الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالماجد.. «راسبوتين» الإسلاميين

 يمكن أن يوصف الإرهابى عاصم عبدالماجد محمد ماضى بـ"راسبوتين"  جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية الإرهابيين الهاربين فى تركيا وقطر، فهو المتهم رقم 9 فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.



 

وهو الذى أزهق مع زملائه 118 روحًا فى مذبحة مديرية أمن أسيوط عام 1981، ولا يكف ليلًا أو نهارًا عن ممارسة إرهابه بخطاب لا يستهوى سوى القتلة من عشاق القتل بدم بارد.

 

 

عاصم وُلِدَ  فى عام 1958 وانضم للجماعة الإسلامية الإرهابية فى سن مبكرة فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، أثناء دراسته  بكلية الهندسة، شارك فى تأسيس الجناح العسكرى لها، وحمَل فى جوفه ولسانه منذ نشأته خطابًا متشددًا وعنفًا متأصلًا لا يرى له سوى طريق واحد وهو القتل والتنكيل.

 

وهو الأمر الذى جعله يحمل سجلًا إجراميّا عتيدًا ضمنه الانتماء لتنظيم إرهابى ومحاولة لقلب نظام الحُكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن.

 

داعية العنف

 

15 عامًا من السجن والأشغال الشاقة ومراجعات فكرية "صورية" للعنف لم تكفِ لمحو أفكاره الدموية التى عاد لممارستها عقب 25يناير 2011 مع وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحُكم ليصبح خطيبًا وداعية لاستخدام العنف ضد خصوم أصدقائه الجُدُد، الذى سرعان ما فَرَّ معهم إلى قطر فى أعقاب الإطاحة بحُكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30يونيو.

 

ومنذ عام 2013 و"راسبوتين" الدوحة لا يتوقف عن الدعوة للعنف والإرهاب ضد الدولة المصرية وجيشها وأجهزتها ومؤسّساتها الراسخة؛ ليكرس كل طاقته ووقته لدعوة أنصار جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفين معها إلى العنف والإرهاب ضد الشعب المصرى والقوات المسلحة والشرطة وإجهاض "خارطة الطريق" التى أعπلنتها القوات المسلحة المصرية فى 3يوليو 2013.

 

وفى أغسطس عام 2015 كشف "عبدالماجد" عن الخيانة العظمى له ولجماعة الإخوان الإرهابية، التى تجسدت فى الهدف الرئيسى لاعتصام أنصار الجماعة الإرهابيين فى ميدانَى رابعة العدوية والنهضة، وهو  تقسيم وتفتيت الجيش المصرى.

 

وذلك بقوله فى مقطع فيديو "كنا معتصمين فى رابعة، وقتها كان لا بُدّ من عمل سريع، وكانت التقديرات والمعلومات تقول إن الشعب لو أبدَى تمسكًا بمحمد مرسى لن تبقى جبهة الجيش موحدة وستتفكك، ولكن بشرط أن يكون هناك زخم شعبى هادر مكتسح يزلزل، ووقتها ينقسم الجيش، وكان هذا هو خيار وجودنا أو هو خيار طوق النجاة الذى رأيناه فى هذا التوقيت، فانقسام الجيش كان هو الحل". 

 

وكشف وبشكل صريح أن جماعته اتفقت مع جماعة الإخوان على تشكيل حرس ثورى فى مصر عبر تدريب عناصر اللجان الشعبية التى تشكلت عقب 25يناير 2011 وأن سيناء والمنطقة كلها فى اتجاه لثورة مسلحة.

 

وفى نوفمبر 2015، نشر عاصم عبدالماجد بيانًا عبر صفحته على موقع «الفيسبوك»، دعا فيه أنصار جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفين معها إلى قتل معارضيهم بحجة القصاص منهم. وقال نصّا: "يجوز قتل كل من عاون النظام المصرى الحالى". 

 

كما دأب "عبد الماجد" مرارًا وتكرارًا على التحريض على مصر فى الداخل والخارج، واستغلال أى حدث للدعوة إلى العنف وحمْل السلاح والخروج على الدولة موجهًا دعوة صريحة لممارسة العنف.

 

صديق داعش

 

فى أوراق الإرهابى العتيد وصفُه مَن ينتقده تنظيم "داعش" الإرهابى بـ"تارك" الجهاد.

 

وقال: "الذين يدندنون ليل نهار بالحديث المحفوظ عن غلو تنظيم الدولة وتجاوزاته ليغطوا على خيبة أملهم وتركهم الجهاد".

 

 ودعا التنظيم للتواجد فى مصر، بل طالب بإنتاج ما هو أسوأ من "داعش".   

 

وحظى الأقباط المصريون والكنيسة المصرية بنصيب كبير من خيانات "عبدالماجد"، حيث اعتبرهم الخطر الأكبر على الإسلام فى مصر، وعلى الملتحين والمنتقبات. داعيًا أنصار الجماعات الإرهابية إلى قتلهم وتفجير كنائسهم.   

 

كما وصف الصوفية فى مصر بأنها عبادة القبور، وأن الصوفية السياسية عبادة مَن فى القصور، وأنهم المخطط الجديد للدولة المصرية لإسقاط تيار الإسلام السياسى تمامًا فى مصر، وأن الصوفية السياسية ستكون هى القادم فى مصر، وأنها سوف تمسح تيار الإسلام السياسى من المشهد المصرى.

 

ولأن العنف والهجوم منهجٌ أصيلٌ عند "راسبوتين الدم" عاصم عبدالماجد فلم يَسلم منه حتى حلفاؤه من الإرهابيين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية الذى كان أعنف منهم، حيث انقلب عليهم بعدما رفض التنظيم الدولى إعطاءه مركزًا قياديّا فى الخارج، وهو ما دفعه الى وصف منهجها بالمشوش الذى يحتاج إلى الإصلاح. 

 

وقال "إن الثورة ليست الإخوان ولا الإخوان هم الثورة، فأمام الجماعة شوط طويل ليكونوا ثوارًا حقّا، يجب أولًا أن يثوروا على اعتقادات مشوشة، وهذا التشويش لا يزال مؤثرًا بقوة على تصوراتهم لما حدث، ويحدث وسيكون مؤثرًا على خياراتهم لفترة طويلة". 

 

 وواصل فى 27سبتمبر 2015 حيث شن هجومًا ضاريًا على جماعة الإخوان الإرهابية، مطالبًا بمزيد من العنف قائلًا "إنها تخلت عن الأمة فى أحلك أوقاتها، وإن قياداتها  أمامهم خيار واحد هو الإعلان عن الحقائق أمام أنصارهم ومؤيديهم، ويعرفونهم ما حدث، ويقدمون كشف حساب عن الماضى.

 

 ثم يقولون بصراحة ما هى خططهم القادمة أو يعترفون أنه لا خطة حقيقية لديهم، ويقولون- برجولة وشجاعة- لمن وثق فيهم أنتم وشأنكم لا نملك لكم شيئًا، ولكن الجماعة لن تفعل، لذا فإن عليها أن تدرك انتهاء عهد الإخوان بالشأن العام، وعليها أن تترك الأمة وشأنها".

 

وفى 3فبراير 2019 عاود شَنِّ هجوم حاد على جماعة الإخوان الإرهابية  والكيانات التى انبثقت منها بعد ثورة 30يونيو، فقال إن حسن البنا مؤسّس الإخوان كان يجهز الجماعة لحمل السلاح ومؤمن بالعمل المسلح، ويرفض فكرة الثورات الشعبية.

 

واستدل بكلام حسن البنا فى المؤتمر الخامس للجماعة عندما قال عن فكرة حمل السلاح: "وفى الوقت الذى يكون فيه منكم ـ معشر الإخوان ـ ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسيّا روحيّا بالإيمان والعقيدة، وفكريّا بالعلم والثقافة، وجسميّا بالتدريب والرياضة، فى هذا الوقت طالبونى بأن أخوض بكم لحج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعلٌ إن شاء الله". 

 

فساد الإسلاميين

 

 عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، اتهم "عبدالماجد" عناصر داخل التيار الإسلامى بالفساد، وحمل فيروسات الفشل والعنصرية قائلا: "هل تشعرون مثلى أن هناك تمايزًا يحدث داخل التيار الإسلامى بمختلف فصائله وأن هذا التمايز عابر للجماعات، فلا يختص بجماعة دون غيرها.

 

كما أن العناصر التى تحمل فيروسات الفشل أو التنطع أو الغلو أو التسيب أو سوء الخُلق أو العنصرية أو الجهل أو الهوَى أو الغباء المستحكم أو غير ذلك من الآفات تعزل نفسَها باتخاذها مواقف خاطئة تجاه الأحداث المهمة التى تمر بالجماعة". 

 

وبعد كل هذا الإرهاب والعنف الذى مارسه "عبدالماجد" تم إدراجه على قوائم الإرهاب وحُكم عليه بالإعدام فى قضية فض اعتصام رابعة العدوية، والإعدام  فى أحداث مسجد الاستقامة، والمؤبد فى قضية أحداث البحر الأعظم، والسجن 3 سنوات  فى قضية إهانة القضاء.

 

ورُغم ذلك؛ فإن إمارة قطر الداعمة للإرهاب ترفض تسليمه، رُغم تكرار المطالب المصرية للإنتربول الدولى للقبض عليه وتسليمه للقاهرة، ولكن الدوحة ترفض وتقدم له دعمًا ماديّا وإعلاميّا مستمرًا.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق