الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أيمن نور.. عنتيل إسطنبول!

 شخصية انتهازية بامتياز.. تطورت انتهازيته بشكل طبيعى ونَمَت قدراته على التزوير بسرعة فائقة حتى سقط فى مستنقع العَمَالة؛ ليمتد تاريخه الأسود المشبوه الملىء بالسقطات والفضائح إلى مرحلة خيانة الوطن.



 

إنه "أيمن نور"الذى سقط فى قاع بئر الخيانة بشكل لم يكن مفاجئًا لكل مَن تابع مسيرته التى بناها فى الأساس على التزوير.

 

بدأ هذا السقوط منذ أن اتهم بتزوير توكيلات حزب الغد فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حتى هروبه من مصر عقب ثورة 30 يونيو ليتحالف مع المخابرات التركية والجماعة الإرهابية ضد بلده. 

 

فطوال حياة أيمن نور وهو يبحث عن النفوذ والمكانة السياسية بغض النظر عن أى مبادئ أو مع مَن يتحالف أو على حساب مَن.

 

المُهم عنده فى النهاية هو صعود نجمه وبقاؤه فى المَشهد مَهما كانت الأثمان.

 

تحالف انتخابى

 

كان وصول جماعة الإخوان الإرهابية للسُّلطة فى عام 2012 نقطة فارقة فى تاريخ أيمن نور.. إذ بدأ فصلًا جديدًا من انتهازيته المعهودة.

 

وأصبح مقربًا من الجماعة الإرهابية ومندوبها فى القصر الرئاسى محمد مرسى.

 

ارتباط "نور" بجماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد الصدفة ولا تعبيرًا عن مصلحة وقتية من بَعد وصولهم للسُّلطة فقط، إذ دخل "نور" معهم فى تحالف انتخابى عندما كان رئيسًا لحزب غد الثورة حتى يدعموه.

 

وفى المقابل رد "نور" الجميل لهم وأعلن تأييده لمحمد مرسى، بعد أن كان يدعم المرشح عمرو موسى.

 

ولعب دور الوسيط بين الجماعة الإرهابية وجبهة الإنقاذ محاولًا إنهاء الخلافات ولَمّ الشمل، لكن الشعب المصرى أفشل كل مخططاته بثورته العظيمة ضد الإخوان.

 

لم يتحمل أيمن نور صدمة انهيار مشروع العمالة السياسية الذى كان يؤسّس له بالتحالف مع الجماعة الإرهابية بخروج المصريين فى 30 يونيو ضد الإخوان.

 

وخرج من مصر فى عام 2014 هاربًا إلى بيروت ومنها إلى اسطنبول، وهناك بدأ حلقة جديدة فى مسلسل الخيانة للوطن.

 

قام "نور" بتجميع مجموعة من المرتزقة والمأجورين بعد أن اشترى قناة "الشرق" من الإخوانى الهارب باسم خفاجى بمبلغ 20 مليون دولار.

 

وأعاد القناة إلى الحياة فى أغسطس عام 2015 بأموال قطرية وإشراف المخابرات التركية؛ بهدف الهجوم على الدولة المصرية وتشويه صورتها أمام العالم، وبث الفتنة والسموم والشائعات ضد الشعب المصرى.

 

هناك فى إسطنبول ارتدى المتلون "نور" عباءات مختلفة.. منها عباءة الدنجوان، لكنه كان خائنًا كذلك فى تلك الصورة، حيث اتهمه بعض المقربين منه بالدخول فى علاقات نسائية مشبوهة.

 

شملت زوجات بعض العاملين فى قناة "الشرق" المملوكة له، وامتدت إلى سكرتيرته الشخصية "دعاء حسن"، قبل أن يضطر لإعلان زواجه منها، ثم خصّص لها برنامجًا صباحيّا على شاشة القناة مقابل أجر 30 ألف دولار شهريّا.

 

 وبات "نور" معروفًا بلقب "عنتيل اسطنبول"، إذ ينفق آلاف الدولارات فى البارات ونوادى الهوَى؛ خصوصًا فى ظل تقنين ممارسة الدعارة فى تركيا.

 

 

 

 

ظل "نور" فى إسطنبول ماشيًا على مسار الانحطاط وبث أفكاره الخبيثة عبر قناته حتى حل شهر ديسمبر من العام 2017 ليكتب بداية الأزمة التى انفجرت من داخل القناة، حيث وجَّه العاملون لأيمن نور عدة اتهامات أهمها اختلاس مبلغ مليون ونصف المليون دولار.

 

وقدّموا شكوَى للممولين للقناة تفضح حياة البذَخ وتفاصيل مغامرات "أيمن" النسائية وإنفاقه مبالغ كبيرة على هوايته لشراء الكلاب النادرة والقطط مقابل ضحالة رواتبهم.

 

وتجددت الأزمة مرّات عديدة، ولكن لأنه كالحرباء يتلون فى كل مرة كان "نور" يتحايل على العاملين بالقناة بأساليب ملتوية، منها أنه تنازل عن حصة 150 سهمًا لصالحهم، وعندما اكتشفوا خيانته وخداعه لهم وقرروا الاعتصام ضده بالقناة 

 

استعان "نور" بالشرطة التركية ضدهم وحبس بعضهم وفصل منهم 13 عاملًا، وقام "نور" بإقصاء عدد من مقدمى البرامج وكانت آخرهم "عزة الحناوى" التى استقطبها من مصر ثم أطاح بها بمجرد وصولها إلى إسطنبول.

 

باسبور مزور

 

كانت المفاجأة خلال أزمة طرد العاملين بقناة "الشرق" عندما كشفت رابطة تابعة للعاملين المفصولين أن السُّلطات التركية اكتشفت أن أيمن نور دخل الأراضى التركية بجواز سَفر مزور.

 

 كما أصدر العاملون فى قناة "الشرق" بيانًا أكدوا فيه أن مالك القناة يستمر فى التزوير والكذب والتدليس؛ لتبرير قراره بالإطاحة بهم على خلفية أزمة القناة، وتصفية الحسابات مع مَن ناصروا العاملين ضد ظلمه وتعسفه.

 

وقال البيان: "أيمن نور كذب بالادعاء باقتحام الزملاء لقناة هم متواجدون فيها بالفعل، فكيف تزعم أن هناك اقتحامًا ثم فى نفس بيانك الكاذب تقول إنهم رفضوا الانصراف؟.. فهذه مهزلة لا تنطلى على مختل، ونتحدى هؤلاء الكذبة المحتالين أن يذيعوا تفريغ كاميرات القناة أو يسلموها لأى جهة تحقيق محايدة".

 

 بعدها فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعى ببيان لقناة "الشرق"، التى يترأس مجلس إدارتها الهارب أيمن نور، على صفحتها الرسمية فى موقع تويتر أعلن فيه العاملون بها سيطرتهم على صفحات القناة ومنصاتها الإلكترونية، متعهدين بنشر مخالفاتها وتمويلاتها.

 

أكد العاملون فى بيانهم أنه "مع ظهور التسريبات الخاصة بالقيادى الإخوانى الهارب ياسر العمدة وقوله إن قناة الشرق تتلقى تمويلات بالملايين شهريّا، ونتيجة لعدم وجود أى رد من مالك القناة حتى الآن، فهذا يعنى صحة الاتهامات بتلقى التمويل".

 

وأضافوا  أنهم طالبوا بتعديل رواتبهم لمواجهة ظروف المعيشة الصعبة فى إسطنبول، لكن دون جدوى، حتى فوجئوا بالتمويلات الضخمة للقناة وبالرواتب الباهظة التى يحصل عليها عدد من مذيعيها.

 

وتابعوا: "ولأننا لسنا من علية القوم مثل غيرنا ممن يحصلون على الجنسية التركية المجانية، فقد قررنا أن يصل صوتنا للجميع، لذلك سيطرنا على الموقع الرسمى لقناة الشرق الممثلة لشركة "إنسان" ولأيمن نور.

 

وكذلك الصفحة الرسمية للقناة على موقع تويتر والصفحة الرسمية للقناة على موقع إنستجرام". لافتين إلى أنهم سيقومون بنشر مستندات تكشف رواتب العاملين بالقناة.

 

ونشر العاملون صورة من العَقد الخاص بالإعلامى الهارب "معتز مطر"، الذى يقدم برنامجًا يوميّا على شاشة القناة، وتضمّن العَقد المُسَرّب والمُوَقَّع عام 2017، حصوله على راتب شهرى قيمته 60 ألف دولار بواقع 3000 دولار فى الحلقة الواحدة. 

 

كما نشروا صورة ضوئية من عَقد الفنان هشام عبدالحميد، الذى وقّعه مع إدارة القناة بقيمة 13 ألف دولار فى الموسم مقابل 13 حلقة.. وكذلك عقود قُدرت قيمتها بنحو 5500 دولار مقابل حقوق بث وتوزيع بعض الأعمال الوثائقية، التى وصفوها بـ"التافهة".

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق