الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رءوس الأفاعى التى خلفت الدمار

عرابين الخراب

رءوس الأفاعى التى خلفت الدمار

بينما يرى بعض المراقبين أن الإدارة الأمريكية اتبعت مبدأ الانتظار والترقب تجاه ما حدث من ثورات وانتفاضات فى مصر والمنطقة العربية بداية من عام 2011، يَعتبر آخرون أن واشنطن كانت المحرك الرئيسى للأحداث فى العواصم العربية. الجنرال المتقاعد ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق هيو شيلتون، اعترف أن بلاده وضعت مؤامرة لزعزعة استقرار مصر والمنطقة العربية.



دراسة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى 1736 صفحة قبل 2011 قدّمت تشخيصًا دقيقًا لأوضاع الدول العربية بما فيها دول الخليج، وشارك فيها 4 وحدات بحث ضمّت 120 خبيرًا استراتيجيّا سياسيّا وعسكريّا، معظمهم من الجنسية الأمريكية، شملت عددًا من المقترحات والسيناريوهات المفترض تطبيقها مرحليّا إلى حين انتهاء الهدف من الانتفاضات الشعبية التى كان متوقعًا اشعالها فى تلك الدول.  هنا لايمكن إغفال مشروع المستشرق برنارد لويس الذى طرحه فى بداية الثمانينيات بشأن الشرق الأوسط، مقسمًا إيّاه إلى دويلات عَلمانية ومسيحية وسُنية وشيعية وكردية وأمازيغية وتفيت الدول القومية وتحوُّلها إلى مَذهبيات، ولا مانع من اللعب على حلم الخلافة الإسلامية.  وما حدث على أرض الواقع، ربط بين جماعة الإخوان الإرهابية وخُطة الترانسفير والشرق الأوسط الكبير، وهو الحلم الذى تبنّته إدارة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى  البِلدان العربية، وهو المشروع الذى أعلن فى مارس 2004 تحت مسمى “الفوضَى الخلاقة”؛ الشعار الذى رفعته الدبلوماسية الأمريكية كونداليزا رايس بعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق فى عام 2003؛ لتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة.  وفقًا لخُطة  برنارد لويس.. كان مقترحًا أن يتم تقسيم مصر إلى أربع دويلات: 1- سيناء وشرق الدلتا. 2- الدولة النصرانية «المسيحية» وعاصمتها الإسكندرية. 3ـ دولة النوبة المتكاملة مع الأراضى الشمالية السودانية، وعاصمتها أسوان. 4ـ مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة، تضم الجزء المتبقى من مصر. وفى المخطط كان مقترح تقسم السودان 4 دويلات هى: دويلة النوبة: التى تتكامل مع دويلة النوبة فى الأراضى المصرية. دويلة الشمال السودانى الإسلامية. دويلة الجنوب السودانى المسيحية. دويلة دارفور. خُطة التقسيم حسب الخطة التى كانت مفروضة فى الشمال الإفريقى، يتم تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب وإقامة دولة البربر ودويلة البوليساريو، أمّا بخصوص شبه الجزيرة العربية ودول الخليج فيتم إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسَلطنة عُمان واليمن والإمارات العربية المتحدة من الخريطة، ومحو وجودها الدستورى والدولى، لتصبح ثلاث دويلات فقط هى: دويلة الإحساء الشيعية (تضم الكويت والإمارات وقطر وعُمان والبحرين)، ودويلة نجد السُّنية، ودويلة الحجاز السُّنية. ويُقسَّم العراق إلى 3 دويلات: دويلة شيعية فى الجنوب حول البصرة، دويلة سُنية فى وسط العراق حول بغداد، دويلة كردية فى الشمال والشمال الشرقى حول الموصل (كردستان) وتضم  أجزاءً من الأراضى العراقية والإيرانية والسورية والتركية. أمّا سوريا فتُقَسَّم إلى دولة عَلوية ـ شيعية، ودولة سُنية فى منطقة حلب، ودولة سُنية حول دمشق، ودولة الدروز فى الجولان.. ويَنقسم لبنان إلى ثمانى مناطق: دويلة سُنية فى الشمال، عاصمتها طرابلس، ودويلة مارونية ـ مارونية شمالًا (عاصمتها جونيه)، ودويلة سهل البقاع الشيعية (عاصمتها بعلبك)، وبيروت الدولية، دويلة فلسطينية حول صيدا حتى نهر الليطانى تسيطر عليها السُّلطة الفلسطينية. جزء فى الجنوب يعيش فيه المسيحيون مع نصف مليون من الشيعة. دويلة درزية. وكانتون مسيحى جنوبى خاضع للنفوذ الاسرائيلى. ويؤخذ من تركيا جزءٌ ويتم ضمه إلى الدولة الكردية (كردستان) مع شمال العراق، بينما سيتفتت  الأردن ويتحول إلى دولة فلسطينية .أمّا اليمن فينضم إلى دولة الحجاز.  وفى مقابلة مع «برنارد لويس» نشرت فى 20/5/2005 قال: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، والحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفى حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية فى استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التى اقترفتها الدولتان، ومن الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية. ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم .ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك ”إمّا أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا“. إسلام معتدل! بدأ مشروع الشرق الأوسط الجديد، دون تحميل الخزانة الأمريكية دولارًا واحدًا، وفيما سُمى بثورات الربيع العربى كان  النظام القَطرى الداعم الرئيسى  فى تونس وليبيا ومصر وسوريا؛ بواسطة عملائهم وعلى رأسهم التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية.  وإذا كانت الولايات المتحدة تستخدم قبل ثورات الربيع ما تُسمى بجبهة الممانعة (إيران وحزب الله وسوريا) ضد جبهة الاعتدال (السعودية ومصر والأردن) فيتحول الصراع من مواجهة إسرائيل إلى المواجهة الداخلية الإقليمية والتى تصب لصالح خريطة الشرق الأوسط الجديدة؛ فإن خُطتها بعد تمكين الإخوان فى اطار ثورات الربيع العربى هو نقل الصراع إلى عمق البلاد لتكون النتيجة هى تفتيت العالم الإسلامى والعربى إلى دويلات تحت مُسمى الخلافة الإسلامية المتمركزة فى تركيا . وثمة أسماء من الأمريكان لعبوا دورًا لتنفيذ  خطتهم، وكان التحضير ليوم 25يناير على قدم وساق من قِبَل الأمريكان ورجالهم وعلى رأسهم «جين شارب» الذى أصبحت أفكاره وآراؤه يحفظها الإخوانى عن ظهر قلب وقامت جماعة الإخوان بوضع مؤلفه «من الديكتاتورية إلى الديمقراطية» على موقعها الإلكترونى. وجين شارب مبتكر فكرة مقاومة اللاعنف، وصاحب  العلاقة  بكل من أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أبريل وحركة أوتبور الصربية، وهو صاحب فيلم «كيف تبدأ ثورة؟» الذى صوّره فى ميدان التحرير.  شارب؛ أحد أبرز عملاء المخابرات المركزية الأمريكية، وعضوٌ هامٌّ فى معهد إلبرت أينشتاين الذى أسّسه عام 1983؛ لدعم حركات تغيير الأنظمة فى العالم من خلال ما يُسمى بـ»استراتيجيات التغيير السلمى»، وهذا المعهد وثيق الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية ويتلقى تمويلات من مؤسّسات الملياردير الصهيونى جورج سوروس وأيضًا من الوقف الديمقراطى «ناشيونال انداومنت». وفى 21 فبراير 2011 قدّمته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» على أنه الرجُل الذى يرجع إليه الفضل فى إسقاط نظام الرئيس حسنى مبارك.  راعى وائل غنيم! من الشخصيات المؤثرة أيضًا فيما جرَى جاريد كوهين، الساحر القادر على توجيه طاقة الشباب فى الشرق الاوسط والمجتمعات الإسلامية لخدمة مشروع الشرق أوسط الجديد بحجة الديمقراطية، وهو مدير وائل غنيم فى جوجل، ورئيس منظمة ايه واى إم لدعم الثورات فى الشرق الأوسط ومدير الأفكار بجوجل. ويوصَف بأنه مهندس الديمقراطية الرقمية.  يجيد كوهين اللغة العربية بطلاقة، ويحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، وهو صاحب دبلوماسية غرف المبيت فى المدن الجامعية، التى قد تفسر ما حدث فى 2011 فى المدن الجامعية من مظاهرات إرهابية داعمة للإخوان؛ وبخاصة فى جامعة الأزهر. وثمة اعترافات من وائل غنيم القائم على إنشاء وإدارة صفحة كلنا خالد سعيد، بإطلاع أحد قيادات شركة جوجل ويدعى جارد كوهن بأمر إنشائه للصفحة المشار إليها . تقارير صحفية لفتت إلى أن كوهين تردد على البلاد والتقى بغنيم يوم 27يناير ليلة مظاهرة “جمعة الغضب”، وهو “الأمر الذى يرجّح معه أن تكون تلك الشركة غطاء لأعمال استخباراتية خاصة عقب توسُّطها لدَى وزارة الخارجية الأمريكية لإخلاء سبيل غنيم رُغم كونه لا يحمل الجنسية الأمريكية. ومن المعروف أن جاريد كوهين تواجد فى مصر يوم 27يناير 2011 مع وائل غنيم، وهذا هو سبب القبض على وائل، فقد قال وائل إنه كان متواجدًا مع صديق له من جوجل قبل القبض عليه ولم يذكر مَن هو، جاريد كوهين هو ذلك الصديق، وجاريد ذكر على أكونت التويتر الخاص به أنه فى مصر يوم 27يناير 2011.  والطريف؛ أن  موقع منظمة موفمنتس “لمؤسسها جاريد كوهين” فضحت  اللقاءات التى  تمت بين وائل غنيم وأحمد ماهر منذ عام 2010 لتنفيذ مشروع الديمقراطية فى مصر عن طريق ثورة تغيير للنظام، وكانت أول تطبيقات ما يسمونه  “القوى الناعمة” منظمة تحالف حركات الشباب AYM (داعمها أيضًا جاريد كوهين) ومعه جيمس جلاسمان الذى تواجد فى مصر بالجامعة الأمريكية فى يناير 2009 وعقد مع 7 مدونين مصريين على شبكة الإنترنت حوارًا يوم الاثنين12يناير 2009، وذلك بمركز كمال أدهم للتدريب الصحفى والأبحاث بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فى إطار ما يُسمى بمشروع “الحياة الأخرى”!. وتبنّى كوهين فكرة استخدام فيسبوك لأغراض سياسية؛ فسافر إلى كولومبيا ثم شارك فى الدعوة إلى ما سَمّته وزارة الخارجية الأميركية “قمة نيويورك لتحالف الشباب” AYM، وهو مؤتمر شاركت فيه مجموعات شبابية من 16 دولة. وحضرت حركة شباب 6 أبريل القمة فى مدينة نيويورك بكامل أعضائها المؤسّسين، ومن هنا كان اللقاء المباشر بين كوهين وحركة 6أبريل وبداية التحرُّك للتحضير للأحداث فى مصر.  وخلال التظاهرات فى مصر وبعد قطع الاتصالات من قِبَل الحكومة وضعت منظمة موفمنتس قائمة بأرقام تليفونات دولية تمكن النشطاء من الدخول على الإنترنت عن طريق DSL دولى، وهو ما يفسر كيف كانت تعمل صفحات “كلنا خالد سعيد” وشبكة رصد وغيرهما بينما كانت الاتصالات مقطوعة. ولعب  جارد كوهين  دورًا مُهمّا  فى دعم كتيب كيف تقوم بالثورة بذكاء؟ how to protest intelligently...وهو مقتبس من كتيب طبعته المخابرات الأمريكية للثوار فى صربيا وغيرها من الدول الشيوعية سابقًا، ولكن النسخة المصرية فيها أسماء شوارع محددة وأقسام شرطة محددة فى كل محافظة، مما يؤكد أنه تم ترجمتها وتعديلها وإضافة التفاصيل بواسطة مصريين ومعها صور من موقع جوجل إيرث لأحياء فى مصر فعلًا، وهذا يتفق مع ما قررته 6 أبريل وحركة  كفاية وجمعية محمد البرادعى من طبع 2 مليون كتيب قبل 25 يناير. ومنذ أبريل 2009، قاد كوهين وفودًا للتكنولوجيا، ركزت على ربط كبار التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا مع الزعامات المحلية فى العراق وروسيا والمكسيك والكونغو وسوريا، بهدف تطوير مبادرات حديثة ومبتكرة.  وفى الواقع يمكن اعتبار كتابه أطفال الجهاد: رحلات إلى داخل قلوب وعقول شباب الشرق الأوسط، هو الأكثر خطورة، حيث قال فيه أن الاتجاهات الديموجرافية الشرق أوسطية تبشر بتغيرات إيجابية فى العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى. والعامل المهم وفقًا لكوهين هو أن الشباب فى المنطقة مرتبطون ببعضهم البعض وبالعالم الخارجى بشكل لم يحدث قبل ذلك مطلقًا وإن الازدهار فى الأقمار الصناعية والتليفزيون والهواتف الجوالة المتوفرة والرسائل الصغيرة والمدونات والانتشار الواسع لمقاهى الإنترنت والتكنولوجيات الصوتية الحديثة جعلت الاتصالات أسرع وأرخص وأسهل.  أما «جورج سوروس» فيوصف بأنه عرّاب العلاقة بين الإخوان والأمريكان؛ وهو عضو فى مجموعة الأزمات الدولية التى حذرت من أى محاولة لقمع الإسلاميين وحرمانهم من حقوقهم السياسية أو وضع قيود على وسائل إعلامهم وغيرها . وتُعرف (مجموعة الأزمات الدولية) فى القسم العربى من موقعها الإلكترونى، نفسها بـ «إن إنترناشيونال كرايسز جروب منظمة مستقلة غير ربحية متعددة الجنسيات يعمل بها مائة موظف فى خَمس قارات، يعملون من خلال التحاليل الميدانية الموجهة للمستويات القيادية لمنع وحل النزاعات». أمّا أهم ممولى المنظمة فهم ( البى بى سى- السفارة الأمريكية ببريطانيا- شبكة سى بى إس نيوز- بوينج البريطانية- جوجل- صحيفة الجارديان- وورلد بنك جروب-تليجراف ميديا جروب- الديلى ميل- رويال دوتش شل- توشيبا- بريتش للبترول-إكسون موبيل- جريدة التايمز). الرغبة فى الإطاحة بنظام مبارك وغيره من الأنظمة العربية بدأت منذ عام 2008، وقاد تلك الحملة بحسب تسريبات استخباراتية عبرية وغربية، نقلتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، «جورج سوروس»؛ لكونه يتمتع بنفوذ سياسى واقتصادى واسع فى الولايات المتحدة، مكنه من الضغط على الرئيس باراك أوباما والديمقراطيين فى الكونجرس؛ لتفعيل مهمة المنظمة الدولية التى يقودها، للإطاحة بنظام مبارك وغيره من الأنظمة العربية فى منطقة الشرق الأوسط. وأنشأ سوروس منظمة «المجتمع المفتوح» التى لها فروع فى معظم دول العالم للاتصال المباشر وإدارة الشبكات التى تم تجنيدها، والعمل على استقطاب المزيد. كما مول ما يسمى بـ «الصندوق الوطنى للديمقراطية» الذى يمول أنشطة تجنيد الشباب فى 90 بلدًا.الى جانب تمويله «مجموعة الأزمات الدولية»، وهى الأخطر بين مؤسّساته.  وسوروس وآخرون ينفقون على أخطر مركز يقوم بتدريب المجموعات الشبابية وإعدادها لتنفيذ مخطط أمركة الدول العربية وهو مركز «كانفاس» CANVAS فى بلجراد بصربيا مع معاهد «آينشتاين» فى نيويورك ومعهد الحرية، وشارك نشطاء 6أبريل فى  اجتماعات هذه المنظمات والمعاهد فى نيويورك قبل 2011.

لا يوجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق