والتشيع، ففى عام 2008 أفتى "القرضاوى" بأن دعم إيران واجب شرعى، لكنه فى العام نفسه  حذّر من خطر المد الشيعى، ومن توظيف الشيعة لإمكانياتهم وأموالهم وكوادرهم بغية نشر المذهب الشيعى بين العامة من السُّنة فى البلاد التى يعتنق غالبيتها مذهب أهل السُّنة.

 

 وقد أثار التصريح وقتها حالة من الجدل الحاد فى الأوساط الدينية فى مصر والعالم العربى، فقد اعتبره بعض علماء الأزهر تحريضًا للسُّنة ضد الشيعة، وأن خلاف المذاهب لا يعالج بهذه الطريقة. ورد الشيعة فى قطر بدعوى تطالب السُّلطات هناك بطرد "القرضاوى" من البلاد.

 

القرضاوى جنسيتَى قطر ومصر، لكنّ ولاءَه المطلق فى الدويلة القزمية الراعية للإرهاب، والخاضعة لأوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، وبطولته المجانية تتمثل فى الورع الزائف الذى يرى فى ظل الكلب ما ينقض وضوء الخصوم.

 

وعندما يتعلق الأمر بكل ما لا ترضى عنه أمريكا، تتبدل الفتوَى إلى النقيض، ذلك أنه لا يرى القواعد الأمريكية فى حبيبته قطر، حيث تنطلق طائرات وقنابل الموت التى تروّع المسلمين فى كل وأى مكان".  

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق