الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التاريخ القذر لـ«أحمد منصور»

"سَمِعْتُك تَبْنِى مَسْجِدًا مِنْ خِيَانَةٍ.. وأنت بحمد الله غير موفق.. كمطعمة الزُّهادِ من كدِّ فرجها.. لَكِ الوَيْلُ، لا تَزْنِى، ولا تَتَصَدَّقى".



 

لم أجد أنسَب من هذا الشطر الشِّعرى المنسوب للإمام "على بن أبى طالب"، كمدخل للحديث عن الإخوانى الكريه أحمد منصور حيث تحمل مقولة الإمام فى ظاهرها وجوهرها المعنى الدقيق لوصف الخونة وزنادقة الدين والسياسة.

 

فهؤلاء يبيعون الشعارات على شاشات الفضائيات، ويمارسون الرزائل فى الحانات وعلب الليل، بالضبط مثل الغانيات اللاتى تتصدقن بإطعام الفقراء من كد فروجهن

 

كثيرون يعرفون أن مذيع فضائية الجزيرة القطرية أحمد منصور، مجرد إخوانى هارب أو إعلامى مأجور، دأب على الظهور، كجنرال يحشد للفوضى، ويحرّض على التظاهر ضد الدولة ومؤسّساتها الصلبة.

 

لكنْ قليلون هؤلاء الذين يعرفون أنه ليس سوى لص وبلطجى ومخادع وخائن، فهل سرق؟ نعم سرق.. هل كان مضللًا حتى يوصف بالمخادع؟ نعم.. هل ضبط متلبسًا بالعمالة كى يتم اتهامه بالخيانة؟ نعم... ولندخل فى التفاصيل.

 

 بتاريخ 7يوليو 2013 وفى أعقاب استرداد الدولة المخطوفة فى 30يونيو، حضر ذو الوجه القبيح من الدوحة لقيادة مظاهرة إخوانية تهدف حصار وزارة الدفاع، كأول تصعيد يجرؤ على الاقتراب من المؤسّسة الضامنة لاستقرار وبقاء الدولة المصرية، وعندما فشلت محاولته، دعا فى اعتصام رابعة إلى خداع الشعب المصرى فى محاولة يائسة لاستقطابه، قال:  "غيّروا الخطاب وارفعوا عَلم مصر وما تقولوش محمد مرسى، والشعب هيخرج ورانا، قولوا لهم أن ثورة 25 اتسرقت بانقلاب 30يونيو.... متقولوش عودة مرسى وارفعوا أعلام مصر عشان ييجوا معاكم".

 

 هذه نماذج من محاولات ممثل الجماعة لدى حكام قطر، لذا لم يكن غريبًا بعد أفول نجمهم، أن يزايد "منصور" على أقطاب الإخوان، مثل يوسف ندا وإبراهيم منير، ويتهمهم بأنهم وراء نهاية التنظيم؛ لأنهم وافقوا على ترشيح محمد مرسى للرئاسة، والجماعة غير مؤهلة لإدارة الدولة.

 

 

 

 

أدوار مشبوهة

 

لم يكن مجرد رقم داخل التنظيم، لكنه واحد من القلائل جدّا الذين يعرفون ما خُفى عن قيادات بارزة، وعلى رأسها تهيئة المناخ لإظهار الجماعة على السطح عبر برنامجه، ناهيك عن درايته بشبكة المصالح الدولية   للتنظيم " قطر ـ تركيا ـ الولايات المتحدة "، وتمويل الأنشطة الاقتصادية التى كان يديرها حسن مالك.

 

كما أنه يعرف ممتلكات التنظيم من العقارات فى العديد من العواصم، ومنها القاهرة؛ حيث كان يقيم أثناء تواجده فى واحدة من الشقتين المملوكتين لرجل التنظيم القوى، يوسف ندا، وهما بأحد أبراج السعادة فى منطقة مصر الجديدة خلف حدائق الميرلاند.

 

أقام فى تلك الشقة أثناء ارتكابه لجريمة البلطجة والاختطاف التى جرت فى ميدان التحرير، وهى الواقعة التى قضت بشأنها محكمة جنايات القاهرة بالحُكم عليه غيابيّا فى أكتوبر عام 2014، بسجنه 15 سنة، بعد أن أدين بالاشتراك مع محمود الخضيرى وحازم فاروق وأسامة ياسين ومحمد البلتاجى وصفوة حجازى ومحسن راضى وعمرو ذكى فى قضية خطف المحامى أسامة كمال وتعذيبه وصعقه بالكهرباء فى مقر شركة سفير السياحية بميدان التحرير بزعم أنه ضابط بجهاز أمن الدولة.

 

فضلًا عن  اعتراف محمد البلتاجى ومنصور فى الحلقات التى جرى بثها من قناة الجزيرة فى إطار التباهى بدور الإخوان فى كل ما جرى.

 

التاريخ الأسود لمذيع الجزيرة، متنوع المَشاهد من السرقة إلى العمالة والخيانة والعمل ضد الدولة، فهو لم يكن مصريّا خالصًا بالمعنى الدقيق للكلمة، ليس لأن لديه جنسيتين "البريطانية والقطرية"، انما لكونه ينتمى لجماعة مارقة لا تؤمن بالأوطان، لذا تجده يتقيأ غلًا وحقدًا ويخوض جهرًا فى عرض وطن آواه ويأوى ذويه.

 

ولأنه تربّى فى حظيرة، سيد قطب والبنا وعاكف، سار على نهجهم ، فقطب قال إن الوطن حفنة تراب نجس، ومهدى عاكف قال "طز فـ مصر" ،أمّا منصور فقال حين استضافه عمرو أديب فى أحد لقاءاته إن "مصر مزبلة"، ولم يكتف بذلك، بل تفاخر بجنسيته البريطانية، مؤكدًا أنه لا يحمل أى هوية مصرية.

 

أول سابقة

 

أثناء دراسته بكلية الآداب جامعة المنصورة، انضم لعصابة تخصصت فى سرقة الشقق وتم القبض عليه عقب قيامه بسرقة شقة مواطن يدعى إبراهيم سالم العقدة، فتقدم محامى أحمد منصور بطلب إلى نيابة المنصورة يطالب فيه بالإفراج عنه حرصًا على مستقبله؛ خصوصًا بعد قيام العقدة بالتنازل عن حقه المدنى بالشهر العقارى بعد استلامه للمسروقات.

 

بعد تخرُّجه تم تعيينه مدير إدارة المطبوعات والنشر فى دار الوفاء للطباعة والنشر المملوكة للإخوان، ثم سافر إلى دبى، ومكث بها شهرين عمل خلالهما مؤذنًا بأحد المساجد حتى التقى الإخوانى الكويتى أحمد عبدالعزيز الفلاح "له علاقات تحت ستار الإغاثة فى الكثير من الدول"، وهو الدور الذى كان يقوم به الإخوان أثناء سيطرتهم على النقابات المهنية.

 

  أرسله "الفلاح" للعمل بالكويت كمراسل لمجلة "المجتمع" التابعة لجمعـية الإصلاح الاجتماعى، وهو الاسم الرسمى لتنظيم الإخوان الإرهابى فى الكويت.

 

وكانت أول مهمة له فى باكستان كمراسل للمجلة أثناء الحرب الأفغانية 1987-1990. فأجرَى العديد من اللقاءات التليفزيونية مع قيادات طالبان وأغلبهم أصبحوا من رجال أسامة بن لادن.

 

بعد عودته من باكستان تمت ترقيته مديرًا لتحرير المجلة الإخوانية وفى 1994 تم إرساله إلى البوسنة ثم عاد إلى الكويت.

 

وفى 7مايو 1997 انضم لقناة الجزيرة وخصص له برنامج منفردًا رُغم أنه لم يسبق له العمل فى أى قناة تليفزيونية، وخصص البرنامج لاستضافة قيادات الإخوان بهدف تقديمهم للمُشاهد فى صورة الوطنيين المدافعين عن الدين والمظلومين من أنظمة الحُكم.

 

ثمة علاقة مريبة تربط بين الإعلامى الإخوانى ووكالة الاستخبارات الأمريكية، أغلب الظن أنها تخص عمله فى قناة الجزيرة، باعتبار أن هذا العمل يمثل الستارة التى يختبئ وراءها دوره الحقيقى، شأن معظم العاملين فى تلك الفضائية.

 

 وبصرف النظر عن واقعة مطار بغداد الشهيرة، وبثه صورًا مفبركة عن سيطرة الأمريكان على المطار  قبل أن يدخلوا بغداد، بهدف إرباك الجيش العراقى وإحباطه، لكن هناك واقعة أخرى أكثر غرابة ذكرها هو بنفسه.فقد كان أحمد منصور والمصور "ليث مشتاق" هما الوحيدين فى العالم اللذين تمكنا من دخول الفلوجة أثناء المجزرة الأولى، فكان من المستحيل دخول المدينة أثناء الحصار الأمريكى؛ حيث قتل أكثر من 30 جنديّا أمريكيّا وأكثر من 600 عراقى وجرح أكثر من ألف شخص.

 

واعترف "منصور" بأن الشرط الأول لوقف إطلاق النار كان خروجه وزميله من الفلوجة، وكان الجنرال مارك كيميت المتحدث باسم القوات الأمريكية فى العراق هو الذى طلب ذلك.

 

شيزوفرنيا 

 

 تزوج "منصور" من مذيعة مغربية، اصطحبها إلى الدوحة وأجبرها على ارتداء الحجاب، وفى زيارة إلى ألمانيا تأبطت ذراعه وهى ترتدى المايوه، وفى مطار إسطنبول تعدّى عليها بالسباب والضرب وتركها من دون تذكرة الطائرة، وجرّدها من أى مبالغ مالية تعينها على العودة إلى مصر أو المغرب.

 

هذه الواقعة تعكس الصورة الحقيقية للإعلامى الذى يرتدى قناع الفضيلة أمام الشاشات، ويمارس أبشع أشكال القمع والإرهاب النفسى والبدنى بحق زوجته، وقهرها بكل الأشكال، مستغلًا ضعفها كأنثى لإجبارها على تنفيذ رغباته الشاذة.

 

حيث كشفت الإعلامية المغربية وفاء الحميدى فى مقابلات صحفية عن الوجه القبيح لطليقها أحمد منصور، ونسفت مزاعمه بأن جماعته حُماة الدين، عندما تحدثت عن سلوكياته البغيضة، وما تحويه من شذوذ أخلاقى. فروت تفاصيل زواجها منه فى أكتوبر 2011، وطلاقها بعد خمسة أشهُر، نتيجة اكتشافها زواجه وإنجابه من امرأة أخرى، بحسب ما أوردته أمام محكمة عابدين للأمور الشخصية "أجانب"، التى أصدرت الحُكم بتطليقها.

 

 

 

 

 ووفق ما صرحت به فى مقابلات صحفية داخل مصر، قالت طليقته: "كنا سويّا فى مطار إسطنبول، تأهبًا للعودة إلى الدوحة وأثناء إنهاء الإجراءات، تصاعدت حدّة النقاش وبلغ الأمر إلى توجيه أقذع الشتائم إلى شخصى والشعب المغربى، وترافقت الشتائم مع عنف دون أى مراعاة للركاب.

 

وأعلنت أنى لن أعود للدوحة، وسوف أتوجه إلى القاهرة، فتركنى دون بطاقة سفر أو أموال، واستطعت تدبير بطاقة العودة إلى القاهرة".

 

 وعندما رفضت إذعانه لعودتها إليه هددها بالسجن، وبحسب ما قالت، قام بتلفيق قضية لها، بعد أن أوعز لصديقه محمود السهلاوى، وهو شخصية قطرية نافذة، برفع دعوى نصب ضدها لتنفيذ تهديده بسجنها. 

 

لم تكن تلك الفضيحة هى الوحيدة المتعلقة بشذوذ مذيع قناة الجزيرة، الذى يعكس مكنون جماعته وتربيته التنظيمية، ففى أعقاب وصول الجماعة  لسُلطة الحُكم فى مصر، تنامت غطرسة أفرادها، وانكشف الغطاء عن ممارسات ظلت بعيدة عن العيون لعقود طويلة؛ لأنها  كانت مختبئة وراء ستار الفضيلة والتدين.

 

ففى  صيف عام 2012  التقى "منصور" بفتاة مغربية اسمها كريمة فريطيس، موظفة بالضرائب فى بلدها وعضو بحزب العدالة والتنمية  الإخوانى المغربى، وكانت مهمتها تنسيق اللقاءات مع الوفود، فى المؤتمر الوطنى السابع للحزب وعلى هامش المؤتمر الذى عُقد بالرباط. طلب الزواج منها، وبالفعل تم الزواج  مقابل مَهر قيمته 9 آلاف دولار مع وعد بتوثيق العقد وتدبير سكن الزوجية فى بيروت، ومساعدتها على إتمام دراستها والحصول على الدكتوراه، وبعد قضاء مدة كزوجين فى باريس وإسطنبول، تخلى عنها وتركها فى مطار إسطنبول، بحسب تصريحاتها، لتجد نفسها ضحية نصب وخداع.

 

 لكن المثير فى أسرار تلك الفضيحة، أن العَقد العُرفى شهد عليه كل من القيادى بحزب العدالة والتنمية الإخوانى بالمغرب عبدالعالى حامى الدين، والصحفى توفيق بوعشرين، وطلب منهما  "منصور" أن يبقى الأمر سرّا، لحين إتمام إجراءات التوثيق لأن القانون المغربى لا يعترف بالزواج العرفى، وظل الأمر سرّا إلى أن فضحته الصحافة المغربية فى عام 2015، فكشف "منصور" عن وجهه الحقيقى عبر السُّباب والشتائم للصحفيين المغاربة، فضلًا عن إهانته للشعب المغربى، الأمر الذى وصل للقضاء.

 

 ولأنه لم يحضر أى جلسة، تم إصدار مذكرة بتوقيفه وتم توزيعها على العواصم، وبالفعل تم القبض عليه فى ألمانيا، إلا أن جنسيته البريطانية أنقذته من الترحيل إلى الرباط.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق